بكل صراحة ،في قناعتي الشخصية .. أن نتعامل مع رجل ٍ له نصيب كبير من الجهل ،أو السذاجة المفرطة لكنه محبا ..ودودا ..مؤنسا ..رقيقا لا يدخل نفسه أبدا في دائرة الصراع الجدلي أو.. التنافس الحواري.. إلا انه أفضل عندي بكثير من الذين يدعون الفذلكة.. والحذلقة ..والذكاء والعبقرية والذين هم على وجه الخصوص يتعمدون الإساءة ،والإحراج إلى الآخرين بكل غطرسة وسخرية، وتهكم ،وإلغاء أو طمس شخصياتهم.. بل أولئك الذين لا يكرسون حياتهم ،ويسخرونها سوى في مرمغة أنوف البسطاء في الوحل ،وهم أصحاب القلوب البيضاء الرحيمة ..إذا هي جاهلية ثانية وثالثة ورابعة طالما أنه في البدء كانت الجاهلية الأولى ..ثم ما الفائدة أن يكون الحق مع البعض منا أحيانا كثيرة.. لكننا نفتقد مهارة الكياسة واللباقة والمرونة والطيبة ..علينا أن ندرك جميعا أنه في تعاملنا مع البشر علينا أن نقتنع تماما بأننا لسنا في سوق ٍ ربح فيه من ربح ،وخسر فيه من خسر ..الأمر أهم وأدق في حساسيته من ذلك بكثير ..وإلا سيكون حالنا هو أشبه بما نشرته جريدة " بوسطن ترانسكربت " ذات مرة هذا النظم الرمزي :
هنا يرقد جثمان "وليم جراي "
والذي عاش مجادلا ومات مجادلا
كان الحق في جانبه،وظل محقا دائما
"ولكنه مات تماما كما لوكان مخطئا ".
بقلم /حامد أبوعمرة