نفي رئاسي يناقض نفي تنظيمي

بقلم: فايز أبو شمالة

نفت حركة فتح ما ورد في بيان باسم القيادة العامة للانتفاضة الفلسطينية الثالثة، سواء من حيث مشاركتها في هذا البيان، أو من خلال وجود اطار تشارك فيه حركة فتح باسم القيادة العامة للانتفاضة الفلسطينية الثالثة، مؤكدة ان هذا البيان مزور، وحذرت الشعب الفلسطيني بضرورة عدم التعاطي مع هذه البيانات المشبوهة التي يقف خلفها اشخاص او جهات لها اجندات غير وطنية.
فما عيوب البيان الذي وزع في مدن الضفة الغربية، وفي وسط التجمعات العربية في فلسطين المحتلة سنة 48، ولماذا حذرت منه حركة فتح، وأدارت له الظهر، واعتبرته مشبوهاً، ما البنود التي تشين حركة فتح، والتي وردت بالصيغة التالية:
1ـ نزول الكتائب المسلحة إلى الشوارع لمساندة إخواننا أبطال الحجارة والسكاكين.
2ـ التجهيز لعمليات نوعية داخل الخط الأخضر، وأماكن تجمع المستوطنين والجنود.
3ـ تكثيف عمليات الطعن المخطط لها جيداً.
4ـ استهداف الحواجز الإسرائيلية بالرصاص والقنابل اليدوية.
5ـ استهداف المناطق الحيوية والاقتصادية الإسرائيلية.
6ـ دعوة الشعب لهدم الجدار الفاصل في الأماكن الحساسة
7ـ عمل فرق ولجان حراسة لابطال الحجارة وظيفتها كشف العملاء.
8ـ اعتبار يوم السبت 10/10 يوم غضب في شتى شوارع فلسطين من البحر إلى النهر.
وختم البيان بالقول: العين بالعين والسن بالسن والرصاص بالرصاص.
فما هي عيوب هذا البيان الذي تداوله شباب حركة فتح بافتخار، وفرحوا فيه، وتباهوا فيه على شباب حركة حماس، التي لم توقع على البيان؟ ولماذا يصير التنكر له، ولاسيما أنه حمل توقيع حركة فتح، وحركة الجهاد الإسلامي، ولجان المقاومة، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين؟.
ولماذا تنفي حركة فتح مشاركتها في مثل هذا البيان الذي يعبر عن نبض الشارع الفلسطيني؟.
إن التنظيم الذي ينفي اللغة القتالية الواردة في البيان السابق لا يمكنه أن ينفي لقاء السيد محمود عباس مساء الجمعة، مع المبعوث الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية يستحاق مولخو، ومنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، يؤاف مردخاي.
إن الذي ينفي علاقته ببيان التصعيد والاشتباك المسلح والمواجهة لا يمكنه أن ينفي استعداده للتهدئة، ولا يمكنه أن ينفي انتظاره لزيارة وفد الرباعية الذي يطالب بوقف الانتفاضة، وعدم تطوير ادواتها إلى حد الاشتباك المسلح، مقابل استئناف المفاوضات.
إن التنصل من لغة البيان السابق، لغة القتال لتشجعنا على الظن بأن هنالك حركة فتح أخرى غير حركة فتح التي تلتزم بتعليمات السيد محمود عباس، حركة فتح أصيلة، قررت أن تحرر حركة فتح الهزيلة من الأسر، وأن تعيد لها بريقها المقاوم الذي بهتت طوال فترة المفاوضات مع إسرائيل، والذي يؤكد هذا الاستنتاج هو استجابة الجماهير الفلسطينية للبيان الذي دعى لأن يكون يوم السبت 10/10 يوم غضب، وقد تحقق لها ذلك، وغضبت الجماهير الفلسطينية، استجابة لبيان القيادة العامة للانتفاضة الفلسطينية، والتي تحاكي لغتها وجدان الشعب الفلسطيني.


د. فايز أبو شمالة