لهذا يكذب نتنياهو

بقلم: مازن صافي

26% من الإسرائيليين يؤيدون أقوال رئيس حكومتهم نتنياهو عن المحرقة النازية، و دور الحاج أمين الحسيني فيها بقوله لهتلر"إحرق اليهود" ..؟!، وبهذه الأكاذيب أراد إدخال العالم في متاهة ويحرف الرأي العام عما يجري في فلسطين من إعدامات ينفذها جيشه بحق الفلسطينيين وأمام الكاميرات،  نتنياهو يعلم أنه يكذب والألمان فضحوا أكاذيبه، وأكدوا أن قرار الإبادة ألماني بإمتياز وهم وحدهم من يتحملون المسؤولية، لكنه ذهب لألمانيا وكرر نفس كذبته أمام المستشارة الألمانية، مركل، واعتبر السياسيون الألمان ذلك وقاحة لا تعرف الحدود، لكنه استمر أيضا، في تكرار تلك الكذبة، والتي أراد بها أن يغزو عقل العالم بالقول أن الرئيس محمود عباس أبو مازن هو نسخة محدثة من الحاج أمين الحسيني، وما فُعل سابقا باليهود يريد أبو مازن أن يعيد الفعل ثانية..؟!، والأسوأ أن نتنياهو أراد إدخال "الدولة اليهودية" في الصراع الساخن اليوم، بأكاذيبه حول العرب الفلسطينيين في (إسرائيل) –عرب48- بالقول أنهم خرجوا بالآلاف يحملون رايات داعش..؟!، وبالتالي فهو يريد القول للعالم أن العرب في "اسرائيل" يريدون قتل اليهود وذبحهم والخلاص منهم كما فعل الحاج أمين الحسيني وكما يحرض الرئيس ابومازن، وضخم أكاذيبه بالقول أن الرئيس ابو مازن هو نفسه داعشي..؟! بالتالي، فما يقصده نتنياهو هو أن يتحول الراي العام العالمي، من رؤية الشعب الفلسطيني الضحية يذبح بنيران الاحتلال وهو يمارس مقاومته الشعبية المشروعة، الى رؤية الاسرائيلين الخارجين من المحرقة النازية ومن ظلم أوروبا لهم، الهاربين الى "فلسطين" للنجاة من الموت، ليجدوا أنفسهم بعد عشرات السنوات تحت رحمة داعشي فلسطين قيادة وشعب، وبالتالي يصبح الاحتلال هو الضحية وشعب بأكلمه تحت الاحتلال هو المجرم والنازي وعديم الانسانية والأخلاق وصاحب التاريخ الدموي اللاسامي..؟؟!!

نتيناهو يعرف أيضا أن هذه الأباطيل لا تفيد، ولكنها تشعل النار في كل مكان وإدخال المنطقة في أتون حرب دينية، وبالأمس الطفل الدوابشة الناجي من محرقة المستعمرين المستوطنين يعتقد أن أسرته التي أعدمت حرقا لازالت على قيد الحياة، وهناك نماذج بالآلاف من الأطفال ضحية هذا الاحتلال وأصبحوا اليوم شبابا وكبارا وهم يحملون في أعماقهم صورة الحقد والقتل الإسرائيلي لذويهم.

وخلاصة القول أن الصراع مستمر ومتعمق لأن العلة الأساسية التي لا يريد كيري ولا الرباعية ولا بان كي مون ولا العالم أن يعترفوا بها هي وجود الاحتلال الإسرائيلي، والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني في الحياة المستقرة والكريمة في ظل دولته وعاصمتها القدس، المطلوب باختصار أبعد من نصب كاميرات او لجان تحقيق او زيارات ومبادرات، بل زوال الاحتلال عن أرضنا.

ملاحظة/  وقّع 343 أكاديمي بريطاني من مختلف الجامعات، على عريضة تطالب بمقاطعة أكاديمية لإسرائيل بسبب خرقها للقانون الدولي ودعمها للاحتلال الإسرائيلي، وعدم زيارة إسرائيل أبدًا ما دامها دولة محتلة، كذلك لن ينصحوا أي شخص أو يوجهوه للتعامل مع أي مؤسسة أكاديمية إسرائيلية.

بقلم/ د.مازن صافي