بعد ايام قليلة تستكمل مصر خارطة طريقها ... وتنتخب برلمانها ... بعد ان أتمت صياغة دستورها ... بانتخاب رئيسها... ما بعد ثورة 30 يونيو ... و التي عبدت الطريق امام هذا البلد العربي الشقيق ليعيد مجده واستقراره... ويحقق تطوره الاقتصادي والتنموي من خلال المشاريع الاستراتيجية مثال قناة السويس الجديدة ... اضافة للعديد من المشاريع والاكتشافات البترولية التي ستحقق عائدا اقتصاديا كبيرا للاقتصاد المصري خلال السنوات القليلة القادمة .
مصر العربية وهي على وشك خوض انتخاباتها البرلمانية لتعزيز الديمقراطية وبناء النظام السياسي وفق خارطة الطريق التي تم التوافق عليها وطنيا ... والتي اعادت لمصر حضورها وعلاقاتها ... وما تحقق بالجمعية العامة بالأمم المتحدة وحصول مصر على المقعد غير الدائم بمجلس الامن ما بعد غياب ... لدورة 2016-2017م... حيث حصلت مصر على 190 صوت من اصل 193 وهذا بمثابة استفتاء وتأكيد عالمي على ان مصر العربية تعتبر مركز الثقل وذات نفوذ وقدرة سياسية لحفظ الامن والسلم العالمي .
ان تقدم مصر واستقرارها ونجاحها في محاربة الارهاب وما تحققه قواتها المسلحة من انجازات ميدانية من خلال الضربات الاستباقية والعمل بصورة دائمة على انهاء وجود الجماعات التكفيرية التي عبثت بأمن واستقرار مصر... لكنها تقلصت بفعل الضربات الموجعة للقوات المسلحة والاجهزة الامنية المصرية ويقظة الشعب المصري الذي رفض ولفظ هذه القوى التكفيرية الظلامية .
كما ان التقدم الاقتصادي والاستثماري والتنموي وبناء المدن الجديدة واستصلاح الاراضي وتنظيم العمل المؤسساتي والوظيفي وفق قانون يخدم الانتاج والنظام الاداري للدولة ... كلها مؤشرات ودلائل على ان هذا البلد العربي الشقيق يأخذ طريق تقدمه وانجازه للعديد من ملفاته وليس اخرها هذا الفوز الدبلوماسي والسياسي الذي يعطي لمصر دورا دبلوماسيا في مجلس الأمن الدولي بأعضائه الدائمين الخمسة والعشرة غير الدائمين ... هذا المجلس المناط به حفظ الامن والسلم العالمي واستصدار القرارات الأممية التي تفصل في النزاعات الدولية .
ان فرحتنا بعضوية مصر غير الدائمة بمجلس الأمن تعزيز للوجود العربي المتمثل بمصر العربية ودفاعها عن قضايا العرب والأمة وخاصة القضية الفلسطينية ... وما تواجهه من أزمات خانقة نتيجة العدوان الاسرائيلي واستمرار هذا الاحتلال في ارتكاب جرائمه وقتله لأطفالنا وشبابنا ونسائنا ... هذا المحتل الاسرائيلي وقطعان مستوطنيه يرتكبون من المجازر والارهاب المنظم ما يفرض على مجلس الأمن وضع حماية دولية للشعب الفلسطيني ... كما أنه ان الاوان لعودة ملف القضية الفلسطينية الى الأمم المتحدة حتى تعمل على تنفيذ قراراتها والزام اسرائيل بتطبيق القرارات الدولية وعدم استمرار سياسة التنصل والتسويف التي تقوم بها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة .
ان فوز مصر وحصولها على مقعد بمجلس الامن عن الاتحاد الافريقي وذلك للمرة السادسة في تاريخها بعد غياب عشرين عام... يؤكد على مكانة مصر ودورها واهمية وجودها في اكبر مؤسسة دولية ... متمنين للشقيقة مصر كل تقدم من اجل انجاح قضايا العرب وعلى راسها القضية الفلسطينية .
هذا التقدم السياسي والدبلوماسي المصري في عضوية مجلس الأمن بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة ... يتطلب اخراج الانتخابات البرلمانية بصورة لائقة ... للإثبات للقاسي والداني على التزام النظام السياسي المنتخب ديمقراطيا في مصر بتنفيذ كافة المتطلبات صوب مجتمع مدني ديمقراطي يحقق الرفاهية والتقدم للشعب المصري ... ويعزز من قدرة مصر على تنفيذ خططها التنموية والاقتصادية والعمل المتواصل من اجل تعزيز الاستقرار والأمن وانهاء وجود الجماعات الارهابية التكفيرية .
مصر العربية تتقدم وتتطور برغم كافة المصاعب والتحديات ... وما يخطط ضدها من مؤامرات ومحاولات العبث بأمنها ... الا انها تستمر في تحقيق النجاح ... تلو النجاح .
الكاتب /وفيق زنداح