بالذكري 42 لانتصارات أكتوبر .

بقلم: وفيق زنداح

الاثنين الخامس من يونيو 67 وما سميت بنكسة حزيران.... وما تعرضت له مصر وسوريا والاردن وقطاع غزة من عدوان اسرائيلي أسفر عن احتلال شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس وهضبة الجولان ....حرب مخادعة جاءت كلمح البصر أسفرت عن هذه النكسة التي ألمت بنا وبمعنوياتنا .... وأضعفت فينا كل امكانيات الخروج من هذه الازمة المستعصية ...تولد عن حزيران حالة يرثي لها من عدم التوازن ...والذي لم يطول كثيرا بفعل حرب الاستنزاف والتي شهدت معارك ضارية علي خطوط التماس وداخل خطوط العدو...والتي استطاعت من خلالها القوات المسلحة المصرية أن تؤكد لاسرائيل وقواتها أن نكسة حزيران ...نكسة عابرة ...ونصر وهمي ...وان اسرائيل وقواتها لن تستطيع البقاء داخل الارض العربية دون أن تدفع الثمن غاليا ...وتم تأكيد الرسالة المصرية بفعل عمليات نوعية داخل الخطوط وداخل البحر مما أفقد العدو الاسرائيلي توازنه ما بعد عملية راس العش وتدمير المدمرة الاسرائيلية ايلات والقصف المدفعي الذي طال كافة المواقع علي طول خط التماس وداخل سيناء وما تم من عمليات كوماندو خلف خطوط العدو وتكبيده خسائر فادحة بالأرواح والمعدات مما كان له أكبر الاثر علي معنويات القوات المسلحة والشعب المصري .
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقد كان موضع استهداف من القوي الاستعمارية واسرائيل فكان العدوان الثلاثي في العام 56 في محاولة استعمارية اسرائيلية لفرض شروط الاستسلام ومعادلة العلاقات غير المتوازنة بين مصر وتلك الدول وانهاء المشروع الناصري القومي ورفض القوي الاستعمارية لافكار التحرر والاستقلال وبناء المقومات الذاتية والنهوض بواقع الامة وبناء علاقات سياسية غير خاضعة للابتزاز والضغوط .
استهداف مصر بزعيمها عبد الناصر ...كما استهداف مصر بزعمائها السادات ومبارك وحتي الرئيس السيسي ...فالمؤامرة القديمة الحديثة ....تستكمل خيوطها وتشعباتها فاما حرب نظامية تقودها قوي استعمارية واسرائيل ...واما حرب تنفرد بها اسرائيل وبدعم أمريكي كامل ....واما حرب الارهاب المدعوم من بعض القوي التي لا تريد خيرا لمصر وللعرب .
ونحن أمام الذكري الثانية والاربعون لانتصارات أكتوبر المجيدة ...وفي يوم السبت الموافق السادس من أكتوبر العاشر من رمضان وبما يسمي بعيد الغفران لدي الاسرائيليين وفي تمام الساعة الثانية بعد الظهر قامت الطائرات المصرية بدك حصون العدو الاسرائيلي كما قامت المدفعية الثقيلة بدك تلك الحصون والمواقع علي ضفة القناة ...وتم رفع العلم المصري بعد عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس وهم يرفعون نداء الله أكبر ....ليعلنوا أن مصر لن تكسر ..ولن تهزم ...بفعل حرب ساعات مخادعة ...وها هي القوات المسلحة المصرية تؤكد نصرها وتفوقها وقدرتها علي الدفاع عن أرضها واخراج المحتل منها مهما كان الثمن ومهما بلغت المساعدات من الحليف الامريكي للعدو الاسرائيلي ...الذي لم يتاخر كثيرا حيث قامت الولايات المتحدة بتقديم مساعداتها وبسرعة فائقة بعد أن فقدت جولدا مأئير رئيسه الحكومة توازنها مطالبة بالمساعدة السريعة ... كما الجنرال ديان الذي فقد توازنه أيضا بعد أن تم تدمير خط بارليف وما تولد لديه من شعور الهزيمة بعد أن عاش مشاعر النصر بالعام 67 .
حاولت اسرائيل من خلال الضربات العسكرية الموجعة التي تعرضت لها قواتها في سيناء وعبور القوات المسلحة المصرية لقناه السويس أن تحدث ثغرة في منطقة الدفر سوار في محاولة لرفع المعنويات واحداث التفاف عسكري يمكن من خلاله أن يحدث انسحاب متبادل في حالة وقف اطلاق النار... الا ان اسرائيل ومن خلال قائد العملية شارون لم يحققوا أهدافهم وكان بالامكان القضاء عليهم بصورة تامة .
كان الموقف العربي داعم لمصر وتم استخدام سلاح البترول وكان الفضل للمغفور له جلاله الملك فيصل ملك السعودية وللعديد من الدول التي وقفت داعمة ومساندة لمصر التي تحارب في معركة العرب لتحقق النصر للعرب .
حرب أكتوبر المجيدة لا زالت تشكل حدثا تاريخيا عسكريا ...ولا زال الخبراء العسكريين يدرسون مدي القوة والارادة التي أمتلكها الجيش المصري والتي استطاع من خلالها أن يهزم الجيش الاسرائيلي بتفوقه العسكري وبالانحياز الامريكي له ...هذا النصر الذي حققته القوات المسلحة المصرية علي الجبهة الجنوبية في ظل نصر تحقق علي الجبهة الشمالية من قبل الجيش العربي السوري جعل من الجيشين محل استهداف لقوي الشر التي أنتجتها قوي الاستعمار من أجل تفكيك هذه الجيوش وانهاء هذه الدول ...الا أن مصر وبقواتها المسلحة قادرة علي مواجهه الارهاب والقضاء عليه والمحافظة علي أمن واستقلال هذا البلد الشقيق... لأن روح أكتوبر لا زالت ماثلة ...وسوف يتحقق النصر القريب والكامل علي كافة قوي الشر والارهاب في مصر وسوريا ...حتي ينعم البلدين العربيين بالامن والاستقلال والازدهار .

الكاتب : وفيق زنداح