يا قيادات القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية....هل تعلمتم من دروس الانتفاضات الشعبية المتتابعة ؟؟ هل أدركتم ماهية المخطط الإسرائيلي والاعتداءات الإرهابية السابقة والحالية واللاحقة على شعبنا في الضفة وغزة والقدس وأهلنا في 48 ومواقع الشتات واللجوء والمخيمات ؟؟ هل دماء شباب الوطن وأهلنا رخيصة حتى يزج البعض بهم في معارك دون حساب للشهداء والخسائر الفادحة، خصوصا عندما يكون الجنود محصنين في مواقعهم المحكمة ؟؟ ولا يتأثرون بالحجارة المقذوفة من مسافات بعيدة دون إصابة أحدهم، كما حصل في مستوطنة ( نحال عوز ) على حدود شرق مدينة غزة التي راح ضحيتها 8 شهداء في لحظات المواجهة مع جنود الاحتلال .... اليوم واقع غزة ليس كواقع الضفة الغربية فالاختلاف كبير رغم أن الاحتلال الإسرائيلي واحد ... فأهلنا وشعبنا الفلسطيني في القدس والضفة، وفي 48 ،يواجهون جنود الاحتلال ومستوطنيه وجها لوجه دون ساتر أو تحصين في الشارع والحارة والسوق والأقصى... في حين أن الجنود المتمركزين على الحدود في قطاع غزة محصنون بتحصينات إسمنتية، والسياج الواقي لهم ارتفاعه أكثر من 20 مترا لا تؤثر فيها الحجارة .. !!! هل تعلمتم من دروس الانتفاضات وخصوصا الانتفاضة الكبرى عام 1987 التي شارك فيها كل مكونات المجتمع الفلسطيني، وعندما جرى عسكرة الانتفاضة فقدت قدرتها على التواصل، وتراجعت الجماهير عن المشاركة في فعالياتها، بسبب بعض الممارسات المسيئة للنضال الوطني، والتعديات على المواطنين، واستخدام اللثام، في غير موضعه الحقيقي ...
وحتى نواجه ونتصدى لإرهاب الاحتلال ومستوطنيه، علينا أن نبحث عن نقاط ضعفه وليس نقاط قوته .. الاحتلال يسعى إلى أن تتحول الهبة الجماهيرية إلى استخدام السلاح أي عسكرتها، حتى يمتلك مبررا، ويوجه رصاصاته ضد شعبنا ...هناك العديد من الفعاليات التي يمكن استخدامها لنصرة أهلنا وشعبنا في القدس والضفة وأهلنا في 48 .. فالمتاجرة بالدم لن تخدم قضيتنا الفلسطينية ،وكذلك الرسائل الجهوية والذاتية. إن شعبنا سيدافع عن أقصاه وقدسه وأرضه وحريته بكل الوسائل التي تخدم قضيتنا، وتوقع الخسائر في جنوده ومستوطنيه .. وعلى القيادات أن تتحمل مسئوليتها التاريخية، وتسرع في توحيد شعبنا وتعمل فورا على إنهاء الانقسام العار .. واستعادة الوحدة الوطنية والتفاهم على برنامج سياسي واستراتيجي وتطوير الهبة الجماهيرية ومقاومتها الشعبية، وحمايتها وتشكيل جبهة وطنية موحدة ..كما أن إطلاق الصواريخ من غزة في هذه المرحلة الآن لن يخدم وطننا بل يحرف المعركة عن ما يجري من مخطط في الضفة الغربية، والقدس والأقصى، ومحاولات زرع مستوطنيه في باحاته المقدسة على طريق تقسيمه زمانيا ومكانيا ،لن يجلب لشعبنا إلا الدمار والخراب خصوصا أن شعبنا في قطاع غزة لا زال يعاني من ويلات عدوان 2014 وما قبله ولم يلملم جراحه بعد .
وحتى لا تذوب وتتراجع الهبة الانتفاضة تحتاج لحمايتها بالإسراع باتخاذ خطوات على الأرض في مقدمتها تشكيل جبهة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية ... لها برنامج سياسي موحد .. هدفها إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على ألأرض... فإسرائيل دولة الإرهاب تتحمل المسئولية كاملة عن إرهاب حكومتها وجنودها ومستوطنيها ... والعمل على تكثيف الجهود لمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق شعبنا على كل المستويات الحقوقية والسياسية والدولية .. وهذا يتطلب فورا تعزيز وحدة الوطن وإنهاء الانقسام والتوحد من أجل إستراتيجية سياسية وكفاحية موحدة ... ومن حق شعبنا الدفاع عن نفسه بكل الوسائل والأدوات التي تخدم معركته ضد الاحتلال.
إن أدوات ووسائل مقاومة الاحتلال ليست شكلا واحدا .. بل هناك المئات من أشكال النضال من الشكل البسيط إلى الأكثر تعقيدا، لا يجب أن نضعها في تعارض . لكل إنسان فلسطيني طفلا أو امرأة أو شابا أو مواطنا عاديا القدرة على المساهمة في مقاومة الاحتلال دون تمييز بين من يحمل السلاح ومن يحمل الحقد على الاحتلال ...من التكشيرة في وجه جنود الاحتلال ورفضه إلى أكثرها رقيا العمل المسلح والعنيف بما يتلاءم مع القوة الذاتية والواقع الموضوعي.. ومن أهمها الفكر والإعلام .. وكما قال مكسيم جوركي " قبل تسليح الأيادي لا بد من تسليح الرؤوس " . الإعلام ليس مرهونا فقط بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، فكل منا يمكن أن يشارك في فضح سياسة وإرهاب الاحتلال، وشعبنا لديه من الأصدقاء والمعارف على كل المستويات العربية والإقليمية والدولية .. فعلى سبيل المثال هناك المئات من المقاطع واللقطات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعكس فاشية الاحتلال وإرهابه الذي يمس كل حياة الفلسطينيين أرضا وشعبا وتاريخ وحضارة ومقدسات.. الخ هل يتطوع كل من لديه تواصلا مع الآخرين وفي مقدمتهم الشباب باستخدامها لتعرية ممارسات الاحتلال وإرهابه وعدوانيته للحضارة العربية والإسلامية كجزء من التصدي للرواية الصهيونية والامبريالية ؟؟؟ هل يمكن تشكيل تجمع شبابي لهذه الغاية هدفها فضح وتعرية ممارسات الاحتلال في كل القضايا حتى البسيطة والتركيز على القضايا الإنسانية، وإرسالها إلى كل المعارف والأصدقاء والمؤسسات الحقوقية والقانونية والنقابية والبرلمانية والأحزاب والقوى الديمقراطية والقومية والتقدمية والشيوعية في العالم بما فيها العائلات التي تحتضن الفلسطينيين، والى كل برلماني في العالم، ومحاضر في الجامعات كافة ؟؟؟ وترجمتها إلى كل اللغات في العالم بما فيها الانجليزية والفرنسية والاسبانية والروسية والبرتغالية والألمانية ...الخ فكروا أيها الرفاق والأصدقاء وكل الشباب الفلسطيني في كل دول العالم .. وتواصلوا مع بعضكم تحت فكرة واحدة.... " كيف يمكن فضح وتعرية ممارسات الاحتلال ضد شعبنا في الضفة الغربية والقدس وغزة وداخل إسرائيل وفي مواقع الشتات واللجوء" ولتعزيز تضامن المجتمع الدولي مع قضيتنا العادلة، ومن لديه أفكارا إبداعية فعليه أن يطرحها حتى تتطور الفكرة وتتحول إلى الفعل والعمل، كجزء من المعركة النضالية الكبرى .
طلعت الصفدي
غزة – فلسطين
16 أكتوبر 2015
[email protected]