التطور المهم في اجتماعات فينا التي عقدت بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الروسي لافروف بحضور وزير خارجية كلا من السعودية وتركيا والأردن . هو نجاح الديبلوماسيه الروسية في اختراق التحالف السعودي القطري التركي ضد الرئيس السوري بشار الأسد من خلال التغير في الموقف الأردني الذي ينبئ بتغير استراتيجي أردني.
خروج الأردن من المعسكر السعودي التركي يغير من معادلة الصراع على سوريا خاصة وان الأردن يعتبر قاعدة متقدمه في الصراع على سوريا ، وان تحسن العلاقات السورية الاردنيه من شانه أن ينعكس على تطورات الأوضاع في المنطقة ويقلب موازين التحالفات الاقليميه والدولية ،
الأردن يعي لمسؤولياته الوطنية والقومية وأهمية الحفاظ على الأمن القومي الأردني من مخاطر ما يتهدد الأمن الأردني من المخطط الإسرائيلي التوسعي وسياسة الوطن البديل ، كما أن الأردن يعي لمخاطر الإرهاب الذي يضرب المنطقة وخطر المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يتهدد امن واستقرار دول المنطقة ، وان رفض إسرائيل لتحقيق أسس لسلام الأمن والعادل وحل القضية الفلسطينية حلا عادلا والتعدي على القدس والمسجد الأقصى ضمن محاولات تسعى حكومة نتنياهو لتحقيقها لسحب الوصاية الاردنيه عن المقدسات في الأقصى ، مما يجعله في دائرة الاستهداف .
التغير الاستراتيجي في الموقف الأردني والاستدارة الاردنيه بتغير مواقفها واستشعارها بالخطر الذي يتهدد امن المنطقة بدأت نتائج هذا التغيير تظهر للعلن بعد زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني إلى موسكو واجتماعه مع الرئيس الروسي بوتن واطلاع القيادة الروسية الملك الأردني على نية روسيا بالتدخل العسكري في سوريا .
باكورة التغير الاستراتيجي الاردني هو ما شهدته اجتماعات فينا ويتضح ذلك من خلال توصل وزير الخارجية الروسي لافروف وبعد اجتماع مع وزير الخارجية الاردني ناصر جوده إلى اتفاق البلدين على تنسيق العمليات الجوية والعسكرية في سوريه ، وهذا يعني أن هناك تفاهم أردني روسي على التدخل العسكري السوري ويفضي إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركه من ضباط وعسكريين أردنيين وروس للقضاء على جيب المعارضة السورية في درعا بعد أن أقدمت عمان على إغلاق غرفة العمليات المشتركة في الأردن والتي كان لها دور في توجيه المعارضة السورية التي فشلت في تحقيق أهداف عاصفة الحزم في الجنوب السوري .
نجاح الديبلوماسيه الروسية في اختراق التحالف السعودي القطري التركي ضد سوريا هو بإصرار روسيا على توسيع دائرة الدول المشاركة في بحث ألازمه السورية والتوصل لحلول سياسيه تنهي أزمة الصراع على سوريا حيث تصر روسيا على توسيع المشاركة للدول المعنية بالازمه السورية وضم كل من إيران ومصر إلى محادثات فينا ضمن عملية إحداث توازن ينهي احتكار كل من السعودية وتركيا وقطر بالازمه السورية .
لقد عمدت روسيا إلى تهميش الدور القطري بعد تصريحات وزير الخارجية القطري خالد العطية وقزمت الجهود السياسية القطرية من خلال إلغاء زيارة أمير قطر تميم بن حمد إلى موسكو التي كان ينوي القيام بها الأسبوع الحالي ردا على المواقف القطرية والتهديد بالتصعيد العسكري والتدخل العسكري اللفظي .
فشلت كل محاولات إغراء القيادة الروسية للتخلي عن النظام في سوريا ، وان زيارة الرئيس السوري إلى موسكو كانت رسالة للجميع أن روسيا لا تتدخل بشؤون سوريه الداخلية وان صاحب القول الفصل في الشرعية السورية الشعب السوري وان روسيا ترفض التعاطي مع أية اشتراطات لتنحي الرئيس السوري لأنها اشتراطات ضمن التدخل في الشؤون الداخلية لسوريه وهي تتعارض مع القانون الدولي وشرعية الشعوب في اختيار من يمثلها .
خروج الأردن من التحالف السعودي التركي القطري يشكل معضلة ولها انعكاسات على قوة وتماسك التحالف الإقليمي في ظل التغيرات المتسارعه على الأرض والتي تقلب موازين القوى لصالح ألدوله السورية ، ويبقى السؤال عن ردة الفعل السعودي التركي بعد الفشل الذي منيت به السياسة السعودية والتركية والنكسة التي منيت بها قطر بإلغاء روسيا للزيارة التي كان سيقوم بها الأمير القطري تميم بن حمد .
السعودية التي تحاول أن تجد لها مخرج من حربها على اليمن وهي أجهضت مهمة المبعوث الاممي لحل ألازمه اليمنية واشترطت استسلام أنصار الله قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات ، تسعى إلى تسخين جبهة الصراع على سوريا ضمن عملية المقايضة على المصالح ، وان زيارة رئيس أركان الجيش السعودي فريق أول ركن عبد الرحمن بن صالح البنيان إلى تركيا ضمن محاولات السعودية للتحضير لدعم عسكري سعودي موسع للمعارضة السورية المسلحة ، وتزويد المجموعات المسلحة بصواريخ تاو المضادة للدروع مما ينبئ بان المنطقة مقبله على تطورات خطيرة لن تكون السعودية وقطر وتركيا خارج دائرتها لان روسيا وحلفائها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أية مخاطر تتهدد قواتهم وستصبح المنطقة أمام مخاطر تتهدد الأمن الدولي والإقليمي بحيث تتسع رقعة الحرب لتشمل المنطقة بجامعها
ويبقى السؤال هل تسمح أمريكا للسعودية وقطر وتركيا من الاستمرار للنهاية في تهديداتها لإشعال فتيل الصراع الذي يقود لحرب لا تحمد عقباها ويدفع ثمنها شعوب المنطقة ومقدراتها ، أم تسعى أمريكا للفرملة لأنها تدرك مخاطر انعكاس امتداد الصراع على مصالحها ووجودها وامن حليفتها إسرائيل ، خاصة وان روسيا تملك استراتجيه تجمع من خلالها الديبلوماسيه بالعمل العسكري وتملك رؤيا للتدخلات العسكرية والرد عليها وتملك مفاتيح الحل السياسي والدبلوماسي في حين أن أمريكا تعيش حالة من فقدان وانعدام الوجود في الشرق الأوسط وان تحالفها الذي تقوده يتفكك لصالح المعسكر الروسي.
بقلم/ علي ابوحبله