من أصعب اللحظات.. عندما نتصور أن أجمل لحظات العمر هي مجرد نظرة تأمل وبعمق في ألبوم صور ٍ مخبأ بين الأدراج.. هنا أو هناك ، وذاك الألبوم لا يحمل في حناياه مجرد صور ورقية قد شاخت كما أصحابها .. إذا هي ليست لحظات سعيدة عندما نقلب في مثل تلك الصفحات والتي غدت كالتماثيل الصامتة في متحف الشمع ..بل أن ذلك يعني أن الزمن قد ترك بصماته الدفينة على ملامحنا الدافئة ،وعلى وجوهنا وأجسادنا الحيرى ..وحينها فقط نتمنى أن يعود الزمن للوراء ولو قليلا ..لكن الزمن لن يعود أبدا ولو قيد نملة ..بل أن عقارب الساعة تدور بسرعة وبشدة وبكل قساوة ،فتدير معها عربة حياتنا ، وأنفاسنا وأرواحنا ، وكلما دارت ابتعدت عن أجواءنا رائحة الليمون ..هناك من يتصور أن الذكرى والاحتفاظ بأوراقها يثير الغبطة والسرور، ولكن الذي يحدث برأيي هو النقيض تماما من ذلك ..بل تنتابني قشعريرة تسري في عروقي خاصة عندما أكتشف أن الذين كانوا معنا ،والذين كنا نحمل لهم في قلوبنا حبا كبيرا ..أن كثيرا منهم ..قد غادر الحياة الدنيا ،ولم تعد حتى ذكراه سوى بقايا طيف لأوراق ممزقة تنتظر من يلملمها ..يلملم بقاياها المتناثرة ..ولذلك لم أكن أبدا من أولئك الذين يعشقون الاحتفاظ بالصور ..!!

بقلم /حامد أبوعمرة