الضربة القاضية للاحتلال ودور الفصائل

بقلم: رائد موسى

انتفاضة الشباب الفلسطيني ضد الاحتلال اثبتت مدى هشاشة امن الاحتلال وهشاشة قدرته على فرض الوقائع على أرضنا وإجبارنا على التعايش معها وذلك ليس لضعف قدراته العسكرية ولكن لاستحالة ان ينتظر الاحتلال الامن والسلام كنتيجة لممارساته التعسفية والإجرامية من سرقة الاراضي وتدنيس المقدسات وظلم اهل البلاد وسفك دمائهم.
تتميز انتفاضة اليوم بأنها فردية غير منظمة وتلك الميزة تسبب العجز للاحتلال في القضاء عليها او تجفيف منابعها فنبعها هو الشعب وليس فصيل وأدواتها شعبية ومحلية وليست مستوردة او تحتاج الى تصنيع دقيق وهنا انقلب الشكل النمطي للنضال الفلسطيني من نضال تقوده الفصائل ويتبعه الشارع الى نضال يقوده الشارع ويجب ان تتبعه الفصائل وكي لا نقلل من أهمية الفصائل فهؤلاء الشباب المنتفضون عدد كبير منهم مؤطر فصائليا، وبعضه معبئ سياسيا ووطنيا بفضل الفصائل، ولكننا نريد ان نعود للفعل وكيفية استثماره وتوجيهه ليخرج من طور الاحتجاج الفردي الغاضب أو الثأري الى العمل التحرري القادر على هزيمة الاحتلال وهذا العمل لا يمكن أن يتم أو ينجح بدون قيادة الفصائل له أو ابتداع أشكال تنظيمية جديدة كمجالس قيادة شبابية لا يلوح بالأفق امكانية تشكلها بفاعلية حتى اللحظة.
عند اجراء حساب سريع لعناصر القوة التي نمتلكها ونضعها بالميزان مقابل ما يمتلكه الاحتلال سنجد الميزان دائما مختل بشكل كبير لصالح الاحتلال في كل العناصر من تكنولوجيا لعلوم لزراعه لقدرات عسكرية ولحلفاء ودعم وأموال ماعدا عنصر واحد ووحيد وهو الكم البشري على أرض فلسطين فهنا يعتدل الميزان بيننا وبين الاحتلال لذلك ان كان هناك أمل بانتصار على المحتل وفي القريب العاجل، يجب ان يكون مبني على عنصر المواجهة بالكم البشري، والمواجهة البشرية بيننا وبين الاحتلال وجها لوجه، فانتفاضة اليوم قد اثبتت فاعليتها وخصوصا ان ارضنا ضيقة جدا وشعبنا محتشد بطبيعة حاله، فلم يتبقى سوا تحريكه بمواعيد ونظام وأساليب قادرة على سحق الاحتلال وهنا يأتي دور الفصائل فلا أحد لحد اللحظة اقدر من الفصائل في التحشيد والتوجيه عندما تريد او تمتلك ارادة الفعل ضد الاحتلال.
وهنا اقترح ان تحدد الفصائل يوم وطني فلسطيني كـيوم الاستقلال 15 نوفمبر أو تاريخ ابعد للتحضير الجيد كيوم الارض 30 مارس، والترويج الاعلامي لذلك اليوم بأنه يوم الضربة القاضية للاحتلال يوم انهاء الاحتلال عن اراضي 1967 كخطوة اولى عليها اجماع وطني، وان تقوم الفصائل بنصب خيام اعتصام كبرى امام نقاط التماس وعلى مسافات آمنة المهم ان تكون على مرأى جنود الاحتلال ثم القيام بحملة اعلامية تسخر لها كل طاقات الفصائل الاعلامية لإقناع الجمهور بأن نزول كل الشعب في هذا اليوم المحدد وفي تلك الساعة المحددة واعتصامه بشكل سلمي حاشد بمئات الآلاف من البشر امام حواجز وسياج الاحتلال سيحولها الى خيوط عنكبوت امام امواج البشر الجارفة، ويجب على الفصائل التنبيه والتأكيد والطلب من الجمهور ان يكون الاعتصام سلمي الى اقصى ما يمكن حتى ينجح الحشد، فأي طلقة ستخرج من بين الحشود ستكون طلقة عميل، ولا نريد لا القاء حجارة ولا مواجهات مع الاحتلال انما ما نريده هو تحشيد موج بشري بمئات الالاف من البشر امام حواجز الاحتلال، ونترك للاحتلال عنان خياله ماذا سيفعل لو تدفق وهاج هذا الموج البشري وفي هذه اللحظة سيكون امام الاحتلال خياران:
الأول: مهاجمة الحشود مما سيفجر الموقف وسيتدفق الناس داخل أراضينا المحتلة عام 1948 ووقتها سندفع خسائر كبيرة في الأرواح، ولكننا دفعنا اكبر منها في ثلاث حروب شنها الاحتلال على غزة، وسيدفع الاحتلال خسائر ايضا في ارواحه وأكبر في موقفه السياسي والأخلاقي امام العالم. وللعلم كلما زاد الحشد كلما تردد الاحتلال أكثر بمهاجتمه.
الثاني: اعلان الاحتلال بأنه مستعد ان ينهي احتلاله بشكل سلمي وبمواعيد زمنية واضحة ومحددة.
أما اذا بقي الاحتلال متفرجا على الاعتصامات ولم يتخذ أي موقف وقتها سيبدأ الاعتصام بالتطور والنمو ونصب الخيام وتتحول الاعتصامات الى ميادين كميدان التحرير في مصر مما سيزيد من خطورة وقوة انفجار الموقف في أي لحظة فطبيعة الانسان كلما رأى الحشود من حوله تزداد كلما شعر بان حواجز الاحتلال تتحول الى العاب امامه الى درجة ان تصبح كخيوط العنكبوت بنظره.
وهاهي التجارب التاريخية ماثلة امامنا بأنه لا توجد قوة اكبر من القوة الجمعية للجماهير والتي نجحت في هدم جدار برلين وخلع انظمة استبدادية حديدية في عدة دول وبدون قطرة دماء واحدة
لذلك اتمنى من الفصائل عقد اجتماع والخروج ببرنامج عمل محدد والبدأ بحملة توعية وتحشيد اعلامية تحت شعار انهاء الاحتلال فإنهاء الاحتلال اكبر من نصرة الاقصى فنحن لا نريد فقط ان ننصر اقصانا وهو خاضع للاحتلال بل نريده حرا عربيا اسلاميا والقدس عاصمة لدولتنا المستقلة.

رائد موسى