نعم ..هي تعترف في نفسها بأنها تبادله ذات المشاعر الرقيقة.. بل أنه أصبح كل حياتها ..بأسلوبه المهذب ،ورقته ،ودماثته ، فهمت بغريزتها بأنها تحبه كما يحبها..ولكنها تعرف أيضا.. ما ينتظرها لو اعترفت له علانية بذات الحب .. فتصرخ في وجدانها صرخة.. يهتز لها أرجاء المكان قائلة ..لا ..لا..لا ..لأن هناك من يمنع ويصد ويضع الخوازيق.. والأشواك في طريق ذاك الحب لو أشيع الخبر ..هي لم تنسى أبدا.. أنها تعيش في مجتمع ٍ متخلف ٍ لايرفض الحب ،وحده ، ولكنه يحاربه بكل جبروت ،بل يقيمون عليها الحد ،وكأنها قد ارتكبت خطيئة كبرى ..فهم من عاداتهم وطقوسهم أن الأرملة التي توفي زوجها ،وترك لها أولادا ..يجب عليها أن ترضخ بإرادة مسلوبة لكل قراراتهم.. فمحرم ٍ عليها أن تحب ..أن تهنأ بحياتها ..فتعيش الحياة بحلوها ومرها.. ككل البشر وككل النساء ..محرمٌ عليها مجرد التفكير أو التحليق بخيالها في أن تتزوج من أي رجل ..إذا ..هي قمة الأنانية.. والبطش.. وقمة الطغيان ، والظلم .. هي أباطيل لم ينزل بها الله من سلطان ..لأن معنى ذلك هو أن كل امرأة مات زوجها وترك أولادا بعده..فعلى الزوجة أن تلحق به أي أن تدفن نفسها ،وهي على قيد الحياة.. لكن مع إيقاف التنفيذ ..!! فما الفرق إذا بين طقوس عائلتها المسلمة ،وبين ذاك الطقس الديني عند بعض الهندوسيين، حيث تقوم فيه المرأة المتوفى زوجها طوعًا أو كرهًا بحرق نفسها مع جثة زوجها المتوفي.. لكن الطقس الأخير .. أصبح نادرًا وغير قانوني منذ زمن ٍ طويل إلا أن الطقس الأول لم يزل قائما ..ورغم كل تلك الأجواء إلا أنها عازمة على أن يسكن حناياها ،كما سكنت هي من قبل على أمل الغاء الطقس العائلي الجائر ذات يوم ..!!
بقلم/ حامد أبو عمرة