شكلت زيارة الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد إلى العاصمة الروسية موسكو واجتماعه مع الرئيس الروسي بوتن وأركان القيادة الروسية علامة فارقه ومفصل تاريخي في تغير موازين القوى في الصراع الذي تشهده سوريا . التدخل العسكري الروسي وإمداد الجيش العربي السوري باسلحه كاسرة للتوازن أحدثت هزه دوليه وإقليميه وشكلت صدمه للدول الاقليميه الداعمة للمجموعات المسلحة في سوريا .
زيارة الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد إلى موسكو هي رسالة تحدي هدف من ورائها قيصر روسيا للإثبات أن روسيا عادت لتحتل مكانتها الدولية وأنها مفتاح الحل العسكري والسياسي في سوريا ، وان الزيارة اكتست طابع التحدي لخصوم الرئيس السوري الإقليميين والمعارضة السورية فالزيارة أعطت شرعية دوليه للرئيس السوري بشار الأسد من قبل موسكو وحلفائها ردا على تلك التصريحات والأصوات التي تنادي أن لا مكانة للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة .
اكتست الزيارة أهمية دوليه وإقليميه وهي موضع تحليلات معمقه حول مجرى الأحداث التي تشهدها سوريا وهي متلاحقة ويتم من خلالها الحسم العسكري لصالح ألدوله السورية حيث أن سوريا بعد التدخل العسكري للطيران السوري وتشكيل تحالف تقوده روسيا وإيران وحزب الله لمحاربة الإرهاب غير من موازين الصراع على الأرض واخل بالتوازن لصالح الجيش العربي السوري .
هناك تكهنات إقليميه ودوليه حول أهمية الزيارة وتوقيتها والقضايا التي تم بحثها بين الرئيس بوتن والرئيس السوري ، ويتكهن البعض انه قد جرى بحث مستقبل سوريا وطبيعة المرحلة الانتقالية إذ أن البعض يمني النفس بإنهاء دور الرئيس السوري بشار الأسد ، لكن الأمنيات شئ والواقع شئ آخر وما قاله الرئيس الروسي بوتن بهذا الخصوص وتأكيده أن الذي يحسم الأمر في موضوع من يمثل سوريا هو الشعب السوري وان الرئيس السوري بوجهة نظر الروس يكتسب شرعية الشعب السوري وهو من يمثل سوريا في المرحلة الانتقالية .
إن دعوة القيادة الروسية للرئيس السوري لزيارة موسكو هدف من ورائها الرئيس الروسي بوتن إرسال رسائل يؤكد للعالم ولخصوم الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد من خلالها أن روسيا تدعم النظام في سوريا وان النظام يكتسب شرعيه وجوده وهو من يقود المرحلة الانتقالية ويقود المفاوضات للحل السياسي الانتقالي .
الرئيس الروسي أراد أن يؤكد من خلال هذه الزيارة حجم التزامه الصلب بدعم الرئيس السوري ونظامه، واستعداده للاستمرار في القتال إلى جانبه في مواجهة كل الفصائل المعارضة المقاتلة، والدول الداعمة لها التي تريد إسقاطه، كما ان الرئيس الروسي بهذا الاستقبال أراد أن يوجه رسالة مزدوجة، واحدة إلى الشعب السوري ، وأخرى إلى الجيش السوري، بأنه لا يمسك العصا من الوسط فيما يتعلق بملف هذه الأزمة.
روسيا اليوم نقلت تصريحات لبيسكوف قال فيها ، إن الرئيسين بوتين والأسد ناقشا خلال لقائهما بموسكو المسائل المتعلقة بمتابعة العملية الجوية الروسيه في سوريا واشار بيسكوف الى مشاركة عدد من كبار المسؤولين في الحكومه الروسيه في المباحثات التي وصفها بانها كانت طويله ومعمقه وتناولت عمليات الجيش العربي السوري والتعاون في مكافحة الارهاب ،
شكر الرئيس السوري بشار الأسد نظيره الروسي فلاديمير بوتين على “مساعدته” سوريا في صراعها مع الإرهاب الممارس ضدها من قبل مجموعات إرهابيه مدعومة من قبل دول إقليميه ، وأكد الرئيس السوري أن التدخل الروسي حال دون استمرار توسع نطاق “الإرهاب”، بحسب ما أعلن عن ذلك الكرملين.
وقال الرئيس السوري خلال لقائه بوتن ان “الارهاب الذي انتشر في المنطقة كان ليتوسع نطاقه أكثر لولا تحركاتكم (العسكرية) وقراركم” بالتدخل في سوريا.
لا شك أن موسكو هدفت لإرسال رسائل إلى دول الإقليم أنها جادة في محاربة الإرهاب وأنها لا تتخلى عن حلفائها وأصدقائها وان موسكو تدعم الرئيس السوري والنظام في سوريا ، وهي مع وحدة سوريا الجغرافيه وان تدخلها في سوريا تم في الاطار الشرعي والقانوني ولن تخرج في ذلك عن اطار ميثاق الامم المتحده ،
ارادت سوريا ان توجه رسائل تحذير لدول الاقليم من مغبة استمرار الدعم للمجموعات المسلحه ، خاصة لا احد يستطيع ان يتنبأ عن خريطة الصراع في سوريا والمنطقة برمتها ، بعد ان تمكن التدخل الروسي من قلب موازين القوى في ميادين الصراع في سوريا لصالح الجيش العربي السوري .
وان الزيارة جاءت لتؤكد للجميع مدى الالتزام الروسي بدعم حليفه السوري وان موسكو اكثر تصميما في ذلك وهي مستعده لتحمل كافة النتائج وان هذه الرسائل ردا على محاولات التشكيك في الموقف السوري من قبل امريكا والغرب ودول الاقليم ،
لقد انعكست الزياره على مختلف دول الاقليم والمعارضه السوريه ،امينة سر هيئة العمل الوطني الديمقراطي ميس كريدي رأت أن للزيارة دلالات سياسية ومنطقية وواقعية معتبرة أنها تأتي لتتوج الإنجازات التي بدأ الطيران الروسي بتحقيقها في مواجهة الإرهاب والتي لم يحققها التحالف الدولي طيلة سنة كان داعش يتمدد خلالها.
وفي مقابلة مع الميادين قالت كريدي "إنه ليس ما هو أهم في إطار الحراك السياسي من زيارة الرئيس السوري إلى موسكو" مشيرة إلى تزامن ذلك مع التصريحات الصادرة من تركيا والتي تفيد بأن هناك تراجعاً واضحاً في موقف أنقرة.
ورأت المعارِضة السورية أن ما يحصل على الأرض في سياق محاربة الإرهاب وزيارة الرئيس السوري إلى موسكو يدلان على حصول عملية إرساء لقواعد التسوية وأن هذا هو شكل التسوية التي على الجميع الانطلاق منه والبدء به.
وتوقعت كريدي أن تبدأ مرحلة من العمل السياسي الجاد على السوريين خلالها إنجاز توافقاتهم والتوصل إلى حكومة الوحدة الوطنية التي تجمع الأطراف السياسية كافة في مواجهة الإرهاب بشكل جدي وفعلي لتأسيس جبهة موحدة دولية أو داخلية بما يشكل أولى بذور قواعد التحول السياسي في سوريا.
أمينة سر هيئة العمل الوطني الديمقراطي جددت مطلب الهيئة بضرورة توازي الحل السياسي مع مواجهة الإرهاب، مشيرة إلى أنه منذ فترة تجري اتصالات حثيثة بما يؤكد وجود ميل نحو إرساء تسوية سياسية على أسس جديدة وقواعد جديدة.
وفي هذا الإطار أكدت كريدي موقف الهيئة لجهة رفض دخول الفصائل التي تمثل القوى الراديكالية والمتطرفة في أي تسوية سياسية، آملة المشاركة في أي حراك سياسي من أجل سوريا وأن تكون الفصائل العلمانية والمعتدلة حقيقة وليس وفق المنظور الأميركي أو التركي، الرائدة في إنجاز العملية السياسية التشاركية
الرئيس الروسي بوتن بادر للاتصال بالملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكه العربيه السعوديه وملك الاردن عبد الله الثاني وكذلك اتصال رجب طيب اردغان بالرئيس بوتن للاطلاع على ما جرى في القمه الروسيه السوريه . والتي تقرر عقب تلك الاتصالات الى عقد اجتماع في جنيف يجمع وزير الخارجيه الامريكي جون كيري ووزير الخارجية لافروف وكل من وزير خارجية السعودية والأردن وتركيا لبحث ألازمه السورية على ضوء ما أسفرت عنه قمة الرئيس بوتن والرئيس السوري بشار الأسد في موسكوا .
روسيا تمسك بالأوراق السياسية والعسكرية وهي تتمتع بموقف استراتيجي في سوريا والمنطقة وان أوراق الحل للعديد من الأزمات في المنطقة مفتاحه موسكو التي جاءت للمنطقة لملئ الفراغ الذي خلفه انسحاب امريكا من الشرق الاوسط ، وان زيارة الرئيس السوري إلى موسكو وان هدفت إلى إرسال رسائل للدول المتصارعة على سوريا بان روسيا ممسكه بالنظام السوري ودعمه الذي يكتسب شرعية شعبيه إلا أنها جاءت تتويج للاستراتجيه الروسية السورية والتي تتمتع من خلاله روسيا بموقع يمكنها من إرساء دعائم للحل السياسي في سوريا وفق ما يخدم أهداف روسيا ألاستراتجيه ويحقق للحليف السوري الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة سوريا وذلك من خلال تغيير موازين الصراع على الارض وتمكين الحكومة الشرعية السورية من بسط سيطرتها وهيمنتها على الأرض وان هناك تحذير روسي جدي لدول الإقليم من مغبة انعكاس تدخلهم وامتداد الصراع لدولهم مما ينبئ أن الأيام والأسابيع والأشهر القادمة ستحدد مسار الصراع والحسم وفق ما هدفت ألاستراتجيه الروسية من توجيه رسائل وأهداف تتحقت لها من خلال زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو . وان قمة جنيف لوزراء الخارجيه المعنيين بالازمه السوريه سترسم ملامح المرحله المقبله والحل الذي ترتئيه روسيا وفق ما ارست قواعده من خلال القمه التي جمعت الرئيس بوتن مع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد.
بقلم/ علي ابوحبله