خطاب نتنياهو.. تهديد للأمن الإقليمي.. وفارغ المضمون بالنسبة للفلسطينيين

بقلم: علي ابوحبله

خطاب نتنياهو في الجمعية ألعامه للأمم المتحدة لم يأتي بأي جديد وان نتنياهو ركز في خطابه على موضوع إيران وتهديداتها المتواصلة لإبادة إسرائيل بحسب مضمون خطابه ودعا المجتمع الدولي إلى العمل معا على إلزام إيران بتنفيذ الاتفاق النووي بصرامة أكثر، مشيرا إلى أن إسرائيل ستتابع عن كثب ما يحدث وأنها لن تتوانى في الدفاع عن الشعب الإسرائيلي في حال تنفيذ تهديدات المرشد الأعلى لإبادة الدولة اليهودية بحسب ما تتضمنه خطاب نتنياهو .

خطاب نتنياهو في الجمعية ألعامه للأمم المتحدة في دورتها السبعون لم يأتي بجديد بموضوع القضية الفلسطينية إذ أعرب نتنياهو بحسب ما تتضمنه مضمون خطابه عن استعداده لاستئناف المفاوضات السلمية المباشرة داعيا الفلسطينيين أن لا يديروا ظهرهم للسلام ، وادعى نتنياهو بأنه مستعد فورا لاستئناف المفاوضات السلمية مباشرة مع السلطة الفلسطينية دون أي شروط مسبقة كانت ، وأبدى التزامه برؤية دولتين لشعبين، فيها دولة فلسطينية غير عسكرية معترفة بالدولة اليهودية. إن عملية السلام حسب مضمون الخطاب انطلقت قبل عقدين من الزمن تقريبا، ولكن بالرغم من الجهود التي بذلها رؤساء وزراء إسرائيل الست حسب ادعائه ، فقد رفض الفلسطينيون وباستمرار، إنهاء النزاع وإبرام سلام دائم مع إسرائيل. وللأسف كما يدعي ، وقال سمعت ذلك الرفض على لسان الرئيس عباس بالأمس فقط. كيف لإسرائيل أن تقيم سلام مع شريك فلسطيني، يرفض مجرد الجلوس حول مائدة المفاوضات.”ووجه نتنياهو خطابه إلى الرئيس عباس قائلا إن الأمر ليس سهلا، وهي مسألة صعبة ولكن عليهم بذل هذا الجهد لأن هذا حق واجب على شعوبهم، لإنجاز ما هو هائل لشعبيهما.وأكد نتنياهو على دور الأمم المتحدة في المساهمة في إحلال السلام عبر دعمها للمفاوضات المباشرة وغير المشروطة بين الأطراف، داعيا المنظمة الدولية أن تتخلص من الاستمرار في إدانة إسرائيل.

خطاب نتنياهو فارغ المضمون وهو يكذب أمام العالم الذي يدرك ذلك ، وللتدليل على عزلة إسرائيل فان نتنياهو ألقى خطابه أمام قاعة شبه فارغة في ظل غياب معظم رؤساء الوفود العالمية، بمن فيهم السفيرة الأمريكية سامانثا باور، وقد تداولت وسائل الإعلام في الأمم المتحدة خبرا بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقد لقاء بالفيديو مع كل من وزير الخارجية جون كيري والسفيرة سامنثا باور قبل بدء نتنياهو الخطاب بدقائق معدودة مما حال من إمكانية حضورهما الخطاب. وقد جلس في مقعد السفيرة باور أحد مساعديها والممثل بالإنابة ديفد بريسمان المسؤول عن الشؤون السياسية في البعثة الدائمة للولايات المتحدة.

ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خطابا غاضبا جافا خاليا من معالجة أي من القضايا الرئيسية المطروحة على جدول أعمال الدورة السبعين. وتميز مضمون الخطاب بالعجرفه واستعمال لغة التهديد والوعيد حين أكد أن إسرائيل ستفعل كل ما يلزم للدفاع عن نفسها وشعبها، وأن خطط إيران لتدمير إسرائيل ستفشل. وقال: “ما يحتاجه المجتمع الدولي الآن هو واضح. أولا: على المجتمع الدولي أن يجبر إيران تنفيذ كافة التزاماتها النووية، إذا ابقوا الضغط قائما على إيران.

ثانيا، تحققوا من سلوك إيران العدواني الإقليمي، وادعموا وعززوا من يحاربون هذا العدوان وعلى رأسه إسرائيل.

ثالثا: استخدموا الجزاءات وكافة الأدوات المتوفرة لديكم، لتفكيك شبكة إيران العالمية.” وتحدث بعصبية واضحة عندما قال: “إسرائيل لن تسمح لإيران أن تدخل أو تتسلل أو تقتحم النادي النووي”.واتهم المجتمع الدولي بالصمت أمام التهديدات التي تتعرض لها إسرائيل من قبل إيران ثم توقف عن الحديث 45 ثانية عندما ذكر المصطلح الأمريكي “الصمت الذي يصم الآذان”.

نتنياهو الذي يدرك العالم اجمع انه لم يقدم للفلسطينيين ما يشجعهم للعودة إلى طاولة المفاوضات وان حكومة الاحتلال الصهيوني هي حكومة المستوطنين وقراراتها تنبع أساسا لخدمة المشروع الاستيطاني وان إسرائيل فعلا قد دمرت أي رؤيا حل الدولتين وحولت الضفة الغربية إلى كنتونات محاطة بالمستوطنات مما يحول دون التواصل الجغرافي بين الأراضي الفلسطينية المحتلة وهي كرست عزل غزه عن الضفة الغربية وهي ماضيه بمشروعها ألتهويدي للقدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا وان سياسة مصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات والتوسع الاستيطاني ورفض إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين جميعها تحول دون العودة إلى طاولة المفاوضات

لا يحق لدولة الاحتلال الإسرائيلي عبر رئيس وزراء حكومتها نتنياهو أن يتحدث عن الأمن والسلام والتهديد الإقليمي في المنظمة الدولية وعبر منابرها وإسرائيل تشكل اكبر تهديد امني للسلام في المنطقة ، إسرائيل لم تلتزم بقرارات الأمم المتحدة ، وترفض جميع القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة إسرائيل تمارس كل أنواع الإرهاب بحق الشعب الفلسطيني وتخرق كافة الاتفاقات الدولية وتنتهك حقوق الإنسان وتمارس العنصرية بكافة أشكالها وتحتل أراضي الغير بالقوة وتغتصب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بمخالفه صريحة للشرعية الدولية وتدفع بالمنطقة برمتها لأتون الصراع الديني .

نتنياهو حاول قدر الإمكان تحويل أنظار العالم عن أولوية الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين وذلك بالتركيز على إيران ويرى محللون إسرائيليون، أن خطاب بنيامين نتنياهو أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الخميس، أعاد للأذهان فكرة الخيار العسكري الإسرائيلي ضد البرنامج النووي الإيراني، وأنه وجه حديثه إلى الرئيس الأمريكي والأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، “الذين ظنوا أن الخيار العسكري الإسرائيلي في أعقاب التوقيع على إتفاق (فيينا) النووي، قد تبدد، ولكن نتنياهو أعاد إلى الأذهان إمكانية قيام إسرائيل بضربة عسكرية ضد المنشآت النووية في إيران”.

ويقول المحللون الإسرائيليون، إن خطاب نتنياهو بالأمس، كان موجها في الأساس للرئيس الأمريكي باراك أوباما، فضلا عن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (أمريكا، روسيا، بريطانيا، فرنسا، الصين)، إضافة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أي جميع من وقعوا على الإتفاق النووي مع إيران في تموز/ يوليو الماضي، لافتين إلى أن “خطاب نتنياهو ركز على الطريقة التي تعتزم إسرائيل استخدامها لمواجهة الخطر النووي الإيراني

ولفتت صحيفة (يديعوت أحرونوت) ، عبر محللها العسكري “رون بن يشاي”، إلى أن رسالة نتنياهو للدول الكبرى هي أنه “طالما وقعت هذه الدول على الإتفاق، فإنه ينبغي عليها أن تحرص على الأقل على إلتزام طهران ببنوده كاملة، وأنه في حال لم يراقبوا إلتزامها، فإن إسرائيل لن تسمح بذلك”، مضيفا أن أوباما وميركل وكاميرون بالنسبة لنتنياهو “لن يمكنهم التنصل من إلتزاماتهم، وأنه على هؤلاء الزعماء إلزام طهران بتطبيق بنود الإتفاق السئ، وإلا ستفرض إسرائيل عليهم ذلك”، على حد تعبيره.

وطبقا لما يعتقده “بن يشاي”، فإن الأدوات التي يمتلكها نتنياهو لممارسة ضغوط على الدول الكبرى، تتمثل في الرصد العميق للأنشطة الإيرانية، والحوار الدائم مع الإدارة الأمريكية، ولكنه يضيف أن نتنياهو وجه عبر خطابه “تهديدا مبطناً”، حين قال إن “إسرائيل ستفعل كل ما بوسعها للدفاع عن أمن مواطنيها”.

ويعتقد المحلل العسكري الإسرائيلي، أن تلك الجملة “تعيد الخيار العسكري الإسرائيلي إلى الطاولة، وتلمح إلى إمكانية إستهداف المنشآت النووية الإيرانية وبرنامج الصواريخ بطريقة أو بأخرى، على الرغم من أنه في أعقاب التوقيع على الإتفاق النووي، توقع الكثير من المحللين والدبلوماسيين أن الخيار العسكري تراجع بشدة، لأن إسرائيل لن تتجرأ على مهاجمة إيران، بعد أن وقعت على إتفاق يقيد برنامجها النووي العسكري، ووافقت على مراقبة أنشطتها النووية”.

ويذهب مراقبون إسرائيليون إلى أن نتنياهو، استغل منصة الأمم المتحدة لكي يذكر بأنه لا ينبغي إستبعاد الخيار العسكري، وأن إسرائيل تتأهب في كل مناسبة لتفعيل هذا الخيار، وتجري مناورات مستمرة على إستهداف المواقع النووية الإيرانية حال اقتضت الضرورة، لافتين إلى أنه “على الرغم من أن نتنياهو لم يحدد ما هي الحالة، التي يمكن أن تُفعل فيه إسرائيل هذه الخيار، وما هي الخطوط الحمراء الإسرائيلية بالنسبة لطهران، ولكنه على الأقل أكد أن هذا الخيار قائم، وسوف يتم اللجوء إليه في وقت ما”.

ويرى مراقبون، أن خيارات إسرائيل العسكرية لا تقتصر على البرنامج النووي الإيراني، وأن تفعيل هذا الخيار ربما أكثر واقعية فيما يتعلق بالدعم الإيراني للتنظيمات التي تعتبرها إرهابية، وفتح جبهة جديدة على حدود إسرائيل من ناحية الجولان، ويعبرون عن ظنهم أن تأكيده بأن إسرائيل لن تتغاضى عن أمن مواطنيها، يتعلق بنقاط الإحتكاك الأقرب حاليا، والتي تتعلق بالتواجد الإيراني في سوريا، ، وتعزيز قدرات حزب الله داخل لبنان.

ويقول، المراقبون إن نتنياهو كان يعني أن إسرائيل لن تنتظر المواقف الأمريكية والدولية بشأن المخاطر التي يشكلها التواجد الإيراني في سوريا، أو دعمها لتنظيمات مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وأنه كان يريد التأكيد للغرب على أن التواجد الروسي في سوريا “يصب في مصلحة هذه القوى، بحيث يتحمل مسئولياته تجاه أمن إسرائيل، في حال تطورت الأمور لاحقا، ولا سيما وأن التقديرات الإستخباراتية الجديدة تعبر عن مخاوف على أصعدة عدة، وإحتمالات تسبب التواجد الروسي في شلل للجيش الإسرائيلي، ودفعه للبقاء داخل حدوده.

نتنياهو لم يأتي بجديد بموضوع القضية الفلسطينية وان هناك مشروع استيطاني تهويدي تعمد حكومة الاستيطان التي يرئسها نتنياهو على تنفيذه وهو يخالف قرارات الأمم المتحدة ويرفض الإقرار بالحقوق الشرعية والوطنية للشعب الفلسطيني ، وان رؤيا الدولتين تبدد باستمرار الاستيطان والتهويد ، وان إمعان نتنياهو للاعتراف بيهودية ألدوله تهرب من استحقاقات السلام وان مضمون الخطاب يحمل التهديد والوعيد لتهديد الأمن الإقليمي مما يدفع باتون الصراع في المنطقة مع احتمالية إشعال جبهة الشمال في لبنان والتصعيد في جبهة الجنوب مع سوريا وتحضير عدوان جديد على غزه في ظل غياب أي أفق للسلام بحسب مضمون خطاب نتنياهو في الجمعية ألعامه للأمم المتحدة في دورتها السبعين ,

بقلم/ علي ابوحبله