كفى ... ارحلوا.. أين عقلائكم !!؟؟.

بقلم: وفيق زنداح

الكيان الاسرائيلي ومنذ نشأته ظلما وعدوانا علي حساب حقوقنا وأرضنا ...وما ترتب علي هذا الكيان من عذابات وتشريد وتهجير ...بحكم ما مورس علينا من ممارسات وحشية ومجازر دموية ...ستبقي مسجلة في صفحات التاريخ...ولن يستطيع هذا الكيان بكل ما يمتلك من عناصر القوة والنفوذ والتحالف الأممي مع القطب الامريكي من تغيير حقيقة الصورة التي لا زالت في عقول وأعين كافة المتابعين والحريصين علي حقوق الانسان ...وحقوق الشعوب التي تسعي لحريتها واستقرارها .
هذا الكيان الغاصب الذي تولد بغفلة من الزمن ...وبفعل ظالم ...وبظروف دولية غير متوازنة بعلاقاتها ....وواقع عربي لا نحسد عليه ....وما ترتب علي هذا الكيان الغاصب من أفعال اجرامية ... وما أصاب شعبنا من تهجير قسري... وتشريد بحكم عوامل القوة والبطش والاجرام ..وسلب للارض والحقوق ...وامتهان للكرامة الانسانية ....في ظل منعطف تاريخي تميز بالظلم والقسوة وغلبة لغة القوة والمصالح علي كافة الاعتبارات .
اعتقد هذا الكيان الغاصب أن الشعب الفلسطيني قد ذهب عن وطنه الي غير رجعه...وأن من تبقي منهم سيعيشون وفق ثقافات غيرهم.... وعلي عكس جذور هويتهم وانتمائهم ....وكما قال أحد زعماء هذا الكيان أن كبارهم سيموتون ...وصغارهم سينسون ...وأنه ليس هناك شيئا اسمه الشعب الفلسطيني كما قالت جولدا مائير .
عاشت اسرائيل المغتصبة لأرضنا ...والغاصبة لحقوقنا ...وهما وخيالا وأكذوبة كبري ...اعتقدوا من خلالها أنهم يستطيعون العيش بأمن وأمان اعتمادا علي قوة سلاحهم ....وأنهم سيعيشون الاستقرار استنادا لنفوذهم وتحالفهم ولن يتم البحث في قانونية الوجود... علي اعتبار أن القانون والبحث عنه للضعفاء ...وليس لمن يمتلكون القنابل الذرية والصورايخ والطائرات ...والجيش الذي لا يقهر... وبحسب استراتيجيتهم الامنية أن أمنهم حيث تصل الدبابة الاسرائيلية ...وحيث يكون الجندي الاسرائيلي .
أمام هذا الوهم والخداع حاولت اسرائيل وعبر وكالتها الصهيونية وبما تمتلك من نفوذ وسيطرة علي الكثير من المنابر الاعلامية والاقتصادية أن تقنع يهود العالم ...أن فلسطين أرض السمن والعسل ....وسيجد اليهود فيها الامن والمال ورغادة العيش... فكانت الهجرة ليهود العالم ليستقروا في غير وطنهم وعلي حساب غيرهم ...من خلال المستوطنات والكانتونات .
مرحلة البدايات الاولي لتأسيس هذا الكيان الغاصب ومجمل الظروف الموضوعية والذاتية وفرت أرضية هجرة اليهود ...وما تحقق من نجاح في تضليلهم وخداعهم الذي بدأ يتلاشي ويضعف مع مرحلة الكفاح المسلح وانطلاق الثورة الفلسطينية ....وما تم ادراكه عبر عقود طويلة أن الشعب الفلسطيني يمتلك مخزونا نضاليا وكفاحيا كبيرا ....كما وأن لديه عزيمة وارادة لا تعرف المستحيل ....وأنه لم يعد يرهبه الخلل في موازين القوة ...وما يتسم به العدو المحتل من غطرسه وعنجهية وعنصرية .
صراعنا الممتد والمتواصل مع هذا الاحتلال الغاصب وقطعان مستوطنيه... هو صراع بين الحق والباطل ...حالنا كما الثورات العالمية ... التي لم تكن حاسمة لمواقفها من خلال صراع القوي ...بل كانت القوة المادية محسومة بالقوة الاحتلالية والاستعمارية ...وهذا ما كان ملموسا في القرن الماضي في الهند فيتنام وكوبا والجزائر وغيرها من الدول.
الكيان الاسرائيلي وقيادته وعبر العقود الماضية وحتي يومنا هذا لم يستوعبوا فكرة الثورة وانطلاقتها ...كما لما يستوعبوا فكرة الانتفاضة الشعبية ....كما لم يستوعبوا انتفاضة الأقصي وغيرها من الهبات الجماهيرية التي تحاول ايصال رسالة لهذا الكيان الغاصب .... كما هم اليوم لا يستوعبوا رسالة انتفاضة القدس ...بأنه كفي ...ارحلوا عنا ...فأين عقلائكم ؟؟!!.
كفي ...احتلال ...عدوان ...ظلم ...قتل ...اعدام ....أسر ....هدم المنازل ...تهجير ...تشريد ...ابعاد ...كفي ...حصار وخنق ...تلاعب ومماطلة ...تسويف وعدم التزام بالشرعية الدولية ...وحتي بالاتفاقيات الموقعة ..كفي ...استيطان وطرق التفافية ..وجدار عنصري وممارسات وحشية من قبل المستوطنين .
كفي ..احتلال واستيطان ....لأنه سيتمخض عنهم مقاومة ...ونضال ..وكفاح مستمر ومتواصل ..مهما غلت الأثمان ..وتعاظمت التضحيات .
نقول كفي ....ليس استكانة ..وليس ضعفا ..وليس فقدان للصبر ..ولكن نقول كفي لنحفظ دماء أبنائنا ...ولنحقق حريتنا واستقلالنا ...ولا يمكن لنا أن نقول كفي ...عجزا... أو مللا... أوتقصيرا مهما اشتدت يد البطش والعدوان .
كفي ...ارحلوا عنا ....اذهبوا الي حيث كنتم ...ولا تقتربوا من أرضنا وحقوقنا وكرامتنا ومقدساتنا ...ولا تحاولوا العبث بأمننا واستقرارنا .
فأين عقلائكم ؟؟!!
من حاول أن يكون عاقلا بعد تطرف وارهاب اسحاق رابين ...فكان اغتياله سريعا علي يد اليمين المتطرف... حتي أصبح حزب العمل والمنشقين من حزب كاديما واليسار الاسرائيلي صوتهم خافتا وضعيفا... أمام صوت اليمين واليمين المتطرف ....الذي أصبح يتحكم بالقرار السياسي والامني الحكومي ...ولم يعد نتنياهو مرضيا من قبلهم... برغم تطرفه ويمينيته .... واضاعتة للفرص تلو الفرص... مما جعل هذا الكيان في أسوأ أحواله أمام المجتمع الدولي لضعف حججه ....وغياب مصداقيته ...وتعارضه الدائم مع كافة المبادرات والقرارات الدولية ...مما جعل هذا الكيان محاصرا ..ولا يعتمد الا علي لغة القوة التي تواجد علي أساسها ...وعلي الحليف الأمريكي الذي لا زال مساندا وداعما .
لقد وصلنا الي نتيجة مفادها ...ان هذا الكيان الاسرائيلي لا يستطيع العيش بأمن وسلام ...بعكس كافة مقولاته وشعاراته .....فاسرائيل ككيان غاصب وبكل ما بداخلها من تناقضات لا تستطيع العيش الا في ظل الخطر والتهديد والخوف ...اسرائيل تتماسك مجتمعيا في ظل الخوف والذعر وحالة الحرب والشعور بعدم الاطمئنان والاستقرار ...مجتمع تربطه عوامل الخوف والذعر والهوس ...ولن تجده متماسكا في ظل استقرار وهدوء وسلام ...لأنه تعبير عن ثقافات متنافرة ...ومصالح متناقضة ...وسيكون صراعهم من داخلهم .
لهذا فان البحث عن عقلاء داخل هذا الكيان ....مسألة مستحيلة وغير وارادة ...في ظل حالة التطرف والعنصرية والفاشية والكراهية المتحكمة في قراراتهم وممارساتهم وأساليبهم الدنية ..
فهل نفقد كل أمل بالسلام !!؟؟...
الكاتب : وفيق زنداح