الضّفة تشتعلُ غضباً

بقلم: عطاالله شاهين

مَنْ يرى الضّفة يوم أمس وهي تشتعلُ غضباً يدركُ مدى الغضب الذي وصلَ وثارَ بسببِ عربدة قطعان المستوطنين المستمرّة .. فما زال المشهدُ ساخناً.. فالمستوطنون يُواصلونَ عربدتَهم على طُرقاتِ الضّفة ، ويقومون بالاعتداءاتِ على المنازلِ والحُقولِ الفلسطينية ..
فيومُ أمس اشتعلتْ أراضي نابلس الزّراعية بالنّيران التي ارتفعتْ ألسنتها عالياً بفعلِ حرقها مِنْ قبل قطعانِ المستوطنون وقاموا بشنّ هجماتٍ مُنظمة على عددٍ مِنَ البيوت في قريةِ بورين ، ولكنّ أهالي القرية تصدّوا لهم ومنعوهم مِنَ الوصولِ إلى وسطِ القرية ..
وإزاء هذه الاعتداءات مِنْ قبل قوات الاحتلال وقطعان والمستوطنين تجاه القرية هبَّ المواطنون في كُلِّ محافظاتِ الضّفة وبدا الغضبُ جلياً على وجوهِهم لأنّ المستوطنين تمادوا في اعتداءاتِهم ..
فالضّفة تشتعلُ ويبدو بأنّها شرارةُ بداية اندلاع انتفاضة لأنّ الاعتداءاتِ على المُقدَّساتِ خط ٌأحمر لا يُمكنُ السّكوتُ عليها ولا يُمكنُ أنْ تستمرَّ بدون ردودِ فعلٍ غاضبة ..
مَنْ يرى المشهد السّاخن الآن يعي بأنَّ الفلسطينيين لا يمكنهم الصَّبر إلى ما لا نهاية تجاه ما يحدثُ في القدس من اقتحامات يومية ، والسعي لتقسيم المسجد الأقصى ، ولهذا ثارَ الغضبُ الفلسطيني دفعةً واحدة ، واشتعلتْ الضّفة غضباً بوجهِ المُحتلِّ ، ويبدو مِنْ خلال الصُّورة التي نراها وما يحدثُ مِنْ اعتداءاتٍ مُستمرّةٍ من قبل قطعانِ المستوطنين تجاه المُقدَّسات والمنازل الفلسطينية بأنَّ الأوضاع ستدهورُ وكُرة اللهب ستتدحرجُ وسيكون هناك أفعال وردود أفعال مِنْ كلا الطَّرفين ..
عطا الله شاهين