هناك تصعيد اسرائيلي يفرض نفسه على الارض بفعل محاولات حكومة الاحتلال الصهيوني لفرض امر واقع جديد يمس بمكانة وقدسية المسجد الاقصى ، المستوطنون الصهاينه في اقتحاماتهم للمسجد الاقصى المتكرره ومحاولاتهم لتقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا تحت حماية سلطات الاحتلال الصهيوني يدفعون الى توتير الاجواء ويدفعون لحرب دينيه وهذا ما حذر من حدوثه الرئيس محمود عباس وتضمنه فحوى خطابه في الامم المتحده في الجمعيه العامه في دورتها السبعون .
حكومة المستوطنين تتنكر للحقوق السياديه والتاريخيه للمسلمين والشعب الفلسطيني على الاماكن المقدس وان حكومة الاحتلال تحاول استنساخ التاريخ لتفجير الاوضاع في فلسطين المحتله ، رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني السابق ارئيل شارون فجر انتفاضة الاقصى بتدنسيه لقدسية المسجد الاقصى عام 2000 .
ولا بد لنا وان نعود بذاكرتنا لنذكر الاحتلال الصهيوني بالهبة الشعبيه التي انطلقت من قبل شعبنا الفلسطيني في 25/9/1996 انتصارا للقدس والاقصى وسميت هبة الاقصى ضد النفق التي اقدمت سلطات الاسرائيليه على فتحه ، وعلى اثر تلك الحادثه تم اجتماع القياده الفلسطينيه بدعوه من الشهيد المرحوم ياسر عرفات وتمت دعوة جماهير الشعب الفلسطيني لمواجهة العدوان الاسرائيلي ضد القدس والمقدسات الاسلاميه ،وقد سقط عشرات الجرحى والشهداء بفعل بطش قوات الاحتلال الصهيوني لقمع انتفاضة الشعب الفلسطيني في هبة النفق .
ما يجري اليوم هو خطر يتهدد المقدسات الاسلاميه وعلى راسها المسجد الاقصى ويتهدد الوجود الفلسطيني وان حكومة الاحتلال الصهيوني باجراءاتها تحاول فرض امر واقع جديد يخدم مخططها التهويدي والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى ،
الاجراءات الاسرائيليه بحق المقدسيين وفرض منع التجول على احياء مدينة القدس يمهد لهبة فلسطينيه جديده انتصارا للقدس وللحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني وتحميل العالم اجمع لمسؤولية ما ستؤول اليه الاوضاع وتدهورها في فلسطين ،
حكومة الاحتلال الصهيوني تتخبط في قراراتها واجراءاتها وتعمد الى التصعيد وذلك ظنا منها انها تخلط الاوراق في المنطقه وتعمد الى محاولة الاستفاده من الفوضى التي تعم العالم العربي ، وان امريكا تريد احراج حليفها الامريكي بعد التدخل الروسي في سوريا ضمن محاولات ملئ الفراغ وانكفاء امريكا عن المنطقه .
في السياق ذاته أشار محللون ومراقبون إسرائيليون إلى فشل حكومة الاحتلال في معالجة أحداث القدس والأقصى، حيث أشار الكاتب الصحافي نير حسون، من صحيفة (هآرتس) إلى أنّ كل التواجد العسكري المكثف في القدس لم يمنع تدهور الأوضاع أو حتى تقليصها، وأنّ لا تهديدات ولا جلسات المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ تمكّنت من حلحلة الوضع في القدس والأقصى. أمّا المحلل العسكري في موقع (YNET) التابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي فقال إننا أنْ كنّا لا نعيش الآن انتفاضة ثالثة، فإنّ الأمور تتدحرج نحو ذلك بسرعة فائقة، لافتًا إلى أنّ التوتر في القدس يمكن تسميته بانتفاضة الشباب الإسلامي المتشدد، على حدّ تعبيره. ودعا بن يشاي، صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنيّة والعسكريّة الإسرائيليّة، إلى فرض حظر تجوال شامل في القدس القديمة وتجنب الاحتكاك بين اليهود والعرب وتوفير ممر آمن لليهود للوصول إلى منطقة البراق عبر باب الخليل، كما دعا إلى إغلاق المسجد الأقصى أمام الجميع لمدة أسبوع، على حدّ تعبيره.
اجتماع المجلس الوزاري الأمنيّ-السياسيّ المُصغّر في ساعات المساء من هذا اليوم. وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيليّة، فإنّه من المتوقّع أنْ تتخذ فيه الحكومة الإسرائيليّة قرارات دراماتيكيّة لمُعالجة ما أسمتاه المصادر في تل أبيب بالإرهاب الفلسطينيّ،
المُحلل للشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، عاموس هارئيل، رأى أنّ العمليات العسكريّة التي قامت بها إسرائيل ضدّ قطاع غزّة، والعمليات العسكريّة في الضفّة الغربيّة وما أسماه بإرهاب الوحيدين في القدس، هذه العوامل مجتمعةً، قال هارئيل، لم تتمكّن من إشعال الضفّة الغربيّة، وذلك بفضل السلطة الفلسطينيّة. وتابع قائلاً إنّ التصعيد الأخير نابعٌ من أنّ الفلسطينيين فقدوا الثقة ووصلوا إلى حالة من اليأس العميق بسبب اختفاء حلم دولتين لشعبين، على حدّ تعبيره.
مع ذلك، لفت إلى أنّ إسرائيل ما زالت تتعامل مع التصعيد الأخير بالوسائل المعهودة والقديمة، وذلك بناءً على تقديرات المخابرات الإسرائيليّة، ولكنّه أشار إلى أنّ هذه التقديرات من الممكن جدًا أنْ تتغيّر بفعل الوقائع على الأرض، وعند ذلك سيقوم الطرفان بالدخول إلى المواجهة، على حدّ تعبيره. وخلُص إلى القول إنّ عقدًا من الزمن قد انتهى، وأننّا أمام بداية عهد جديد، سيكون قاسيًا وملتهبًا جدًا.
والسؤال الذي يطرح نفسه وعلى ضوء ما سيتخذه المجلس الامني الوزاري المصغر لحكومة نتنياهو فهل تعمد حكومة نتنياهو للتصعيد لمواجهة احتمال سقوط حكومة نتنياهو بالفشل الذي منيت به الحكومه في سياستها الخارجيه ، وذلك منعا لسقوط الحكومه ، وهل قرر نتنياهو تغيير قواعد اللعبه بالتعامل مع السلطه الوطنيه وذلك ضمن التغير الذي تشهده المنطقه ، وهل في محاولة نتنياهو هذه لتغيير السلطه وفرض اوصياء على الشعب الفلسطيني لا يهددون اسرائيل ويحاصرونها سياسيا وامنيا ،
يخطئ نتنياهو ان هو قرر اتخاذ قرار يفضى للقيام بعمليه عسكريه على غرار عملية السور الواقي واجتياح الضفة الغربيه ويخطئ ان قرر التصعيد العسكري لان الشعب الفلسطيني حقيقة مل الوضع القائم وأصبح من اللازم الخروج من عنق الزجاجة التي وضع نتنياهو نفسه فيها ويحاول الانتقام من الفلسطينيين ظنا منه انه بذلك يحقق الاستقرار لحكومته الآيلة للسقوط لا محال.
بقلم/ علي ابوحبله