أصحاب الفخامة والجلالة والسمو من زعماء هذه الأمة،نحن المقدسيون لا نريد أن نقلك منامكم،او نخرجكم من مخادع عشيقاتكم،فنحن نعرف حجم المهام والمسؤوليات الملقاة عليكم،نحن ندرك بأن لكم معارككم ومنازلاتكم الكبرى،ومن غير المعقول أن نشغلكم في قضايا صغيرة كقضية القدس او الأٌقصى،بل عار علينا حتى التوجه لكم ومخاطبتكم ومناشدتكم بهذا الخصوص...؟؟فهل من المعقول ان نهدر وقتكم الثمين والذي قد يكون من نصيب منازلة او مغازلة او مضاجعة مع شقراء ..؟؟ ولربما هناك صيد ثمين بأن تلقي طائراتكم حممها فوق اطفال اليمن،أو يسارع "جهادييكم" لتفجير أنفسهم في بيوت الله،لكي يسرعوا الوصول للحور العين،ولو أن الله يسرع بجمعكم معهم في سَعير،أو يقوموا بهدم حضارة عمرها ألآلآف السنين كحضارة سومر وتدمر وغيرها.
لا تقلقوا "زعماء" الأمة فأنتم خير من أفسدها وأذلها وتفنن في قمعها وتجويعها وتجهيلها،فاجهزة الأمن "الروث" خاصتكم خبيرة في التعذيب والتشويه والقتل،ولولاها كذلك لما نالت اوسمتكم ونياشنكم،ولما تربعتم انتم على عروشكم،تنهبون الخيرات والثروات،وتحولون بلدانكم الى اقطاعيات ومزارع خاصة بأسركم وعائلاتكم.
حولتم شعوبكم الى "هتيفة" و"سحيجة" ليس لإنجازات علمية وتكنولوجية،او انتصارات عسكرية،بل يهتفون ويسحجون في أعياد ميلادكم،وأعياد تأسيس جيوشكم،وفي مسابقات خيولكم ونياقكم.
لا داعي "زعماء" هذه الأمة أن تستدعوا سفرائكم من دولة الإحتلال،او تطلبوا من سفرائه مغادرة عواصمكم،فوجودهم في عواصمكم لخدمة"قضايا "الأمة"،أو ان تقطعوا علاقاتكم العلنية وليس السرية معه،والتي باتت معروفة ومكشوفة ،فعوراتكم حتى ورقة التوت لم تعد صالحة لسترها.
ولكن واجب علينا من قدس الأقداس،ومن مسرى الرسول وقبلة المسلمين الأولى المسجد الأقصى،ان نقول لكم ليس كما قال الشاعر العروبي العراقي الكبير مظفر النواب" بأن حظيرة خنزير اطهر من اطهركم"،بل جديلة طفلة مقدسية ومنديل مرابطة أو عصبة ثائر مقدسي،هي تاج على رؤوس قياداتكم وجيوشكم التي لم تنل تلك الرتب والنياشين والأوسمة المثقلة بها أكتافها وصدورها بها في معارك عز وشرف وانتصارات مظفرة،بل لقاء الدفاع عن عروشكم وقمع شعوبكم وقتل معارضيكم.
نحن في القدس نقول لكم إطمئنوا بأننا رغم كل القمع والبطش والتنكيل الصهيوني،فإن كرامتنا هي أعز ما نملك،وأقصانا لن يسقط كما سقطت عاصمة الرشيد بفضل "حفر باطنكم" وخستكم ونذالتكم،واطمئنوا بأن مؤامراتكم ولقاءاتكم السرية لن تفلح في تشريع تقسيمه،ونحن نعرف بان تصريحاتكم وبيانات شجبكم واستنكاركم المعهودة،ليست أكثر من لغو فارغ لا يساوي قيمة الحبر الذي يكتب به،وباختصار هو "ظراط على البلاط".
إطمئنوا يا "زعماء" الأمة ،اموالكم اصرفوها على تدمير وتخريب سوريا والعراق واليمن وليبيا،وقتل شعوبها،وتشريدهم في المنافي وبلاد الغرب،ونساءها اغتصبوهن وبيعوهن واشتروهن في سوق النخاسة،واختاروا العذراوت منهن لكبار شيوخكم وامرائكم المصابين بنهم الجوع الجنسي،وأرسلوا كل احتياطكم البشري من التكفيريين والمهووسين والإرهابيين لكي يصبحوا خبراء في جز الرؤوس بالسواطير وبقر البطون وشق الصدور واكل الأكباد وجلد الظهور ونبش القبور،وحرق الأجساد وتفخيخها بطرق وحشية لم يعدها التاريخ البشر لا قديماً ولا حديثاً.
نحن لسنا بحاجة لجيوشكم ولا اموالكم،فأنتم مجرد حراس عليها لا تملكون حق إعطاءها الأوامر للجيوش أو التصرف بالأموال بدون موافقة أسيادكم في واشنطن والسفارات الغربية.
أمتنا ستبقى ذليلة مهانة ما دمتم تتربعون على عروشها،تعانون من عقدة "الإرتعاش" السياسي الدائمة،وما زلتم تدعون وتؤمنون بثقافة الإستنعاج وإستدخال الهزائم على انها انتصارات،وكيف لمستدخل للهزيمة ان ينصر او ينتصر لأقصى أو قدس..؟
لا تقلقوا بشأن مصيرنا،فانتم منذ النكبة وحتى اليوم حراس على دولة الإحتلال،وجزء من المؤامرة على شعبنا،ولو تحرر شعبنا من مؤامراتكم وتجاذباتكم،لتمكنا من تحرير فلسطين وإسترداد حقوقنا،ولكنكم وجدتم في قضية شعبنا ومأساته "بقرة" حلوب،ومنبر لكل مزايداتكم وخطاباتكم،فمن يريد ان يقمع ويحكم شعبه،فباسم انه جاء لكي يحرر فلسطين والأراضي المحتلة،يريد ان يحصل على شهادة الحاكم الوطني والقومي والعروبي والمعادي للإمبريالية والصهيونية،وهو من قمه رأسه إلى أخمص قدميه منغمس في الخيانة والتآمر على قضايا الأمة وشعبه.
انتم لن تنالوا لا رتباً ولا نياشين من القوى الإستعمارية جراء تخاذلكم وخياناتكم،فبعد مشاركتكم في اغتصاب بغداد،ويوم اعدم الأمريكان وحكومة بريمر العميلة في بغداد،شهيد الحج الكبر الرئيس القائد صدام حسين في يوم عيد الأضحى المبارك،قال لكم الرئيس الراحل العقيد معمر القذافي سيأتي الدور عليكم وستواجهون نفس المصير،وحتماً ستواجهون نفس المصير،رقصتم طرباً وهللتم من اجل سقوط دمشق ولكن دمشق عصية على الكسر والسقوط،هي قلعة العروبة وقبلة كل الثوريين والمقاومين،هي ستسقطكم وستهز وتدك كل عروش الخونة والمتآمرين منكم.
القدس يا "زعماء " الأمة لن تعدم لا شبابها ولا نساءها ولا اطفالها،هؤلاء الأطفال الذين يقاتلون ويقارعون الإحتلال بحجارتهم وصدورهم العارية،تمرسوا في النضال والكفاح لم يجبنوا ولم ترتعد فرائصهم من جنود الإحتلال ومستعربيه المدججين بكل انواع السلاح،بل هم يقارعونهم بحجارتهم كل يوم،لا يأبهون لسجن او سجان،بل شارات نصرهم مرفوعة دائماً من خلف القضبان،اما انتم فبولوا في ملابسكم الداخلية،ففرائصكم تعودت على الإرتجاف،لأنكم فقدتم إرادتكم وكل معاني الرجولة وحتى الفحولة،فلا قدسنا ولا أقصانا بحاجتكم وبحاجة عنترياتكم الزائفة.
بقلم/ راسم عبيدات