كيري.. وبضاعته الفاسدة

بقلم: رامز مصطفى

على عادته مع كل منعطف أو مأزق يواجه الإرهابي نتنياهو ، يعود الوزير جون كيري إلى المنطقة ، للبحث عن مخرج للحراجة التي يعاني منها ، بسبب إيغاله وجنوده ومستوطنيه عميقاً في الجسد الفلسطيني وفي دماء أبنائه ، هذا من جهة ومن جهة أخرى تلك الحقيقة التي وضعتها أمامه الانتفاضة ، ومفادها أن الشعب الفلسطيني وفي المقدمة منهم شبانه الذين يملؤن الساحات والميادين في مواجهة الغطرسة الصهيونية ، بأن لا عودة إلى الوراء ما دامت الحقوق الوطنية الفلسطينية تُداس ، ومقدساته تُدنس .

عاد وكيل الكيان الصهيوني كيري حاملاً معه بضاعته الفاسدة ، من أجل احتواء الانتفاضة وصولاً إلى إجهاضها وإخماد جذوة نضالها وكفاحها . هذه البضاعة التي لم تكن الأولى ، ولن تكون الأخيرة طالما أن الفلسطينيين بالمعنى الرسمي لا يزالون على رهاناتهم في وضع بيضهم في سلة الإدارة الأمريكية .

ما حمله كيري للفلسطينيين ، لا يمثل سوى عنوان في سلسلة طويلة من العناوين التي دفعت شعبنا للنزول إلى شوارع القدس والضفة والأراضي المحتلة عام 1948 وقطاع غزة . بل لا يمثل سوى الجزء اليسير اليسير مما تعانيه القدس والمسجد الأقصى على يد الاحتلال ومستوطنيه . وأن ما طرحه كيري هو تكريس لواقع حال يعمل عليه نتنياهو في تطويب التهويد والسيطرة على المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً . وإلاّ ما معنى قول نتنياهو أنه قد وافق على السماح للفلسطينيين الصلاة فيما أسماه ب" جبل الهيكل " بسلام ، وبدون تهديدات أو إستفزازات . والسماح لغير المسلمين بزيارة " جبل الهيكل " ، وهي القناع للاستباحة التي ينفذها المستوطنون يومياً لباحات المسجد الأقصى .

وهنا لابد من القول أن المشكلة لا تكمن بما يحمله كيري من أجل وأد الانتفاضة الفتية ، فهذه الإدارة الأمريكية هي ذاتها التي خبرها شعبنا في انحيازها المطلق للكيان ، وهي الشريكة في سفك دماء شعبنا على مدار عقود الاحتلال والاغتصاب . ولكن المشكلة ، بل والكارثة فيما لو قبل رئيس السلطة واشترى تلك البضاعة الفاسدة .

بقلم/ رامز مصطفى