التدخل الروسي في سوريا جاء كخطوة استباقيه لمخطط حلفاء واشنطن للانقضاض على ألدوله السورية بالتدخل العسكري المباشر الذي هدفه تطويق ومحاصرة إيران ، وتمرير خط الغاز عبر تركيا ضمن محاولة تطويق روسيا وتخليص أوروبا من ضغوطات موسكو ، وبالتالي إضعاف موقف روسيا وانحساره في المنطقة ، مع ما يستتبع الهيمنة على الغاز في سوريه .
التدخل العسكري في سوريا بالتوقيت المناسب افشل المخططات الامريكيه لدفع جبهة النصره وجيش الفتح لاحتلال مناطق الشمال السوري وتثبيت الوجود العسكري للحلفاء في حلب وادلب من خلال الدعم التركي السعودي القطري للمجموعات المسلحه ،
وضمن المخطط الدفع بالمجموعات المسلحه لتطويق العاصمه السوريه دمشق بعد اخفاق عاصفة الجنوب بتحقيق اهدافها في اسقاط درعا والجولان والسويداء .
ادركت روسيا وايران لعمق المخطط الذي يستهدف اقتطاع الانبار من العراق واقامة دوله سنيه تمتد في نفوذها الى سوريا مما يكسب امريكا موقع قدم في المنطقه والسيطره على منابع النفط والغاز مما يؤدي الى اضعاف ايران ونفوذها في المنطقه بعد الاتفاق النووي مع ايران .
غرفة العلميات المشتركه التي جمعت روسيا وايران وروسيا وحزب الله اربك المخططات لحلف واشنطن وقد فاجأت تلك الخطوة واشنطن ، وان سرعة الامدادات العسكريه عبر الجسر الجوي دفع واشنطن لسحب صواريخ الباترويوت من تركيا ودفع الى مفاوضات روسيه امريكيه حيث تجنبت امريكا من مغبة نشوب حرب عالميه ثالثه بالصراع على سوريا ،
ويرى المحللون السياسيون ان الانخراط الروسي في سوريا تعكس عدة دلالات ونتائج يمكن رصدها فيما يلي.• الخطوة الروسية عكست “تحولات نوعية” في طبيعة تعاطي الفاعلين الدوليين المعنيين بالصراع السوري؛ الولايات المتحدة وروسيا، تتركز معظمها حول سبل ربط الحل السياسي للأزمة السورية بمكافحة الإرهاب، حتى وإن وصل الأمر إلى تشكيل تحالف دولي من الأضداد المتصارعة بشأن الأزمة بهدف مواجهة تنظيمي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة .
• انتقال إدارة الصراع السوري من المستوى الإقليمي – بين إيران ودول الخليج بالإضافة إلى تركيا – إلى المستوى الدولي، وهو ما قد يؤثر على مصالح بعض القوى الإقليمية في هذا الصراع وبالتحديد تركيا التي طالما طالبت واشنطن بإقامة مناطق عازلة شمال سوريا كمنطقة آمنة تضمن بها استقرار حدودها الجنوبية، أما إيران فإن تحولاتها التدريجية تجاه إبداء حسن النوايا والاستعداد للتعاون مع الولايات المتحدة والغرب باتت هي الحاكمة لتصرفاتها بعد إبرام الاتفاق النووي وبعد تمرير الكونجرس الأمريكي له، ومن ثم فإن مشاركتها المحتملة مع القوى الدولية في مواجهة داعش أصبحت هي الهدف الرئيسي الذي من أجله هدف التدخل العسكري الروسي للإبقاء مؤسسات الدوله العسكرية والأمنية والاستخباراتية كضمانة لمواجهة الإرهاب على مجمل الأراضي السورية ..
بهذا التطور النوعي للتدخل العسكري السوري تكون روسيا قد قلبت موازين الصراع السورية بوجودها العسكري المباشر لمساندة ودعم ألدوله السورية باعتبار سوريا احد أهم معاقل النفوذ الروسي في الشرق الأوسط لموقعها الجيوسياسي ؛ وأن هذه الخطوة “قد” تغير من معادلات الصراع القائمة؛ وهو ما قد يخرج الأزمة السورية من مرحلة الجمود الاستراتيجي التي كانت عليها والتي فرضتها توازنات إقليمية ودولية محددة، أو قد يبقيها في دائرة الجمود لسنوات أخرى، خاصة إذا قوبل الموقف الروسي الجديد بخطوات إقليمية ودولية “مضادة” مستقبلا.
.
لقد وضعت روسيا هدفين أساسيين بشكل مبدئي (أولي) لتدخلها العسكري المباشر في سوريا لدعم القوات السورية التابعة للنظام الشرعي.
الأول، منع التحالف الأمريكي من القيام بأي خطوات من شأنها تحديد “مناطق محررة” وفرض حظر جوي عليها، ومن ثم منع المعارضة السورية المسلحة من التكتل في تلك المناطق وشن هجمات برية تحت غطاء جوي لقوات التحالف. وهذا الأمر يجري التحضير له منذ أشهر طويلة، سواء عن طريق العمل المباشر بواسطة تركيا والسعودية وقطر، أو بشكل غير مباشر من جانب فرنسا التي أعلن رئيسها عن ضرورة تقديم الدعم لما أسماه بالمناطق المحررة.
والثاني، رغبة الكرملين في دعم النظام الشرعي في مكافحة الإرهاب، والدفع في الوقت نفسه إلى لقاءات أو اتفاقات ولو أولية بين مختلف القوى السورية، بما فيها النظام السياسي لتسوية سياسية، وهو الأمر الذي يسمح لروسيا بالحفاظ على مصالحها، على عكس ما حدث لها في العراق وليبيا ..
الهدف الأول تم الإعلان عنه بعد أيام من بدء القصف الروسي في سوريا على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، حيث أكد أن بلاده ترفض إقامة منطقة حظر جوي في سوريا، بناء على اقتراح تركيا، معللا ذلك بضرورة احترام سيادة الدول.
أما الهدف الثاني، فهو قيد العمل، إذ قامت روسيا بالإعلان عن تحالف أمني لوجستي لتبادل المعلومات الأمنية بينها وبين إيران والعراق وسوريا، ومواصلة العمل إلى جانب القوات السورية، والقوات الكردية “البيشمركة”، حيث اعترفت موسكو بأنها قامت بتسليح هذه القوات، وكذلك إلى جانب متطوعين إيرانيين من حرس الثورة الإسلامية الذين يقاتلون منذ فترة في سوريا إلى جانب عناصر من تنظيم “حزب الله” اللبناني.
إن الدخول العسكري الروسي المباشر إلى سوريا، بدا وكأنه قد تسبب في خلط أوراق كثيرة لدى القوى الغربية المنضوية في التحالف الذي تقوده واشنطن في سوريا والعراق، كما أشاع حالة من الفوضى في صفوف حلفاء واشنطن العرب. ولكن هذا التقدير لا يعكس المشهد بالكامل. فلا يوجد أي خلط للأوراق أمام القوى الغربية التي يروق لها التدخل الروسي على المديين المتوسط والبعيد.
أما حالة الفوضى في صفوف الحلفاء العرب لواشنطن، فهي أمر طبيعي،- بحسب المحللين- فالتوافق الضمني الروسي الأمريكي بدمج إيران في ملفات المنطقة يثير قلق الحلفاء العرب ويجعلهم عاجزين عن الإلمام بأبعاد الموضوع والمصالح الكبرى وتبادل الأوراق. كما أن الخلافات بين الولايات المتحدة
(قائدة حلف الناتو) وتركيا (عضو حلف الناتو المهم في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأسود) تثير أيضا القلق وعدم الفهم لدى الحلفاء العرب.
في نهاية المطاف، أثار التدخل العسكري المباشر في سوريا كثيرا من الفوضى واللغط في رؤية حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. ولكنه من جهة أخرى أضاء جانبا مهما من المعادلتين الإقليمية والدولية. إذ انتقلت المبادرة من يد بعض القوى الإقليمية إلى القوى الدولية بشكل شبه كامل. وبمحاولات إضعاف هؤلاء اللاعبين الإقليميين.
إن روسيا تحاول استخدام كل الأوراق الممكنة لا لإطالة وجودها في سوريا، أو دفع الأمور إلى حرب واسعة، ولكن لدفع ما يجري في سوريا إلى اتجاه المفاوضات، بالعمل على عدة اتجاهات، على رأسها مواجهة الإرهاب، مع الالتزام الصارم بالقانون الدولي، والسعي لمواجهة الإرهاب على أرض الواقع، لأن هذه المواجهة تحديدا تعد إحدي أهم الأدوات لتحقيق التقارب المطلوب بين جميع الأطراف، ولو حتى على مستوى الحوار الأولي، تفاديا لأي مواجهات وحروب، وترك التنظيمات الإرهابية تمرح في المنطقة وتهدد أمن الجميع.
وبحسب المراقبون الدوليين فإن الحديث عن التدخل الروسي في سوريا جاء رد فعل عن الأنباء التي تحدثت عن نية دول عربية كالسعودية وقطر بالاشتراك مع تركيا التدخل العسكري المباشر في سوريا بهدف معلن وهو قتال تنظيم الدولة الإسلامية، ويجري الاتفاق لأن يكون هذا الأمر في مقابل إسقاط ألدوله السورية وتمرير المخطط الأمريكي الذي يستهدف المنطقة ضمن محاولات واشنطن للإبقاء على هيمنتها كقوة أحاديه .
وأشار المراقبون إلى أن الجانب الروسي سيستخدم الذريعة ذاتها للتدخل العسكري المباشر في سوريا للتصدي لهذه التحركات المزعومة، وسيتم الإعلان أن القوات الروسية المتواجدة في سوريا توجه ضربات لتنظيم
«داعش» والمتشددين الإسلاميين.
ومنذ الكشف عن التدخل الروسي عسكريًا في سوريا، ساد حالة متصاعدة من الترقب والقلق، وتشير مصادر دبلوماسية متنوعة إلى أن الدب الروسي اختار النزول بنفسه للتصدي لخطر تنظيم “داعش”، عقب فتور في التعاطي مع مبادرته بتأسيس تحالف غير تقليدي لمواجهته من قبل عدة دول عربية وأجنبية.
واعتبر الدبلوماسيون أن التدخل الروسي لإزاحة “داعش” بدعم روسي، ودخوله على خط المواجهة بسوريا سيكون بمثابة مدد كبير لإيران ، وبمثابة تسهيل المهمة للقضاء على المعارضة السورية بعد التفرغ لهم عقب التخلص من داعش
وبيّن مراقبون أن أمريكا يساورها القلق من التدخل الروسي العسكري بسوريا، بسبب ما اعتبروه الشك والريبة وهو ما يجعل الخلاف الروسي الأمريكي في سوريا حول الرئيس السوري بشار الأسد يحتمل أكثر من تفسير.
الخبراء الدبلوماسيون أشاروا إلى أن التدخل الروسي العسكري في هذا التوقيت يعد بمثابة ردًا عمليًا على إصرار واشنطن والسعودية على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وإن المؤشرات تشير إلى الاتجاه نحو الصدام بين السعودية من ناحية وبين روسيا وإيران ونظام بشار من ناحية أخرى.
ويرى الخبراء أن الكرملين يسعى من وراء التدخل العسكري إلى استعادة روسيا بعضًا من مكانته السابقة كقوة عظمى، ومع استخدامها أحدث طائرات السوخوي ونماذج سوفيتية قديمة، تؤكد روسيا أنها دمرت العديد من مراكز قيادة ومعسكرات تدريب إرهابيين، كما تؤكد دعمها للعملية العسكرية التي يشنها الجيش السوري النظامي.
وأقحمت روسيا أيضًا في المعركة أسطولها المرابط في بحر قزوين، وأطلقت صواريخ عابرة على أهداف تبعد أكثر من 1500 كلم، وهي سابقة ترمي بشكل واضح إلى إظهار القوة العسكرية الروسية.
ومع إطلاق الحملة الروسية، عاد فلاديمير بوتين إلى واجهة المسرح السياسي الدولي بالرغم من عزلته النسبية منذ ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية في مارس 2014 وبدء النزاع في أوكرانيا.
ويعتبر المحللون أن دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد ليس الهدف الوحيد الذي يصبو إليه الكرملين، لكن يبدو أن التدخل الروسي محاولة أوسع لمنافسة الغربيين، أو حتى ترهيبهم وذلك ضمن محاولات روسيا للحفاظ على مصالحها الاقتصاديه والامنيه من المخططات التي تستهدف حصار روسيا اقتصاديا.
بقلم/ علي ابوحبله