هكذا قال لي ..الآن عرفت من أين تكتب أفكارك ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

بينما كنت أجلس مع أحد الأصدقاء .. ذات يوم ٍ حيث جرى حوارا طويلا متشعبا بيننا ، قلت له .. من العناوين التي أثارتني مؤخرا ..هي بسبب خطأ في طباعة حرف واحد تم بيع مليون نسخة من كتاب خلال يومين فقط !! عنوان الكتاب المثير ..

"An idea that you can change your wife "

العنوان الحقيقي للكتاب

" An idea that you can change your life

وهناك فرقا واسعا بين أن يكون العنوان ترجمته " مجرد فكرة يمكنك من خلالها تغيير زوجتك ..أوبين تغيير حياتِك ..!! فالعلاقة بين المرأة والحياة كعلاقة بطلة رواية طويلة أو حكايا بأحداثها لعبت فيها البطلة دورا مركزيا .. بل أن الوضع هو أشبه بمسرحية جدلية لكن ليست على خشبة المسرح،لأن فصولها لا تنتهي أبدا.. إلا بنهاية الكون ..أنا في قناعتي الشخصية.. قد لا أصدق ذاك العنوان ، وإنما أحمله على سبيل الحكمة أو الموعظة وبرؤيتي الذاتية أقول أن هذي رسالة تفسر لنا أحد عناوينها هي ..سر هروب القرّاء من الأدباء الذين هم يكتبون لمجرد الكتابة أو الشهرة رغم أنف الجميع شاءوا أم أبوا ، ودون أدنى أهمية لتحقيق هدفا ..ما أو معالجة قضية من قضايانا المعاصرة ..كما كان يحدث في السابق من اهتمامات أدبية مشتركة فقديما أو منذ زمن ليس ببعيد ٍ فاليوم أصبحنا نهتم فقط بالصالونات الكلاسيكية ،وكلمة صالون التي أعنيها هنا "salon" و"saloon" أي قاعة الاستقبال والتي تعرض مطابخ أو أطقم كنب ، أو أدوات زينة ذات شكل معين ،لكننا تجاهلنا في ذات الوقت ، الصالونات الأدبية.. تلك الدائرة الحوارية والتي يجتمع حولها رجال الفكر ،وهناك أيضا فرقا بين قاعة الاستقبال وقاعة أو مجمع العلم والتي اندثرت اليوم وسط ركام صالونات النميمة المتفشية كالطاعون في مجتمعاتنا ، وصالونات قطيعة الرحم ،والتفكك الاجتماعي وليس التواصل كما يُزعم..ولذلك تولدت العداوة الحميمة بين الكاتب والقاريء، فكان سقوط الكتاب وانقراضه ، هو الضحية الوحيدة لتلك المفارقة الصعبة ..وكان انتشار الانترنت احد الأسباب التي زادت الطينة بله خاصة مع ظهور طفرة الفيس بوك ..فكانت الضاربة القاضية للمكتبات ،ولعالم الكتب التي ارتحلت بعيدا عنا في هذا الزمان ..أما الجانب الآخر في تحليلي ..هو لو تصورنا أن ذاك العنوان حقيقيا ،وليس مجرد حكمة أو دعابة فاني لن أستطيع سوى أن أفسره بكلمة واحدة أن ما حدث ليس خطئا سواء أكان بقصد أو بدون قصد.. بل هو .. تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ..مستعينا بقول الحق سبحانه وتعالى

"قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ " سبأ -39..المهم أن صديقي ابتسم ابتسامة واسعة عريضة وقال : الآن عرفت من أين تأتيك أفكار موضوعاتك التي لا تنضب ..!!

بقلم/ حامد أبوعمرة