لم يمضي على خطاب الرئيس محمود عباس أربعة وعشرين ساعة ودعوته المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ، إعلان الرئيس محمود عباس من انه لا يمكن الاستمرار بالالتزام بالاتفاقات ألموقعه مع إسرائيل ما دامت مصره على عدم الالتزام بها وترفض وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى ، وعلى إسرائيل أن تتحمل مسؤوليتها كسلطة احتلال لان الوضع القائم لا يمكن الاستمرار به ،
إسرائيل سلطة احتلال واغتصاب وتمارس الإرهاب بكافة أشكاله وألوانه وتحللت من كل التزاماتها الدولية وضربت بعرض الحائط بكافة الاتفاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية وتهربت من كل الاستحقاقات الدولية ومن كافة قرارات الأمم المتحدة وهي تمارس وتعزز سلطتها على كل فلسطين بوجه غير شرعي ومحق وتعمل على استكمال مشروعها الاستيطاني والتهويدي لكل فلسطين ووفق المشروع الصهيوني انعدمت رؤيا الدولتين ،
وان سلطات الاحتلال الصهيوني حولت الصراع مع الفلسطينيين من صراع على حقوق وارض ووطن وحق العودة إلى نزاع على أراضي ،
في ظل الوضع المتوتر والمشحون بعد قيام المستوطنين بمحاولات اقتحام المسجد الأقصى ضمن مخطط يقود إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا ، وبعد عملية المستوطنين بحرق عائلة الدوابشه واستشهاد معظم أفراد العائلة في دوما وقيام المستوطنين باختطاف وحرق جثة الفتى محمد ابوخضيرفي القدس واستهداف المواطنين وقتلهم في الخليل والقدس ورام الله وجنين ومختلف مناطق الضفة الغربية وقيام سلطات الاحتلال مؤخرا بشن غارات عسكريه على غزه كرد على ادعاءات سلطات الاحتلال بإطلاق صواريخ .
في ظل الجو المشحون والمتأزم حدثت عملية بيت فوريك حيث سمحت الرقابة الإسرائيلية، بنشر أسماء قتلى العملية قرب نابلس وهما ضابط الاحتياط بوحدة هيئة الأركان الخاصة ويدعى "ايتام هنكين" وزوجته نعماه.وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" أن "هنكين" ضابط احتياط بوحدة هيئة الأركان وضابط استخبارات
وكشف ضابط إسرائيلي كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن منفذي العملية أجهزوا على المستوطنين من مسافة قريبة جدا.
وزير حرب جيش الاحتلال الإسرائيلي موشي يعلون علق على العملية قائلاً: "إنها نتيجة التحريض الممارس على إسرائيل"، متوعداً بالوصول لمنفذي الهجوم ومرسليهم بأسرع وقت.
وأضاف وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي في حديث نقلته القناة العبرية السابعة أن الحرب على الإرهاب بحسب ادعائه بحاجة ليد من حديد ورباطة جأش مدعيا "نقاتل عدواً متعطشاً للدماء وعديم الضوابط، وفي هذه الساعة تقوم قوات من الجيش والشاباك بتعقب منفذي الهجوم ولن نهدأ حتى نصل إليهم".
في حين دعا وزير الخارجية الإسرائيلية لحكومة الاحتلال الأسبق "أفيغدور ليبرمان" إلى الرد بشكل حازم وحاسم على العملية سواءً بحق المنفذين أو مرسليهم أو المحرضين وعلى رأسهم أبو مازن. على حد تعبيره.
نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي يستغل العملية لإطلاق سهام اتهامه وتوجيهها ضد الرئيس محمود عباس محاولا استغلال العملية وتحييرها لمكاسب سياسيه لحكومة الاحتلال الصهيوني وضمن محاولات حكومة الاحتلال الإسرائيلي لاستغلال عملية بيت فوريك لإيجاد مبررات وإضفاء شرعيه على اعتداءات وإجرام المستوطنين ضد الفلسطينيين وانتهاك الأقصى ضمن عملية التحضير لعدوان مبيت ضد غزه
وأضاف نتنياهو خلال لقاءه صحافيين في نيويورك: إن واصل عباس التحريض ورفضه العودة لطاولة المفاوضات، فلن يكون شريك لإسرائيل. كما وهاجم نتنياهو قيادة السلطة لعدم شجبها عملية قتل المستوطنين في فوريك. وفي رده على تساؤل لصحيفة معاريف حول دعوته لعباس بضرورة العودة للمفاوضات قال: دعوتي لعباس لفترة محدودة فقط، فان واصل عباس التحريض سيجد نفسه غير شريك معنا، فعباس غير مستعد للتفاوض لأنه يعلم بأنه يجب عليه الاعتراف بان إسرائيل هي موطن اليهود.
تصريحات نتنياهو وأركان حكومته والمعارضة الاسرائيليه تحمل في مضمونها التهديد والوعيد للشعب الفلسطيني ضمن محاولات خلط الأوراق
هناك أجواء توتر مشحونة وتهديدات اطلقها سياسيون وعسكريون اسرائيليون وهي اشبه بحرب يشنها المستوطنون المنفلتين ضد الفلسطينيين العزل وممتلكاتهم ، هناك استنفار وانسياب لقطعان المستوطنين الذين ينتشرون في جميع الطرق الرئيسيه بهدف الانتقام من الفلسطينيين ، حيث يقوم المستوطنين بالاعتداء على القرى والمناطق المحاذية للمستوطنات وذلك تحت حماية قوات جيش الاحتلال الصهيوني ، وان قوات جيش الاحتلال تمنع طواقم الإسعاف من الدخول إلى المناطق المعتدى عليها ومهاجمة سيارات الإسعاف من قبل المستوطنين ،ويذكر بأن عمليات التخريب التي قام بها المستوطنون كانت تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
عملية بيت فوريك هي ضمن خلط الأوراق التي تستغلها حكومة نتنياهو وان حكومة الاحتلال الإسرائيلي تدفع لتصعيد الأحداث في الضفة الغربية لتخلط الأوراق ، وان نتنياهو يحاول إفراغ مضمون خطاب الرئيس محمود عباس من مضمونه ويستغل العملية لتمرير مخطط الاحتلال الصهيوني للاستيطان والتهويد وتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا وهو يدفع بالأحداث لمزيد من التصعيد ، حكومة نتنياهو مسئوله عن التصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزه وتتحمل تبعية ما يحدث بالضفة الغربية وغزه بصفتها قوة احتلال بحسب القوانين الدولية وعلى حكومة نتنياهو التقيد بالاتفاقات الدولية ومعاهدة جنيف وتامين حماية المدنيين الفلسطينيين ووقف كافة الاعتداءات التي يمارسها المستوطنين وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
الأمن والسلام في المنطقة مرهون بتنفيذ إسرائيل لكافة قرارات الأمم المتحدة والاعتراف بالحقوق الشرعية والمشروعة للشعب الفلسطيني والانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية والقدس وعلى نتنياهو الكف عن ألمطالبه بيهودية ألدوله ومحاولاته لفرض شروط الإذعان على الشعب الفلسطيني.
بقلم/ علي ابوحبله