حكومة السيد أبو فراس نصير الفقراء والحرافيش المثالية في فلسطين
اليوم وفي سيارة الأجرة ( سكودا رمش والتي انخفض سعرها من 27 ألف دولار إلى 22 ألف دولار خلال شهور ) وأمام دوار حمودة بوابة شمال غزة , سمعنا وعبر الإذاعات المحلية إعلان السيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( تم تكليفه بقرار شعبي لإدارة سلطة فلسطينية تعتمد مواردها المالية على مساعدات خارجية تجبيها الدول على شكل ضرائب من فقراءها , والضرائب المحلية التي يتم جبايتها كذلك من فقراء الأراضي الفلسطينية والذين يبلغ متوسط إنفاقهم اليومي دون 2 دولار , في حين تزيد تكلفة وزير تحت الاحتلال نفقات عمارة سكنية (مدينة سكنية صغيرة) يزيد سكانها عن 100 رهينة , أي أن متوسط ما أنفقته السلطة منذ العام 1994 ولغاية الآن يقترب من مليون دولار لكل وزير ومثلهم لكل نائب تشريعي وضعفهم لرئيس الوزراء, وعشرات الأضعاف لمحتكري الكهرباء والاتصالات والسلع الأساسية المستوردة ), أعلن الرئيس وفي تمام الساعة العاشرة صباحا وهو الوقت المفضل لسائقي التاكسي لسماع نشرة الأخبار المحلية الأكثر إحباطاً, التالي " أعُلن بصفتي رئيساً للسلطة الفلسطينية وفي ظل موجة الغضب التي تقودها شرائح واسعة من شعبنا ضد المحُتل وإرهاب وإجرام وفاشية مستوطنيه , وبعد التشاور مع اللجان التنفيذية لمنظمة التحرير والمجلس الوطني الفلسطينيين وبعد منحي الثقة من شعبي العظيم أعلن عن حل الحكومة الفلسطينية برئاسة الدكتور رامي الحمد الله, وأعلن عن تشكيل حكومة وطنية نابعة من احتياجات وطموح الفلسطينيين وهي كالتالي :
مرسوم رئاسي رقم 12 / 10 للعام 2015
يتولي رئاسة الوزراء السيد أبو فراس نصير الغلابة ( عميد الحرافيش)ٍ : شاب يافع يبلغ من العمر 70 سنة , مثقف ولا يحمل شهادات جامعية تجارية فقط لعدم قدرته على دفع أكثر من 1 دينار للساعة الدراسية الواحدة, من أسرة فقيرة , موظف في القطاع الحكومي المتهالك راتبه الشهري 2000 شيكل , ويسكن بالإيجار في أحد أبراج غزة ويدفع مقابل تلك الخدمة التي يستغلها بعض التجار 1000 شيكل, شخصية قيادية واعية , بسيطة قريبة من جروح العباد, صاحب نظرية عدالة التوزيع ويحلل بعمق قضية الأبراتاهيد الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية , ناقد اقتصادي ومجتمعي , يقضي جُل النهار بين البائعة المتجولين والثابتين , ويقدم نصائح مدرسة الحياة بالمجان, يعمل مترجم لملخصات أبحاث التخرج بالمجان, عبر عن واقع الأراضي الفلسطينية السياسي_الاقتصادي_الاجتماعي بكلماته المزلزلة " نادي المُستضعف في جراحك انزف ثم انزف ثم انزف , حتى في أسواقه تكشف , نقداً أبداً لا يُصرف , إلا إذا كان سنداَ في أوراقه يُطبع مُزيف ", أما عن برنامجه السياسي فهو برنامج يعبر عن آهات المستضعفين وتتمحور في العبارة التالية " حمساوي , فتحاوي , جهادي , جبهاوي , يساري , يميني , إسلامي, علماني, في اجتياح جروحي كيف تُصنف , في صمودك لم تُعد تشرفني, في ورودك كما بتا تُقرفني , فلا أريد أن أعرفك ولا تعرفني, الله فيك يا وطني يُنصفني ", وما يميز ذاك الشخص هو عمله منذ 40 عاما في مهنة القتل , حيث يعتبر قاتلا للفقر من الطراز الأول, نجح في مئات العمليات المنظمة لقتل براثن الفقر.
مرسوم رئاسي رقم 13 / 10 للعام 2015: يعلن السيد أبو فراس نصير الغلابة تشكيل حكومة مثالية مصاريف وزراءها مجتمعة تقل عن نثريات وزير سابق فقط, حيث وبعد مشاورات استمرت لبضع ساعات ومن كوشك المحبة للمختار أبو سالم عميد طلبة الأزهر , تتوجت هذه الساعات والتي حفتها الملائكة لإعلان أسماء وزراء هذه الحكومة وجاءت كالتالي :
وزير الداخلية : الحرفوش أبو المجد؛ تم تكليف شاب يبلغ من العمر 40 عاما, مُعطل عن العمل , يعمل متطوع منذ عشر سنوات في حماية الجبهة الداخلية, دشن عشرات الفعاليات الوطنية, يمتلك مخزون استراتيجي من ثقافة وطبيعة الأراضي الفلسطينية , مستقل , من سكان العشوائيات في أحدى مناطق التخوم في خانيونس , من عائلة فقيرة, عانت من ويلات الانقسام , توفى والده بسبب تناوله منتجات وطنية فاسدة, أصيب أبناءه الثلاثة بسبب حريق بالمنزل ناجم عن تساقط شمعة في غرفة نوم الأطفال, قُتل صديقه العزيز في أنفاق رفح , خسر 10 ألاف دولار وهي عبارة عن مستحقات أيتام قام باستثمارها في تجارة الأنفاق وكانت ضحية أكبر عملية تحايل مالي , يعتبر الأمن الاقتصادي جزء رئيسي لتطوير وسلامة الجبهة الداخلية, صاحب فكرة إعادة الأملاك لمصادرها التاريخية , هدفه الرئيسي تقليص موازنة الأمن من 35% إلى 15% وتلك التقليصات ستذهب كاملة لإنشاء بنك للفقراء وتنمية الاقتصاد الوطني , وإلغاء الاحتكارات القائمة وتأميم شركات توزيع المياه والكهرباء والاتصالات والجهاز المصرفي , كما يسعى لإلغاء السجون وتحويلها لمراكز توعية ولصالونات ثقافية وتقديم رواتب للمسجونين مقابل قيامهم بأنشطة تنموية , وترسيخ مفهوم الشخص المنتج , والإفراج عن كافة السجناء الذين كانوا ضحية لأوضاع اقتصادية صعبة .
وزير الاقتصاد: الحرفوش أبو حسام ؛ حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد, يعمل في وزارة الاقتصاد منذ عشرون عاماً ولا زال مسماه الوظيفي أقل من موظف عمل لتسع سنوات ولا يحمل إلا درجة الإعدادية, لا يتعدى راتبه السابق 2500 شيكل منها 1500 أقساط تُدفع للبنك الإسلامي لتغطية فوائد قرض سابق تم بالمرابحة , مختص بقضايا التنمية وتجارب الاقتصاديات , مختص وخبير ويضع السياسات وليس لديه قدرة على اتخاذ قرار لمنع أعطاء تصاريح لاستيراد منتجات الاستيطان الإسرائيلي, شارك بالعديد من المؤتمرات الدولية والمحلية , والحصيلة موظف سكرتارية ومن المغضوب عليهم لميوله السياسي وهو الاستقلالية وعدم الانجرار حول أي مصلحة حزبية ذاتية رثة , لا يتوفر لديه قدرة على تلبية أدنى احتياجاته الضرورية, يرفض باستمرار سياسات وإجراءات الوزارة غير المسئولة, شخصية اقتصادية بامتياز أولى اهتماماته تقليص الفوارق المذهلة بالأجور, بناء اقتصاد منتج, تقليص الاعتماد على الغرب في تمويل نفقات حكومته, بناء شبكة واسعة من المشاريع والكفيلة بالقضاء على الفقر, يضع رؤية اقتصادية مفادها الاستثمار الكثيف بقطاعات الاقتصاد الحقيقي, وإحداث انقلاب اقتصادي ومن أولى أدواته أن تتراوح الرواتب من 2000-6000 شيكل , وتوفير فرصة عمل لكل عاطل, ومستوي محدد من التعليم والصحة شبه المجانية , وتوفير سلة غذاء أساسية لكل أسرة لا تقل عن العسل والدقيق والبيض والخضار واللحوم والفاكهة والملابس والأجبان وشتى أنواع السلع الأساسية.
وزير الزراعة : الحرفوش أبو بلال ,يبلغ من العمر 30 سنة, لديه خبرة لا تقل عن 13 سنوات في الزراعة, مزارع من بيت لاهيا, يعمل يوميا 12 ساعة , ولا يتوفر لديه نقود لتلبية حاجيات أسرته الممتدة, يخسر كل عام ولا تعويض حكومي, تم تجريف أرضه ولم يحصل على تعويض سابق, باع مجوهرات زوجته وأمه والحصيلة خسارة سنوية وفقر مستديم,مزارع سابق لمنتج البطيخ كان ضحية لسياسة وزارة الاقتصاد الخاطئة والتي سمحت باستيراد البطيخ من إسرائيل, موسم أخر يزرع بصلاً وكذلك تسمح الوزارة باستيراد البصل من إسرائيل , حاول الانتقال لتربية النحل فأنتج كميات كبيرة فلم يستطيع تسويقها والسبب تهريب عسل نحل طبيعي بقرار من وزارة الاقتصاد الوطني من جمهورية مصر العربية وبيعه بأسعار تقل عن السعر المحلي بأضعاف.
تقدم الوزير أبو بلال في اليوم الأول لتسلمه الوزارة بلبس ملابس فقراء المزارعين, وبدأ بزيارة كل مزارع وعمل كشف يومي بذلك, اتبع سياسة الباب المفتوح , قدم رؤية وطنية مفادها زيادة نصيب الزراعة في الموازنة الفلسطينية من 1% إلى 12% , وتقديم تعويضات لكل المتضررين , وتقديم تسهيلات ائتمانية للمزارعين وقروضا بدون سعر للفائدة, إضافة لإنشاء دائرة حكومية للتأمين الزراعي , وبنك للتسليف الزراعي تديره الوزارة, أسس شبكة واسعة من المدن الزراعية وفقا لاحتياجات كل مدينة, خلال سنة واحدة يتوقع تحقيق اكتفاء ذاتي بالزراعة ودخول 50 ألف مزارع وعامل لسوق العمل.
وزير المالية : الحرفوش أبو عثمان 32 عاماَ , دكتوراه محاسبة وتمويل, عمل بلا راتب لسنتين تطوعاً, يُعرف بمصداقيته ومهنيته العالية بالعمل الإداري والمالي, يعمل سكرتير وحامل شنطة لمدير عام ليس له علاقة بالمالية, جاء بمرسوم رئاسي سابق لأنه قريب صاحب قريب خال ابن عم نسيب أخو نائب رئيس ديوان الموظفين, في اليوم الأول لاستلامه الحقيبة الوزارية قرر إلغاء كل الترقيات الأخيرة, وإعادة قيد الموظفين وليس مبالغة وجُد أن 90% من المدراء والوكلاء ترقياتهم غير قانونية, ومع عملية الإصلاح حصل المساعد الإداري على منصب وكيل وزارة وحصل أحد أفراد الأمن على منصب مدير عام للوزارة كونه حاصل على درجة الماجستير في الاقتصاد ولديه خبرة 20 عام في العمل المؤسسي , انتهج هذا الحرفوش سياسات مالية واقتصادية من منظور مجتمعي فأقر موازنة فلسطينية بقيمة 5 مليار دولار وبعجز سنوي صفر , وتوزعت كالتالي نصيب الأمن 12% , الزراعة 16%, الخدمات الاجتماعية 50%, والباقي مشاريع للتطوير وكبح جماح البطالة وتحفيز الطلب الكلي ودعم مشاريع البنية التحتية ,100 مليون دولار سنويا من الموازنة ذهبت لبعثات لتعليم الأوائل والمبدعين بأرقى الجامعات العالمية.
وزير الصحة الفلسطينية : الحرفوش أبو أسامة , يبلغ من العمر 32 عاماً , تعرض منزله للقصف فتم بتر قدميه وأطرافه, لعدم وجود منحة حكومية للعلاج بالخارج فلا زال يعاني من صعوبات ومشكلات صحية باستمرار, يمكث بمستشفى دار الشفاء بغزة ما لا يقل عن 10 أيام شهريا, ينتظر في كل زيارة 12 ساعة بسبب البيروقراطية المميتة للوزارة من جهة وارتفاع عدد الحالات المريضة وعدم ملائمة المكان لهذا العدد الضخم من المرضى, هذا الحرفوش يتقاضى راتب مقطوعاً ولا يزيد عن 1000 شيكل شهريا نصفه يذهب لشراء أدوية من القطاع الخاص , النائب الأول للوزير ووكيل وزارته هو الحرفوش أبو محمد مريض سكري وضغط وفشل كلوي ولم يحصل على منحة للعلاج بالخارج , يعاني من بيروقراطية دار الشفاء ومستشفى كمال عدوان شمال غزة, لا يعمل ويتقاضي راتبا من الشؤون الاجتماعية ثلته يذهب لشراء الدواء الإسرائيلي وما يتم التبرع به لمرضى ومحاصرين غزة من الصيدليات الخاصة .
في اليوم الأول لاستلام كلا الحرفوشين لوزارة الصحة أقروا التالي : بناء مستشفي تخصصي في مدينة الزوايدة شرق دير البلح بقيمة مليار دولار من خلال تبرع كريم من السيد طلال بن عبد العزيز, وكذلك توفير جميع الأدوية والعلاج مجانا للجميع, وإلغاء تدريجي للعيادات الخاصة وتحويلها لمؤسسات قطاع عام لتوفير الخدمات بالمجان لكل مرضى غزة, كما أقروا بسن قانون مفاده إرسال بعثات للخارج وتحديدا في تخصصات القلب والأمعاء والجراحة الدقيقة , وكذلك بناء مدينة سكنية لاستقدام علماء من الخارج وعملهم في هذا المستشفي التخصصي الوطني الكبير.
وزير الأوقاف والشؤون الدينية : الحرفوش المبدع أبو الماهر , دكتوراه في الفلسفة , علماني , وديمقراطي , عمل بالغرب كداعية ديني , يحمل بداخله مخزون استراتيجي في إدارة الحياة العامة , وإدارة موارد البلاد والعباد, قام باليوم الأول من استلامه للوزارة باستثمار أموال الوقف في بناء مدن سكنية في بعض المناطق وتوزيعها مجانا للأسر الفقيرة والتي ما عليها سوى تشطيب الشقة التي تتراوح مساحتها من 80-120 متراً, قيمة الأرض مجانا والأساسيات على نفقات الوزارة, وتقديم مشروع تزويج الشباب غير القادر على الزواج, وتوزيع الميراث بالكامل على المرأة, ونشر ثقافة السلام والحب وإرساء مبادئ العدالة الاجتماعية.
وزير الثقافة والتراث والتربية والتعليم : الحرفوشة أم البهاء إمراة جميلة ذات حًسن وجمال تمتلك عيون زرقاء وجسم رشيق ولباقة بالحديث , خريجة فرنسا , فلسفتها تُشتق من دروس التجربة الدانمركية, حاملة درجة الدكتوراه في الأدب والنقد العربي المقارن, عاشت بمدن باريس ولندن وبيروت طيلة مرحلة دراستها, راقية بطرحها لقضايا الحداثة وما بعد الحداثة.
وزير البنية التحتية : الحرفوش أبو إياد, من سكان شارع النفق بغزة , يعاني كل شتاء ويغرق بيته بسبب تراجع أداء ومستوى البنية التحتية شبه المنهارة , يتكون بيته من غرفتين وصالة ودورة مياه وهي عبارة عن 60 متر وغير جاهزة للسكن, في اليوم الأول أقر هذا الحرفوش ميزانية لتطوير الطرق والمواصلات والاستثمار الكثيف بقطاعات البنية التحتية , وضم لوزارته سلطة المياه والطاقة وهيمن بكل قوة على شركة توليد الكهرباء والاتصالات.
وزير النقل والمواصلات : الحرفوش أبو صلاح؛ سائق تاكسي , تلاحقه الحكومة في دخله المتراجع عبر فرض مزيداً من الضرائب, يعاني من تفاقم أزمة الوقود وارتفاع تكاليف الصيانة ونقصان قطع الغيار من الأسواق, اشترى سيارة اسكودا رمش ب 27 ألف دولار وبالتقسيط( دفع زيادة عن المبلغ الأصلي 3000 دولار بسبب قرض للمرابحة عبر البنك الإسلامي الفلسطيني ) , وبعد 5 شهور قام ببيعها ب 22 ألف دولار, كل شهر حقق خسارة بحدود ألف دولار
في اليوم الأول لاستلامه الوزارة قرر تقديم سياسة للتكافل الاجتماعي أبرز قنواتها إلغاء التراخيص في ظل تفاقم البطالة والفقر, تقديم قروض حسنة لمن لا يستطيع شراء سيارة جديدة وبأسعار فائدة صفرية , وتوفير مستلزمات الصيانة من خلال معهد حكومي وبأسعار رمزية, وحل مشكلة الوقود وتدعيمها .
وزير الحرافيش : وهي وزارة مختصة بالفقراء وسوق العمل والشؤون الاجتماعية والمرأة والإعلام والخارجية ورعاية الشهداء والأسرى والجرحى , ومن استحق هذا المنصب هو الحرفوش أبو النسر , تاجر فلسطيني , قُصفت منشأته الخاصة ولم يحصل على تعويض وانتقل للعمل بأجرة يومية بحدود 25 شيكل في مصانع وشركات العودة للبسكويت والويفر والأيس كريم بدير البلح, يبلغ من العمر 25 عام , أباً لشهيد, وأخ لجريح وابناَ لأسير, وخريج بكالوريوس أعلام .
وفي الختام , أتمنى للسيد أبو فراس نصير الغلابة أن ينجح في إدارة هذه الحكومة المثالية وأن تكون تلك الحكومة مغايرة لسابقاتها وتحقق أهدافها المرجوة, وتكون رافعا لشعبنا النازف
كتابات ساخرة
بقلم / حسن عطا الرضيع
باحث اقتصادي_غزة