يقول المثل العربي الشهير "شو عرفك بالكذبة...قالو من كبرها"، وبما انك تمتهن الكذب، وتحولت من رئيس وزراء اسرائيل، الى رئيس وزراء الكذابين، فكان بامكانك أيضا أن تقول أن الفلسطينيون يتحملون مسؤولية ضرب هوريشيما ونكازاكي بقنابل ذرية، وانهم السبب في انهيار الاتحاد السوفيتي، وهم من أشعلوا فتيل الحرب العالمية الثانية.
شخص بلغ من العمر 66 عاما، يحول نفسه أضحوكة ليس فقط للفلسطينيين وانما للساسة الاسرائيليين أيضا، يكذب، ويزور التاريخ، ويقلب الحقائق بهذه الطريقة الممجوجة، وبهذه القدرة دون ان يرف له جفن، لا بد أنه لم يتلقى تربية صالحة في صغره، ورباه والداه على الكذب والخداع، أو تلقى تدريبا مكثفا على آلة كشف الكذب، لدرجة أنه يستطيع تمالك أعصابه، والحفاظ على رباطة جئشه، وهو يطلق الكذبة تلو الاخرى.
فمن اعتاد على الكذب وتمرس عليه طيلة فترة وجوده على رأس حكومة الاحتلال،ويستطيع قتل الأطفال وتلفيق التهم لهم، لن يكون لديه أي مشكلة في ادعاء أن أمين الحسيني وراء حرق اليهود، فمن جاء من رحم تاريخ مزور، وقام ببناء دولته على جثث الأطفال والنساء والشيوخ، حتما سيبدع في الكذب والتزوير. نتنياهو وهتلر وجهان لعملة واحدة وهي العنصرية.
نتنياهو "هتلر جديد"،بحاجة الى دروس في التاريخ، وبحاجة أن يعرف أن عنصرية هتلر لم تبدأ بالمحرقة، بل بدأت منذ ان تسلم "الحزب النازي" سدة الحكم في عشرينيات القرن الماضي في ألمانيا، وبحاجة الى أن يعرف أن مقاطعة اليهود سبقت المحرقة بأكثر من عشرة سنوات، وأنه الى جانب حرق اليهود، حرق وقتل ملايين البشر من غير اليهود على يد النازيين.
أن الحركة الصهيونية التي ينتمي لها، هي من ساهمت وساعدت في حرق اليهود، واستغلتهم أبشع استغلال لكي تقوم بتهجيرهم الى فلسطين تاركين أموالهم وبيوتهم وأوطانهم تحت ذرائع وحجج واهية، لبناء دولته الصهيونية على أنقاض شعب آخر.
ففي اللحظات التي كان اليهود يحرقون ويذبحون في أوروبا، كانوا يعيشون بأمن وسلام في الدول العربية وفلسطين، ان محاولة نتياهو للعب على هذا الوتر ما هو الا محاولة لتحويل الصراع الى صراع ديني، وتحميل مسؤولية حرق اليهود للفلسطينيين، تبين نواياه في بث الحقد والكراهية والتحريض على قتل الفلسطينيين.
بقلم:خالد كراجة