سندوتشات سريعة في قطار التواصل الاجتماعي الحلقة ( 2 )

بقلم: طلعت الصفدي

قال ويقول دافيد بن جوريون أول رئيس لوزراء إسرائيل " قوتنا ليست في سلاحنا النووي بل في تدمير وتفتيت ثلاث دول كبرى حولنا العراق - سوريا- مصر وتحويلها إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، ونجاحنا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على غباء الطرف الآخر " .
وما تصريح المساعدة الجديدة لوزير الخارجية الإسرائيلي، " أن كل الأرض التي تقع بين نهر الأردن والبحر المتوسط تعود إلى إسرائيل " ( أي الضفة الغربية المحتلة كلها بلحمها وعظمها بجبالها ووديانها وسهولها وخرباتها ومدنها وقراها ومساجدها وكنائسها .....الخ ولكن بدون أهلها المنزرعين وأصحابها الشرعيين ما قبل التاريخ )، ورفضها إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة ..! وكذلك تصريحات السياسيون والعسكريون الإسرائيليون إلا تأكيد على خطة ممنهجة لفرض وقائع على الأرض تمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة. . فلاديمير ايلتش لينين قائد ثورة أكتوبر الاشتراكية يؤكد " إن الحركة الصهيونية هي حركة رجعية تضع نفسها في خدمة الاستعمار والنظام الرأسمالي العالمي، ولهذا فإنها معادية للشعوب والتحرر الوطني والاجتماعي والديمقراطي " .. كما أكد جوزيف ستالين "بان اليهود لا يمثلون أمة" .. وطالما أن اليهود لا يمثلون أمة أو قومية فليس لهم الحق في فلسطين . لقد أكدت كل التجارب على الأقل منذ قيام دولة الاحتلال إنها تضع نفسها في خدمة الامبريالية والقوى الرجعية والظلامية .
ما يجري اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي هبة جماهيرية شعبية سلمية، تحمل في جنباتها هدفين، الأول أساسي وجوهري، إزالة الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية بلا مستوطنين ومستوطنات، وعودة اللاجئين لديارهم التي هجروا منها طبقا للقرار الاممي 194، والهدف المباشر الذي يخدم الهدف الأول، يتمثل في وقف الاستيطان ومصادرة الأراضي، والتصدي لكل محاولات تهويد مدينة القدس، وحماية المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ووقف تعديات الجنود وغلاة المستوطنين الذين يسعون بخطة مبرمجة لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، وحتى يتحقق هذا الهدف، لا بد من تنظيم التحركات الشعبية، وحمايتها، والإسراع باتخاذ خطوات على الأرض في مقدمتها تشكيل جبهة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية، وتعزيز دور الجماهير وانخراطها في لجان الحراسة والإغاثة والمساعدة والوقوف إلى جانب اسر الشهداء والجرحى وأصحاب البيوت المهدمة، وتفعيل دور الأعلام وعدم الوقوع في مستنقع الإعلام الإسرائيلي الذي يحاول أن يبرر القتل المتعمد وبدم بارد تحت حجج ووقائع كاذبة وملفقة، إن إسرائيل دولة الإرهاب والعنصرية هي من تتحمل المسئولية الكاملة عن إرهاب حكومتها وجنودها ومستوطنيها، أمام شعبنا الفلسطيني والعربي، وأمام العالم ومؤسساته ومنظماته الدولية، ولضمان نجاح الهبة الشعبية ومنع انزلاقها في المربع الإسرائيلي، وابتعادها عن هدفها، ومحاولة البعض زجها في متاهات وشعارات عنجهية لا يساهم في تطويرها وتفعيلها وتأثيرها على الساحة العربية والإقليمية والدولية. إن أخطر ما يعرقل فعالياتها ويعيق تطورها وتصديها للاحتلال، عسكرتها وإخراجها من بعدها الجماهيري والكفاحي، وإعطائها سمة العمل المسلح أو انتفاضة السكاكين مما يشكل خطرا عليها. إن الهبة الجماهيرية، تحتاج فورا للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام،وتوسيع حجم المشاركة الجماهيرية وحمايتها وإسنادها بكل الطاقات والإمكانيات المتوفرة، وتعزيز صمود شعبنا، والضغط من أجل أن يقوم المجتمع الدولي بدوره في الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، الواقعة الآن تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وحماية شعبنا الفلسطيني من إرهاب المحتلين، وعدم الخضوع لكل الضغوط من أجل العودة إلى ما سبق للمفاوضات الثنائية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، بل تدويل القضية الفلسطينية وبإشراف الأمم المتحدة وبعقد مؤتمر دولي لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وتطبيق قرارات المجلس المركزي الأخيرة .
طلعت الصفدي
غزة – فلسطين
19/10/2015
[email protected]