المقاومة الشعبية، أداة الجماهير التي لا يمكن تدميرها، هناك ألف وسيلة للمقاومة الشعبية، حتى الدعاء في ظهر الغيب مقاومة شعبية، حتى الصلوات في المساجد مقاومة شعبية، الصلاة في الساحات خارج المسجد الأقصى في الطرقات لمن يرفض الاحتلال دخولهم يعتبر مقاومة شعبية، المقاومة الشعبية هي النضال الفلسطيني المشروع، رفع التلاميذ أعلام فلسطين مقاومة شعبية، مجرد الإيمان بحقنا في الحياة وفي الدولة وفي الاستقرار وفي القدس وفي الأقصى وفي صد العدوان، كما أن إنهاء الجدل حول وجود دولة فلسطين كشخصية قانونية ودولية وتكريس اعتبار الأراضي الفلسطينية "أراضي دولة محتلة" وليس اراضٍ متنازع عليها، عكس ما تزعمه (إسرائيل)، وبعض دول الغرب والدارة الأمريكية، هو تدويل للمقاومة الشعبية بما يعرف بالحراك الدبلوماسي والسياسي الفلسطيني للوصول إلى دولة تحت الاحتلال، وبالتالي تصبح كلمة السر هنا "زوال ، إنهاء ، جلاء الاحتلال" المهم مقاومة حتى خروج آخر جندي ومستوطن ومستعمر إسرائيلي من فوق أرضنا لكي نعيش وتنمو الأجيال في هدوء ونور، لا أن يستمروا في ظلمة الأيام وظلم الاحتلال عام بعد عام، يكبرون وهم يشاهدون الجدار العنصري الذي يفصل الأخ عن أخيه والأب عن باقي أسرته، ويشاهدون المستوطنين الذي يحرقون الزرع ويخربون القرى ويحرقون الأطفال الرضع وهم نيام، فالمقاومة الشعبية تشتكي لله رب العالمين ظلم البشر وخذلان العالم لنا وبل انحيازهم للرؤية الإسرائيلية، نحن شعب يقاوم من أجل الحياة البشرية الإنسانية، وهذا منصوص عليه في كل قيم الشعوب وحتى في ميثاق الحرية الذي يحفظه كل أمريكي، وفي كل قوانين الأمم المتحدة .
إن المقاومة الشعبية وغضبة القدس المستمرة، أكدت على وحدة الأراضي الفلسطينية نواة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وأن ثلث عدد الشهداء من قطاع غزة يؤكد على أن غزة جزء لا يتجزأ من جغرافيا الدولة الفلسطينية، وقد تم تبديد المخاوف السياسية حول ما كان ينشر بالإعلام حول "انفصال غزة"، بالتالي تحولت الجغرافية الفلسطينية إلى وحدة واحدة وفاعلة مما يتوجب هنا على الجميع الذهاب إلى مربع إنهاء الانقسام بكل تفاصيله وتداعياته، لأن هذا يخدم فلسطين أمام المجتمع الدولي، فنحن الآن على أعتاب قرار دولي حول ذلك، وحتى وان رفضته الإدارة الأمريكية، فنحن نملك اليوم وحدة الشعب والمصير والغضب وصد هجمات المستوطنين ومقاومة جيش الاحتلال فوق ارض دولتنا المحتلة .
إن غضبة القدس انتفاضة ليست وليدة حدث مفاجئ أو أفكار طارئة، بل إن مشاهد الدمار والخراب والتهديم الشامل لمدننا وقرانا تدلل على أن جرائم الاحتلال مستمرة ومتراكمة، فلا معنى لاستمراره أمام معاناة ونكبة وتهجير شعب كامل عن أرضه وممارسة القتل والعربدة والاعتقال اليومي لمن تبقى فوق الأرض المحتلة، ولا معنى لاستمرار التهويد والاستيطان وسرقة الأراضي والمقدرات والثروات الطبيعية والقافية لشعبنا الفلسطيني، لهذا فإن المقاومة الشعبية هي وسيلة لكي وعي العالم بأننا تحت احتلال منذ عشرات السنوات بالرغم من كل القرارات التي صدرت ضد بقاءه.
لاشك أن المجريات اليومية مؤلمة شعبنا، ولذا من الأهمية أن يكون الآن أفضل وضع لتوظيف المؤسسات والأدوات التي منحها القانون الدولي لدولتنا "تحت الاحتلال"، من أجل حماية حقوقنا الفلسطينية المشروعة وحماية شعبنا، والاستفادة من الزخم العربي والدول المتعاطف معنا والمتعاظم للقضية الفلسطينية وهذا يمكن من خلال كل الممثليات والسفارات والقنصليات والتواجد الدبلوماسي الفلسطيني في كل دول العالم، وبما يُشكل حصار سياسي دبلوماسي للاحتلال من الخارج ومقاومة شعبية من الداخل.
ملاحظة: تأجيل اللجنة الدولية الرباعية (الولايات المتحدة، وروسيا، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي) لحضورها للمنطقة يفسر بإنحيازها لإسرائيل.
بقلم د.مازن صافي