التفجيران الإرهابيان في انقره ودلالاتهما مع موعد الانتخابات المبكرة في نوفمبر الحالي

بقلم: علي ابوحبله

التفجيرين الارهابين اللذان وقعا بالقرب من محطة القطارات في تركيا وأسفرا عن سقوط أكثر من 95 قتيل على الأقل وعشرات الجرحى استهدف أعضاء في حزب الشعوب الديمقراطي واليسار التركي ، وكان من المقرر إقامة تجمع ومسيرة تحت عنوان "رغم أنف الحرب، السلام الآن، السلام.. العمل.. الديمقراطية"، في موقع محطة القطارات.

وقد أدان الرئيس التركي رجب طيب اردغان التفجير الإرهابي ودعا في بيان صادر عن مكتبه إلى التضامن والعزم كأفضل رد ذي معنى على الإرهاب وقال أن من يقفون وراء الهجوم يهدفون إلى زرع الفرقة بين فصائل المجتمع .

هذان التفجيران الإرهابيان قرب محطة القطارات يعود بنا للذاكرة إلى التفجير الإرهابي في سروج التركية حيث وجهت أصابع الاتهام من قبل الحزب الجمهوري التركي وحزب الشعوب القومية في حينه للحكومة التركية واتهامها بدعم داعش ، في حينه رفض داوود اوغلو رئيس الحكومة التركية اتهام حكومته بتقديم الدعم لجماعة داعش الارهابيه . وقد اتهم آنذاك حزب العمال الكردستاني والأكراد تركيا بمسؤولية التفجير الإرهابي في سروج التركية والذي أودى في حينه بعشرات القتلى والجرحى من مختلف العرقيات التركية .

التفجيران الإرهابيان في انقره في دلالاتهما استهداف للأقليات العرقية في تركيا وضمن محاولات حزب العدالة والتنمية لتأليب الشعب التركي على الأكراد إذ أن حكومة رجب طيب اردغان تخوض حرب ضروس ضد الاقليه الكردية ممثلة في حزب العمال الكردستاني ولا يستغرب المراقبين أن التفجيران الإرهابيان يأتيان ضمن محاولات حزب العدالة والتنمية للترهيب والترغيب لتحسين موقعه الانتخابي عبر بث الرعب والخوف بين الأكراد للتصويت لحزب العدالة والتنمية والتخلي عن حزب الشعوب الديموقراطيه .

بعد ساعتين من التفجير المزدوج كان عدد كبير من الجثث لا يزال ممددا على الأرض ومغطى بأعلام حزب الشعوب الديمقراطي المناصر للأكراد أو حركات أخرى أو نقابات يسارية.وقال احمد اونين (52 عاما) وهو متقاعد كان يغادر المكان مع زوجته “سمعنا دوي انفجار ضخم وآخر صغير، وحصلت حركة هلع ثم شاهدنا جثثا ممددة في باحة المحطة”.وأضاف “أن تظاهرة من اجل السلام تحولت إلى مجزرة، لا افهم ذلك”.

وفي رد فعل على التفجيرين قال رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش “أننا أمام مجزرة مروعة. انه هجوم وحشي”.وبثت المحطة التلفزيونية الإخبارية “آن تي في” صور فيديو التقطها هاو تظهر مجموعات من الناشطين يغنون ويرقصون يدا بيد قبل سقوطهم أرضا جراء عنف الانفجار.

وروى شاهد آخر يدعى شاهين بلوط وهو عضو في نقابة المهندسين في اسطنبول جاء من كبرى المدن التركية للمشاركة في التظاهرة “رأيت رجلا انتزعت رجله وكان ممددا على الأرض. رأيت أيضا يدا متناثرة على الطريق” ثم أضاف “انه (مشهد) شبيه بما حصل في سوروتش”.

في الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من حزيران/يونيو الماضي خسر حزب العدالة والتنمية الذي يرئسه رجب طيب اردوغان الغالبية المطلقة التي كان يحظى بها منذ ثلاث عشرة سنة في البرلمان، خاصة بسبب النتيجة الجيدة التي حققها حزب الشعوب الديمقراطي.

وبعد فشل المفاوضات لتشكيل حكومة ائتلاف دعا إلى انتخابات مبكرة في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.ويأمل حزب العدالة والتنمية الفوز بالانتخابات المبكرة بما يمكنه من تشكيل حكومة دون مشاركة للأحزاب الأخرى وتثبيت النظام الرئاسي لتركيا الجديدة .

المظاهرات التي انطلقت في تركيا المنددة بالتفجيرات الانتحارية في انقره ورفع المتظاهرون شعارات استنكروا ما سموه فشل الحكومة التركية في توفير الأمن والاستقرار في البلاد متهمين حكومة حزب العدالة والتنمية بدعم تنظيم داعش ، التفجير الإرهابي في انقره مؤشر واضح على التغيير الاجتماعي الذي حصل في بنية ألتركيبه الاجتماعية التركية الذي يستدل أن تركيا لديها بنيه تحتية للإرهاب والتطرف لدى كل الجماعات السياسية والدينية والاجتماعية ، وان على تركيا أن تنأى بنفسها عن التدخل في سوريا والعراق والمنطقة . والتي تنعكس على تركيا وتهدد امن واستقرار الشعب التركي بمختلف مكوناته .

حزب العدالة والتنمية ادخل تركيا في متاهة الصراعات الاقليميه وتخوض تركيا حرباً على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، وتقصف أهدافا لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق وفي جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية منذ 24 يوليو/ تموز الماضي، رداً على ما تصفه بتزايد هجمات المقاتلين الأكراد على قوات الأمن مما يهدد امن واستقرار تركيا وينعكس ذلك على الانتخابات المقررة نهاية نوفمبر الحالي .

هناك توقعات بخسارة محققه لحزب العدالة والتنمية بحسب استطلاعات الرأي وان التفجير الإرهابي في انقره ينعكس بمردوده على شعبية حزب العدالة والتنمية مما يجعله في موقع لا يحسد عليه في ظل ما تتعرض له تركيا من مخاطر بسبب السياسة لحزب العدالة والتنمية وانخراطه في الصراع على سوريا وتعريض سوريا لمخاطر أمنيه .

إن تغير موازين القوى الدولية والاقليميه سيترك انعكاسه على تركيا خاصة بعد التدخل الروسي العسكري في سوريا ، وان محاولات زج تركيا لاتون الصراع في سوريا والإقليم سيعرض تركيا لمخاطر تهدد امن تركيا ان دلالة الانفجار في محطة القطارات في انقره هي رسالة تحمل في طياتها الترهيب والترغيب ضمن محاولة حزب العدالة والتنمية للتأثير على الناخب التركي خاصة وان الانفجار تراق مع موعد اجراء الانتخابات مما يؤكد أن للانفجار دلالاته التي ستظهر بنتائج الانتخابات

بقلم/ علي ابوحبله