الغباء الاسرائيلي.. ومواجهة الشباب المنتفض

بقلم: وفيق زنداح

غرور واستكبار ...غطرسة وعنجهية ...ثقافات متطرفة ودموية تحكمها منطلقات ثوراتيه ...لا تعرف الا لغة الدم والقتل والحرق وهدم المنازل وتشريد السكان ..أساليب عنصرية فاشية تتحكم بالقرار الاسرائيلي الحكومي حتي انها تشكل رأيا عاما للمجتمع الاسرائيلي الذي يستمر بجنوحه لليمين واليمين المتطرف في ظل تراجع قوي اليسار وحزب العمل .

يعرف عن الاسرائيليون مكرهم ودهائهم ....لكن المشاهد والمثبت عبر سنوات الصراع ...أن اسرائيل تزداد غباءا وتراجعا ....لأنها تفتقد لقدرة فهم الشعب الفلسطيني وقيادته ...ولا زالت تعتمد لغة القوة لفرض شروطها وأجندتها ....مع ان كافة المواجهات التي جرت بيننا كفلسطينيين وبينهم ...يثبت لهم بالدليل القاطع أن اسالة الدماء تحركنا... وازهاق الارواح يثورنا ..وانتهاك حقوقنا يضعنا في موقف الدفاع عن حقوقنا مهما بلغت الأثمان... ومهما سالت الدماء ...وأزهقت الارواح .

هذا الغباء الاسرائيلي لدي صناع القرار السياسي والامني قد فاق كافة التوقعات بهذه التوجيهات لاطلاق النار في المناطق القاتلة علي هذا الشباب المنتفض الذي يريد أن يسمع صوته عاليا ...وأن يقول لهذا المحتل نريد الحرية والاستقلال ..وارحل عن وطننا ..فلن تستطيع هزيمتنا وكسر ارادتنا ...هذا الشباب المنتفض وبرغم صغر سنه ...وقلة تجربته ...الا انه يمثل عنفوانا ثوريا ..ومخزونا نضاليا ...وارادة صلبة ...ويقين ليس بعده يقين ...وايمان ليس بعده ايمان ...شباب في ريعان شبابهم أرادوا أن يوصلوا العديد من الرسائل بأنهم لم يعد يحتملوا هذا الاحتلال وغطرسته وانتهاكاته ...أرادوا ان يقولوا بصريح العبارة أن أرواحنا ودمائنا ليست أغلي ممن سبقونا علي درب النضال والكفاح ...أرادوا أن يقولوا لهذا العالم الصامت المغيب بقرار المصالح والتحالفات والمحاور أن باستطاعتنا أن نلهب الارض ...وأن ندفع بالمواجهة الي مراحل متقدمة لن تستطيع الوساطات والمصالح وقفها .

هذا الغباء الاسرائيلي المستمر والذي لا يتعاطي بأدني ايجابية مع الصوت الفلسطيني الذي طالما تحدث عن حل الدولتين ...وطالما تحدث عن حقنا وحقهم تجاوزا ....الا أن صناع القرار الاسرائيلي لا زالوا محكومين بيمنية المستوطنين.... اضافة ليمينهم الليكودي الذي تجاوز كافة الاعتبارات ...ووضع عجلة الصراع بمرحلة المواجهة المفتوحة .

أمام هذا الغباء الاسرائيلي ..والعنجهية والغطرسة والقتل العمد لسبع شبان علي حدود غزة الشرقية وجرح العشرات ...أرادوا أن يعبروا ويعلو بصوتهم لاسماع أهلهم وأبناء شعبهم في القدس والمحافظات الشمالية ...أننا شعب واحد ...وأننا جميعا ننتفض في وجه هذا المحتل المجرم ....وأننا بدمائنا نرسم خارطة الوطن من جنين حتي رفح ...وأن كل وسائل القتل والقوة والجبروت الاحتلالي لن تستطيع كسر ارادتنا واركاعنا ....فسنوات المواجهة طويلة ومنذ عقود ...ولن يستطع هذا الكيان أن يركع شعبنا وقيادتنا ...بل في كل مرة ...ومع كل مواجهة ...نزداد قوة وايمان وصلابة ...مهما تعاظمت التضحيات ...فليس أمامنا الا النصر ...أو الشهادة .

الرحمة للشهداء ...والشفاء للجرحي .

بقلم/ وفيق زنداح