قصة قصيرة بعنوان : لأنه يرفض التسول في قلوب الآخرين..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

قالت في قرارة نفسها ..غريب أمرُ ذاك الرجل أحيانا أجده ، يقترب لدرجة اجتيازه لحدود ذاتي..وفي كل مرة يطرق هو الأبواب ليفتح باب الحوار .. الذي تنتظره وتشتاقه ..فهي تدرك جيدا انه .. دائما تكون زمام المبادرة بيده ..لكن الأغرب ،والشيء الذي يحيّرها ..هو أنه أحيانا يختفي فجأة كالقمر عندما تحجبه سحابة عابرة في كبد السماء ، فيصبح غريبا في طبعه ،وكأنه لا يكترث بشيء ..بل يرحل بعيدا عن دائرة الاقتراب ،وكأنه ليس ذاك الإنسان ،الذي توسمت فيه رقة الكلمات ، وروعتها فأكثر ما يثيرها عندما يحدثها عن ذاتها ..كثيرا ما يروق لها كلماته العذبة الندية .. وإطراءاته ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻌﺮها بالسحر والجمال والأمل، وحينها تشعر برغبة عارمة لأن تقترب هي أكثر منه.. لكن التناقضات التي تعيشها تجعلها تهرب فتلوذ بالفرار قد تكون أدمنت كل شيء فيه ..أدمنت همسه وفضوله وصراحته ..لكنها تدفع بنفسها بعيدا عنه ..تخاف من شيئ ٍ ما لكنها.. لا تستطيع أن تحدده ، قد يكون شعورها بالخوف من تجارب الماضي ،أو من المجهول ..لكن الحقيقة التي لم تكن تعرفها هي انه لا يمكن أن يستمر أبدا بطرق الأبواب لأنه يرفض التسول في قلوب الآخرين ..ويرفض الفضولية المطلقة ..!!

 بقلم /حامد أبوعمرة