المقايضة المرفوضة...والسقوط !

بقلم: وفيق زنداح

لا زالت حكومة الكيان العنصري الاسرائيلي تمارس عنجهيتها غطرستها واجرامها ...من خلال المزيد من القتل والاعدام بحق شبابنا وأطفالنا وفتياتنا ...وفرض المزيد من الاجراءات والممارسات الارهابية اللانسانية ضد أهلنا في قدس الاقداس ..وخليل الرحمن ...ونابلس جبل النار من خلال محاولة المنع والتهجير والتضييق ..وحتي احتجاز جثامين الشهداء ....والتهديد بسحب بطاقات المقدسيين .... والتهديد بالترحيل ...واغلاق المناطق العربية .
الفاشية الصهيونية القائمة علي القتل واسالة دماء الابرياء ...والتي يصل بها الحال الي الحرق والاعدام بدم بارد ...وهما وخداعا.... يحاولون تسويقه لانفسهم ...ولغيرهم ...أنهم بالامكان أن يغيروا مجريات الأحداث ...بعد أن عاشوا ...ولا زالوا ...يعيشون أيام سوداء بهوسهم وخوفهم والهستيريا الملحوظة لتصرفاتهم وسلوكهم ...والذي يصل بهم الي قتل بعضهم البعض في وضح النهار.... وأمام كاميرات المراقبة والتلفزة .
الكيان العنصري وحكومته الفاشية برئاسة نتنياهو ووزراء حكومته اليمينية المتطرفة تواجدوا داخل هذه الحكومة علي أرضية الاستيطان والتوسع.... ونهب المزيد من الأراضي ....وادارة الضهر لكافة الجهود السياسية ......والاستمرار بعدم الالتزام بالاتفاقيات الموقعة والقرارات الصادرة عن المؤسسات الدولية ....اختاروا طريق المواجهة واستمرار العدوان والاحتلال والاستيطان ...واعتمدوا لغة القوة الطائشة ضد شعبنا ...وضد شبابنا واطفالنا المنتفضين الذين أرادوا أن يخرجوا لقول كلمتهم ...وليعبروا عن مواقفهم ...أرادوا أن يقولوا لا للاحتلال المجرم ...ونعم للحرية الكاملة ....فمن قال في هذا العالم ...أن من يقول لا للاحتلال ....يقتل ويعدم ويسحل ...من قال في هذا العالم الحر ...لا للاحتلال ...حتي يحرق ويعذب ويسجن ...من قال في هذا العالم أن من يحمل حجرا ..ويرفع علما ..من يدافع عن نفسه ومنزله وأرضه ومقدساته.... عن عرضه وكرامته... يقتل بدم بارد ...وبدون انذار... وعلي مسافة صفر .
سجل الارهاب الاسرائيلي والذي يقوده اليوم نتنياهو واركان حكومته الفاشية الذين اختاروا أسلوب الارهاب المنظم من خلال قوتهم العابثة وقطعان مستوطنيهم ...اختاروا الميدان... بديلا عن المفاوضات ..اختاروا المواجهة وسفك الدماء بديلا عن الاتفاقيات ....مارسوا أفعالهم الاجرامية والعنصرية كخفافيش الظلام بمداهمة المخيمات والمدن والأحياء... واستخدام كافة أشكال الارهاب والممارسات القمعية اللانسانية والتي تجرمهم ...وتضع أفعالهم أمام لائحة اتهام سيكون مصيرهم كما كل الفاشيين والارهابين .
ومن الجهة الاخري بعد كل ما يمارسون من قتل واعدام وحرق وتعسف وارهاب منظم ...يتلاعبون بألسنتهم وبكلماتهم وبمواقفهم ....ويدفعون بما يمكن دفعه للتحرك لمساعدتهم لابقاء الحال علي ما هو عليه ....وكأن الدماء والشهداء ...وقد وصلت الي ما وصلت اليه... من أجل عودة الامور الي نصابها ...والي ما كانت عليه قبل الهبه الشعبية لشبابنا المنتفض .
فما كان قائما بكل صوره وملابساته مرفوضا وغير مقبول ...وما يجري اليوم لاعادة ما كانت عليه الامور في اطار ادعاءاتهم الكاذبة مرفوض ايضا ...لأن في الحالتين فالهدف هو الابقاء علي الاحتلال وترك المجال لقطعان مستوطنيه لتدنيس المقدسات .
ليس من الانصاف والعدل.... أن تبقي السياسة ومحركيها غائبين عن رؤية الحقائق.... اعتمادا علي أن المواقف تتخذ بحسب المصالح والحسابات الخاصة ....بعيدا عن الحقوق والقوانين والمواثيق والاعراف الدولية وقراراتها .
ما يجري اليوم ارهاب منظم تقوده قوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه بتوحش كامل وعدم انضباط ...مطلقين العنان لجرائمهم أمام كافة العيون والمراقبين وعدسات التلفزة ...دون ادني حساب ...اعتمادا علي الحليف الأمريكي الداعم والمساند لهذا الكيان العنصري والذي صدعنا بادعاءات الديمقراطية وحقوق الانسان وحريه الشعوب ....خداع ممتد ..وأكاذيب وافتراءات وممارسات تعسفية علي مدار الزمن ...تؤكد بالملموس وبصورة قاطعة أن امريكا رأس الافعي والعدو الحقيقي للسلام والاستقرار ..وأنها مع الاحتلال واستمراريته وبطشه وعدوانه ....وأنها مستمرة في ادارة الصراع ...ولن تعمل علي حل الصراع ..هذه هي الحقيقة الساطعة التي نحاول القفزعنها.... وتغيبها لأسباب عديدة ...وليس أخرها جولة كيري .
أمريكا ...كما اسرائيل ...بحالة تطابق كامل ...وان اختلفت العبارات والمفردات ..فالمحصلة النهائية أن الكيان العنصري الاسرائيلي من خلال جنوده وقطعان مستوطنيه يضغطون علي الزنات لقتلنا... والامريكي يمول بالسلاح عدونا المحتل ...ويدفع لنا ما يمكن أن يساهم به..سياسة قذرة ....لا أخلاق فيها ...ولا عدل... فلا يعقل أن يكون الممؤل بالقتل وسيطا ...لا يعقل أن يكون القاتل وسيطا نزيها ....فالظلم الامريكي ...كما الاجرام الاسرائيلي ..وكل ما يجري من محاولات وتحركات لتجميل الصورة القبيحة تحت مسمي عودة الامور الي ما كانت عليه ....ليتحقق للارهابي نتنياهو المزيد من الفرص للملمه أركان حكومته اليمينية المتطرفة... قبل سقوطها في وحل أفعالها وارهابها .
يا سادة ..لا مقايضة علي الحقوق ..مقابل الباطل والاجرام الاحتلالي ...فالحقوق ثابتة ومؤكدة ومعروفة للقاصي والداني ....أن القدس لنا ...وأن الأقصي لنا ...والأرض لنا ....ما فوقها وما تحتها ...وليس لغيرنا حقوق في ارض أجدادنا وآبائنا ...ليس لغيرنا حقوق ....حتي وان امتلكوا قوة البطش والعدوان والاحتلال والذي حتما سيزول .
حكومة نتنياهو العنصرية الفاشية والتي اختارت الاحتلال ....عن السلام ..اختارت التصعيد عن الهدوء والتهدئة ..علي اعتبار أن الارهابي نتنياهو قد وجد نفسه من خلال المزيد من التصعيد والقتل ..وهذا ما يفعله ويعمل علي تأجيجه بزيادة وتيرة الصراع ...بمحاولة المس بشعائرنا وقدسية مقدساتنا ...وكل طريق أخر ...يمكن أن يسلكه نتنياهو... سيكون مصيره السقوط المدوي وتفكك أركان حكومته ..لأن نتنياهو يتصرف بأهواء شخصية... وباعتبارات خاصة لها علاقة بطبيعة ائتلافه ..بعيدا عن مصلحة المجتمع الذي بدأ يضيق ذرعا بحكمه وحكومته اليمينية..وهذا ما يبرز ما ستفرزه الأيام القادمة من احتمالات.... سيكون ثمنها المدفوع من رصيد نتنياهو اذا ما كان لديه رصيد .
حكومة نتنياهو العنصرية الفاشية بممارساتها لسياسة الاعدامات والتصعيد وسفك المزيد من دماء الابرياء ....وانتهاك المزيد من الحقوق ....حكموا علي أنفسهم... بالمزيد من الفشل السياسي والامني ...وما سيترتب عليه من نتائج وخسائر اقتصادية ...حتي تجد هذه الحكومة العنصرية أنها قد حكمت علي نفسها بالاعدام السياسي ...وحتي تدرك هذه الحكومة العنصرية وحليفتها أمريكا..... أن لا مقايضة.... بين الحق الفلسطيني ...والباطل الاسرائيلي ..وأن قادم الأيام سيحدد مصير ما خلصنا اليه .
الكاتب : وفيق زنداح