الاسكندرية ...عروس المتوسط لا تحزني !

بقلم: وفيق زنداح

عشت وتعلمت بها ....وتعايشت مع أهلها الخيرين الطيبين ...وواكبت نواتها وعواصفها ...أمطارها وبرودة أجوائها ...كما وعشت شروق وغروب شمسها ودفئ أجوائها ...وجمال بحرها وشواطئها...وصفاء سمائها ...وجمال شوارعها وطريقها الممتد علي طول ساحلها ..عرفت وتعرفت علي معظم أحياءها ومناطقها من أبو قير والمعمورة والمنتزه مرورا حتي ستانلي مرورا حتي الشاطبي حيث مقر جامعة الاسكندرية التي تعلمت بها ...وتتلمذت علي أيدي أساتذتها المحترمين... وتعايشت مع أصدقاء لا زالوا بذاكرتي وقلبي وأكن لهم كل محبة وتقدير .
الاسكندرية ....هذه المدينة المحببة لقلبي وقلوب الملايين ممن عاشوا بداخلها... وحتي من غادروها الي وطنهم ...بعد أن عاشوا وتعلموا علي أرضها ...لتبقي راسخة بالعقول والقلوب ..وفي حدقات العيون تبقي الاسكندرية ....بجمالها وسحرها وعنوانها المرحب بالزائرين لها .
هذه المدينة الساحلية علي البحر المتوسط وكما يقال عنها الثغر ..عروس المتوسط مهما توسعت المدن الجديدة ومهما زادت الشواطئ السياحية والمدن والمنتجعات وبرغم جمالهم وروعتهم ...تبقي الاسكندرية بجمالها وطبيعتها الخلابة وبعناوينها المعروفة لمن يعيشون بداخلها ..ومن يزورونها ما بين فترة وأخري ....وبالنسبة لي فانني أبدي حرصا دائما علي زيارتها كلما سمحت الفرصة لي بالسفر ..وأحرص علي أن تكون أسرتي بمرافقتي ...لأقوم بتعريفهم واطلاعهم علي العناوين والاماكن التي عشت وأقمت فيها ..والمحددة ببعض المناطق مثال ذلك ميامي ..وستانلي ..ورشدي ..والشاطبي .... كنت أعرف أولادي واسرتي حتي أولد بداخلهم محبة المكان وعشق الزمن وتجلياته ....وما أفرزته سنوات الاقامة من محبة متجددة لهذه المدينة الساحرة ولأهلها الطيبين الأوفياء المحترمين ...الذين احترموا وجودنا وتعاملوا معنا وكأننا أبنائهم ...وهذا ما نحاول دائما أن نورثه لأجيالنا الشابة ولأبنائنا لتعزيز روح المحبة والوفاء للأماكن التي عشنا بها وللأهل الذين تعايشنا معهم ...وحتي يحرصوا علي تطوير ثقافة المحبة والابقاء عليها .
لم تغب الاسكندرية عن ذهني وقلبي واحاسيسي ...كما مصر بكل مساحتها... طولها وعرضها ...بأرضها وتعداد سكانها ...لأنها الأرض الطيبة والتي بداخلها وعلي شاطئها مدينة الاسكندرية التي لا أستطيع وصفها واعطائها حقها من خلال كلمات في مقال .
ان ما رأيته بالأمس.... قد أحدث صدمة لي ...برغم أننا قد عشنا مثل هذه الأجواء.... وكان هناك العواصف والأمطار الغزيرة والغرق لبعض الشوارع ..لكن كان هناك سرعة في المعالجة من خلال شفط المياه... في ظل المعرفة أن البنية التحتية والصرف الصحي يحتاج الي الكثير من التطوير...كما أن الادارة القائمة علي الصرف الصحي والمحافظة تحتاج الي رجال ذوي خبرة ومعرفة .
ما حصل بالاسكندرية ....يحصل في الكثير من المدن والبلاد ....وذات الامكانيات الأكبر.. ..وهذا لا يعني التغطية علي أي تقصير.... ولكن أن لا نفتح المجال للاستغلال السياسي ...والتحميل الشخصي للمسئولية ...فهذا ليس مقياس للعدل ...ولا معالجة لحقيقة ما حدث أو ما يمكن أن يحدث (لا سمح الله )نتاج الانواء والعواصف والكوارث الطبيعية والتي نشهدها بالكثير من دول العالم .
كلنا ثقة بقدرة أهل الاسكندرية علي تجاوز محنتهم ....كما ثقتنا كبيرة بالحكومة المصرية التي ستقوم علي معالجة أسباب القصور ....وتطوير الأداء.... وبما يحفظ للإدارات التنفيذية الأشخاص المؤهلين وذو الخبرة ...حتي لا يتكرر ما حدث ..وما نتج عن فقدان أرواح عزيزة وغالية ..ولكنها ارادة الله سبحانه وتعالي فلهم الرحمة من ربهم ...ومنا العزاء لأهلهم وذويهم ...كما منا الدعاء للاسكندرية وأهلها ...بأن يحفظهم الله من كل مكروه ..وأن يتوفر لهم كل عوامل الاسناد والدعم ....وكم سعدت بالقوات المسلحة والقوات البحرية وهي تقوم بمساعدة الأهالي والتخفيف عنهم وتقديم المساعدات لهم... وهذا ما يؤكد بالواقع الملموس أن الجيش والشعب يد واحدة .
ندائي لأحبائي أهل الاسكندرية ...أن يحافطوا عليها بقلوبهم وحدقات عيونهم ...وأن يجعلوها دائما أكثر تألقا وابهارا وجمالا ....ثقتي أنكم الأحرص علي مدينتكم ...كما حرص كل مصري علي وطنه.
الكاتب :وفيق زنداح