ندرك تماما بأن فتح كانت ,وما زالت هي العمود الفقري لنضال الشعب الفلسطيني وديمومة استمرار كفاحه سياسيا وعسكريا بمراحل تاريخية متصلة ومتلاحقة ,وبان أوسلو لم تكن يوما قيد من حديد على حق فتح بقيادة الشعب الفلسطيني نحو التحرر والاستقلال ,لان العيون كانت ,وما زالت مفتوحة ما بين أهداف ومبادئ الفاتح من أيار عام 1965, وما بين كل برنامج مرحلي آخره كان خطاب السيد الرئيس في الأمم المتحدة بحق الشعب بإقامة دولته على حدود الرابع من حزيران جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل , ومن هنا فان المقدمات المشروعة لانتفاضة ثالثه لم تأتي اعتباطا أو دون تهيئة لعوامل انطلاقتها ,بل إن شرارة انطلاقتها ما كانت لتندلع دون إشارات بخطاب السيد الرئيس ,تماما كما كانت فتح تتلقف برنامجها من إيحاءات شهيدتا الخالد ياسر عرفات, ومن بين ثنايا حروفه ,وعليه فانه لزاما علينا أن نعلن التفافنا حول الانتفاضة مع المطالبة بتصعيدها وفقا لما يخدم مشروعنا الوطني ,وبما يتوافق ايضا مع سيل الدم ,أو أن نصرخ بعلو الصوت أن اوففوا هده الانتفاضة إذا ما حاول البعض حرفها عن البوصلة ,أو الابتعاد بها عن الأسباب الموجبة لانطلاقتها ,فلا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة..لا صوت يعلو على سيل الدم.
مع عودة ياسر عرفات من كامب ديفيد رافضا كل ما تعرض له من ترهيب وترغيب, فانه كان يدرك وفقا لما كان دوما يصرح بأن شعبه قوم الجبارين, وبان هذا الشعب صاحب قدرات إبداعية متجددة للوصول إلى تحقيق أهدافه فأعاد لهم الثورة ليقرر قادتهم الميدانيين المصير والاتجاه لثورة أعادها لهم من المنافي والشتات ,إلا أن هؤلاء القادة الميدانيين افشلوا حلم كاد أن يتحقق ,واتجاه كاد هو الأخر أن يتجسد ,ومصير كان على وشك أن يصبح معلوما, فهل نكرر السيناريو ليسيل الدم دون ثمن؟.
لا بد من أن نقف لحظة مع الذات لحسم أمرنا حتى لا يتكرر سيناريو الانتفاضة الثانية وذلك عندما افرغ المتاسرلون ومعهم حركة حماس الانتفاضة من محتواها فجعلوها فرصة نحو سباق التسلح ليتحين كل منهما فرصة الانقضاض على الآخر من هنا فاني اصرخ بأعلى صوتي بان يتسارع الجميع للاتفاق على برنامج وطني ينقل شعبنا من الاحتلال إلى الاستقلال بالإعلان عن حكومة الاستقلال الوطني لتمارس عملها من غزة كنواة للدولة المستقلة ,وإلا علينا العمل على وقف الانجرار نحو الانتفاضة ,فماذا تعني لنا انتفاضة في ظل بحث بعض القوى عن فرصة الخلاص من الأخر؟, وماذا يمكن لنا أن نجني من انتفاضة ما زال المتاسرلون يعودون للشعب من خلال عوزهم المادي؟, ومن قوى ما زالت تعتبر بان البطال الساحل وجيل الجل والايفون عار على الشعب في الوقت الذي نجد فيه هؤلاء يبدعون في ساحات الوغى ويلهبون مشاعر الشعب وغضبه وهم يواجهون اعتي قوة بصدور عارية وبالسكاكين.
على كافة القوى وفي مقدمة هؤلاء حركة حماس أن تذعن لمطالب الشعب بالوحدة والانصهار في بوتقة واحدة من اجل تحقيق مطالب الشعب وبما يلبي طموحاته الواقعية وفقا لما جاء في خطاب السيد الرئيس في الأمم المتحدة ,وإما وعلى الجميع وحتى لا نضعف أكثر ,أو نذهب لانقسام أخر أن نصرخ بعلو الصوت أن أوقفوا الانتفاضة...أوقفوا سيل الدم.
بقلم:ماجد هديب