رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو وفي اخر تقليعاته وتغريداته ... يحاول ان يؤكده لنا ولغيرنا انه مخضرم الصهيونية وكاشف أسرارها ... حتى أنه كاشف للنازية الهتلرية ومن حاول تحريضها على قتل اليهود ... ليكشف لنا سرا تاريخيا غير متوقعا... باتهامه لمفتي القدس الحاج أمين الحسيني رحمه الله بأنه المحرض وذات التأثير على هتلر لقتل اليهود...
نتنياهو وقد أصبح غير متوقعا في تفكيره وتصريحاته ... حتى أنه متقلبا ويحاول أن يصحح تصريحاته بخطايا وأخطاء أكبر ... مما يفسر عن حالة اضطراب... وعدم يقين وادراك ... للمفردات المستخدمة في تصريحاته... والتي لا تنم عن ثقافة تاريخية ... ولا حتى ادراك سياسي لمخاطر ما يقول ... حتى أنه أصاب ادعاءات الصهيونية ويهود العالم بمصداقية ما تحدثوا به عن الهولوكوست وما جرى لهم ابان الحرب العالمية الثانية .
افتراءات واكاذيب وتضليل نتنياهو انما تؤكد عن حالة غير مستقرة ... وارباك ... وهو يخاطب من حضروا مؤتمر الصهيونية لتكون المفاجأة لهم... ان احد القيادات الفلسطينية ما قبل قيام الكيان قد حرض هتلر على قتل اليهود وحرقهم ... وكأن نتنياهو يحاول ان يقول ان الارهاب الفلسطيني قديم بقدم التاريخ ... وانهم يحرضون على القتل... وان قياداتهم ورجال الدين منهم يدفعون للقتل والحرق ... يحاول بأكاذيبه ان يؤكد مقولاته الباطلة ان ما يجري ... وما جرى قديما هو بفعل الارهاب والتحريض الفلسطيني ... وهو بذلك يخادع ويضلل من يستمعون اليه .
لم يتوقف نتنياهو عن اتهاماته واكاذيبه بما يخص مفتي القدس الشيخ الحاج امين الحسيني رحمه الله ... انما يؤكد نتنياهو على سياسته وعقيدته وثقافته باستمرار اتهاماته الباطلة ضد الرئيس محمود عباس ... واتهاماته له بالتحريض على قتل اليهود ... وان الرئيس اصبح داعشيا ... وان نتنياهو يعمل دائما على دعوة الرئيس لإجراء المفاوضات دون شروط مسبقة ... الا ان الرئيس الفلسطيني (يرفض) .
محاولات نتنياهو لتصدير ازمته الداخلية وعدم امتلاكه للحلول السريعة في ظل ارباك واضح ... وامن مفقود وعلاقات داخلية يشوبها التوتر والحذر ... ومخاوف لما هو قادم في ظل ارتجالية الفعل الوطني الفلسطيني ... بعيدا عن الفصائل والاعمال المنظمة ... وبهذه الوسائل غير التقليدية التي لا تستطيع كافة الاجهزة من كشفها وتوقيت فعلها ... يقف نتنياهو حائرا ومرتبكا ... فهو يعمل جاهدا على ارضاء المستوطنين وائتلافه الحكومي اليميني من خلال المزيد من القوة المستخدمة... والاعمال الاجرامية الارهابية... بارتكاب القتل العمد والاعدامات لأطفال فلسطينيين ... هذا الارهاب والاجرام كيف سيتم تغطيته الا من خلال اكاذيب تاريخية باتهاماته لمفتي القدس ... واكاذيبه الحالية بتحريضه على الرئيس محمود عباس الذي يعمل جاهدا وبكافة تصريحاته وتحركاته السياسية على ايجاد السبل الكفيلة بتحقيق السلام ... ولكن ليس سلام نتنياهو القائم على الاستسلام والاستيطان وانتهاك السيادة وتدنيس المقدسات .
لقد كانت ردود الفعل على تصريحات نتنياهو غاضبة ومستنكرة ولا تصب بصالح نتنياهو وائتلافه الحكومي ولا حتى علاقته باللوبي الصهيوني وقطعان المستوطنين ... برغم ان الاغلبية العظمى من تصريحاته هي محاولة لإرضاء اليمين واليمين المتطرف ... وانها تصريحات داخلية لها مردوداتها التاريخية والخارجية التي لا يكترث بها نتنياهو في ظل عزلة اسرائيل اعتمادا على الحليف الامريكي الذي يضيق ذرعا ما بين فترة واخرى من هذا الغباء السياسي الذي اصبح مغلفا بغباء تاريخي ... في واقع السياسة والايدلوجية التوراتية الصهيونية المتحكمة بمواقف نتنياهو وحكومته ... والتي يحاول من خلالها قلب صفحات التاريخ... وتزويرها ...وخداع الاجيال بما ليس حقيقي .
نتنياهو يبدو انه مصاب بالزهايمر ... ولا يعرف من اين يبدأ ؟! والى اين سينتهي ؟! فالتاريخ لا يحالفه ... والواقع يرفضه ... ومصيره ... مصير الفاشلين .
الكاتب / وفيق زنداح