اتخذ مجلس وزراء الخارجية العرب نهاية 2011 قرارا يقضي تعليق عضوية سوريا في ألجامعه العربية وتمت الدعوة إلى سحب السفراء العرب من دمشق والتشديد على العقوبات المفروضة على الشعب السوري .
دعوة ألجامعه العربية بدأت تفتقد لمفعولها ولم يعد هناك التزام عربي بقرار ألجامعه العربية بعد التغيرات التي تحدث في سوريا ودخول روسيا على خط ألازمه السورية مباشرة بتدخلها العسكري وكسر توازن القوى على الأرض ،
لقد سبق لوزير الخارجية التونسي الطيب البكوش أن وصف قطع العلاقات مع سوريا بأنه إجراء غير صائب وقال إن مصلحة تونس تقتضي وجود تمثيل قنصلي في دمشق رغم احترام قرار جامعة الدول العربية
ألجامعه العربية التي اتخذت قرارا بتعليق عضوية سوريا وسحب السفراء وفرض حصار اقتصادي على دمشق في حين أن ألجامعه العربية تعجز عن اتخاذ أي قرار ضد إسرائيل نصرة للأقصى وضد إجراءات إسرائيل القمعية بحق الفلسطينيين واستباحة الدم الفلسطيني .
يبدوا أن الحصار العربي لدمشق بدأ بالتفكك لان العديد من الدول العربية وجدت نفسها في موقف محرج بسبب القرارات التي استهدفت دمشق في حين ألجامعه العربية عاجزة عن اتخاذ أي موقف ضد إسرائيل والطلب من الدول المرتبطة بعلاقات مع إسرائيل لسحب سفرائها وتجميد علاقاتها مع إسرائيل .
زيارة وزير الخارجية العماني قد يعقبها زيارة مسئولين عرب بعد أن بدأ الحصار العربي على دمشق بالتفكك ووعى الكثير من القادة العرب أنهم خدعوا في الموقف لبعض دول مجلس التعاون الخليجي في الضغط على مجلس ألجامعه لاتخاذ قرارات ضد دمشق تبين أنها لا تخدم العمل العربي المشترك وتمس بالأمن القومي العربي وتخدم إسرائيل وأمنها وفق المخطط الذي هدف لتمريره على المنطقة العربية وهو مخطط أمريكي صهيوني للشرق الأوسط الجديد بأدوات عربيه .
زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي ولقائه الرئيس الدكتور بشار الأسد تحمل الكثير من الدلالات ،
اللقاء الثنائي الذي جمع الرئيس بشار الأسد مع وزير الخارجية العماني يحمل في طياته أن وزير الخارجية العماني يحمل أفكارا وأطروحات للحل السياسي في سوريا ولربما جاء للتوسط بين السعودية ودول في مجلس التعاون الخليجي مع دمشق بعد أن أدركت هذه الدول وصولها إلى مأزق في سوريا واستحالة تحقيق مخططها لإسقاط سوريا وللخروج من دائرة التشدد في المواقف لهذه الدول أخذت في البحث للبحث عن الحلول والمخارج بما يضمن لها استقرار أمنها .
وزير الخارجية العماني يزور دمشق ويلتقي الرئيس بشار الأسد الذي يرحب بالجهود التي تبذلها سلطنة عمان لمساعدة السوريين مؤكداً أن القضاء على الإرهاب سيسهم في إنجاح أي مسار سياسي.
موقف مسقط متمايزاً عن مواقف دول مجلس التعاون الخليجي بما يتعلق بالأزمة السورية كما في الملفات الأخرى مثل الاتفاق النووي الأخير التي لعبت السلطنة دوراً في التمهيد له من خلال استضافتها لقاءات بين مسئولين أميركيين وإيرانيين. بالإضافة إلى الحرب على اليمن التي لا تشارك فيها عمان.
وزير الخارجية العماني كان موضع ترحيب الرئيس السوري الذي أعرب عن تقدير الشعب السوري لمواقف سلطنة عمان ورحب بالجهود التي تبذلها سلطنة عمان لمساعدة السوريين، مؤكداً أن "القضاء على الإرهاب سيسهم في نجاح أي مسار سياسي في سوريا".
وقد أكد وزير خارجية عمان بعد اللقاء حرص بلاده على وحدة سوريا واستقرارها وعملها لإيجاد حل للأزمة.
هناك اتصالات عمانيه سوريه سابقه فقد سبق وان قام وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى سلطنة عمان وكان المعلم وبن علوي أكدا خلال زيارة المعلم إلى سلطنة عمان في السادس من آب الماضي أن الأوان لتضافر الجهود البناءة لوضع حد للأزمة في سورية على أساس تلبية تطلعات الشعب السوري لمكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على سيادة ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية وضرورة مواصلة التعاون والتنسيق لتحقيق الأهداف المشتركة التي تجمع الشعبين والقيادتين في البلدين الشقيقين.
وقد سبق وان راهنتموسكو على دور سعودي مؤثر في احداث تحول في الجبهة المناهضة لسوريه وفق حل يحافظ على تماسك النظام القائم في سوريا مع اعتماد مرحلة انتقالية. وفي هذا السياق رتبت روسيا زيارة إلى العاصمة السعودية الرياض لمدير المخابرات السورية الجنرال علي مملوك، حيث التقى ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
لكن عناد السعوديه وتشددها في مواقفها من الازمه السورية حالت دون الوصول الى تفاهم ، التغيرات على الارض ربما ادت الى التفكير مليا من انعكاساتها على المنطقه خاصة وان التحالف السعودي في طريقه للتفكك بعد خروج الاردن ومصر والامارات وابداء رغبة للتعاون مع روسيا في محاربة الارهاب .
وهنا يبرز السؤال حول اهمية زيارة وزير الخارجيه العماني يوسف بن علوي واجتماعه الثنائي مع الرئيس السوري بشار الاسد فهل من مبادرة يحملها بن علوي ليعرضها على الرئيس السوري تحمل في طياتها تغير في المواقف للسعوديه وقطر ، وهل زيارة بن علوي جرى التنسيق لها مع مجلس التعاون الخليجي بعد ان ادركت السعوديه انها تورطت في استنزاف في اليمن وان هناك استحالة لتحقيق نصر مؤزر على الحوثيين وانصار علي صالح خاصة في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقه ومستجدات التحالفات الاقليميه والدوليه .
زيارة وزير الخارجيه العماني تؤكد ان الحصار على دمشق في طريقه للاندحار وان العاصمه السوريه ستصبح قبلة الكثير من المسؤولين العرب بعد ان ادرك الجميع ان سوريا محور قائم بذاته وانها تمكنت من قبل المعادلات والتوازنات وقادت العالم الى التغير في موازين القوى وان دخول سوريا العسكري قلب موازين القوى وان مراهنة بعد القوى على امريكا قد خيبت امالهم وتوقعاتهم وما نشهده من تغير في المواقف هو بفعل قوة وحجم سوريا المستقبل والتي اصبح الجميع يقر بذلك
المحامي علي ابوحبله