العلم هو دواء لسموم الخرافات

بقلم: حنا عيسى

العِلْـمُ، هو كل نوع من العلوم والمعارف والتطبيقات. وهو مجموع مسائل وأصول كليّة تدور حول موضوع معين أو ظاهرة محددة وتعالج بمنهج معين وينتهي إلى النظريات والقوانين. ويعرف أيضًا بأنه "الاعتقاد الجازم المطابق للواقع وحصول صورة الشيء في العقل". وهو منظومة من المعارف المتناسقة التي يعتمد في تحصيلها على المنهج العلمي دون سواه، أو مجموعة المفاهيم المترابطة التي نبحث عنها ونتوصل إليها بواسطة هذه الطريقة. عبر التاريخ انفصل مفهوم العِلم تدريجيا عن مفهوم الفلسفة، التي تعتمد أساسا على التفكير والتأمل والتدبر في الكون والوجود عن طريق العقل، ليتميز في منهجه باتخاذ الملاحظة والتجربة والقياسات الكمية والبراهين الرياضية وسيلة لدراسة الطبيعة، وصياغة فرضيات وتأسيس قوانين ونظريات لوصفها. والعلم لغة هو نقيض الجهل، وهو ادراك الشئ عل ما هو عليه ادراكاً جازماً.

أهمية العلم:

وللعلم أهمية بالغة في حياة الأفراد والمجتمعات والحضارات، فلم تكن البشرية لتتقدم وتتطور وتصل إلى ما وصلت إليه في زماننا من دون العلم والتعلم والبحث العلمي. فالإهتمام بالعلم وتحصيله هو من أسباب إزدهاز العديد من الحضارات على مر العصور والأزمان، وإهمال العلم وتحصيله هو السبب في تخلف الكثير من الشعوب وشيوع الجهل فيها، فالعلم هو مقياس الإزدهار والتحضر والتطور في الدول والمجتمعات.

للعلم تأثير كبير على عالمنا، فالعلم يؤمن أساس التقنية الجديدة مثل الآلات والمواد والتكنولوجيا ومصادر الطاقة والمعدات التي تسهل حياتنا وأعمالنا، وللعلم له دور كبير في اختراع وصنع السفن والقطارات والطائرات والسيارات وأقمار اصطناعية والكمبيوترات والإذاعة والتلفاز التي كان لها تأثير في الحياة الإنسانية، ومن خلال العلم اكتشفنا الطاقة الشمسية والنووية والنفطية، وتطور الإنتاج الزراعي لما إكتشف العلماء النباتات المختلفة والأسمدة أكثر إنتاجاً وكفاءة، وساعد العلم في الطب كثيراً مثل اختراع المضادات الحيوية والأدوية لعلاج الأمراض المُعدية، وطوّر العلم أدوات التشريح والأعضاء مثل الرئة والكلية والقلب.

ويتطابق ظهور العِلم مع نشأة الإنسانية، وقد شهد خلال تاريخه سلسلة من الثورات والتطورات خلال العديد من الحقبات، لعل أبرزها تلك التي تلت الحرب العالمية الثانية، مما جعل العلم ينقسم لعدة فروع أو عُلُوم.

وظائف العلم :

1. الاكتشاف والتعبير: وتتمثل هذه الوظيفة للعلم في اكتشاف القوانين العلمية العامة والشاملة للظواهر والأحداث المتشابهة والمترابطة والمتناسقة عن طريق ملاحظة ورصد الأحداث والظواهر وتصنيفها وتحليلها عن طريق وضع الفرضيات العلمية المختلفة، وإجراء عمليات التجريب العلمي للوصول إلى قوانين علمية موضوعية عامة وشاملة تفسر هذا النوع والوقائع والأحداث.

2. التنبؤ العلمي : بمعنى أن العلم يساعد على التنبؤ الصحيح لسير الأحداث والظواهر الطبيعية وغير الطبيعية المنظمة بالقوانين العلمية المكتشفة.. ولا يقصد بالتنبؤ هنا، التخمين أو التكهن بمعرفة المستقبل، ولكن المقصود هو القدرة على توقع ما قد يحدث إذا سارت الظروف سيرا ًمعيناً،مع التذكير بأن التنبؤات العلمية ليست على نفس الدقة في جميع مجالات العلم،ففي العلوم الطبيعية تكون اكثر دقة منها في مجالات العلوم السلوكية ومجالات المعرفة الاجتماعية .

3. الضبط والتحكم : يساهم العلم والبحث العلمي في عملية الضبط والتحكم في الظواهر والأحداث والوقائع والأمور والسيطرة عليها وتوجيهها التوجيه المطلوب، واستغلال النتائج لخدمة الإنسانية.

بقلم/ د. حنا عيسى