نتابع في فلسطين.... كما حال العرب جميعا .... كافة المستجدات علي الساحة العربية والدولية لما لهذه المستجدات من انعكاسات علي القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الاولي والأجدر بالاهتمام ....وهذا يأتي في سياق القضايا العربية الداخلية ....ومدي صلابة وتماسك الساحات العربية...خاصة ونحن في فلسطين الأقرب والأكثر عمقا بعلاقاتنا مع مصر الشقيقة ....وما يجري علي أرضها ...وما يتحقق من انجازات نفخر بها ...وما يحدث من اخفاقات نأمل بمعالجتها .
في هذا السياق... استمعت الي كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالندوة التثقيفية بمناسبة ذكري انتصارات أكتوبر ...تأكدت من خلالها ان هناك أملا يتجدد ..وثقة تتولد ...بأننا أمام عهد جديد من الصراحة والمكاشفة ...والصدق والمصداقية.... لكل كلمة تخرج ...نشعر أنها من القلب وتخاطب العقل والوجدان .
كلمات مسئولة ...ومواقف واضحة لا لبس فيها... تعزز الآمال ..وتحاصر اليأس والالام ..كلمات تفتح لواقع جديد... وأفاق مستقبل منشود ...بعد أن مللنا الخطابات الرنانة ..والشعارات الكبيرة ...والوعود التي لا حصر لها ..مللنا من دغدغة العواطف ..وأمنا بجدية الكلمة ومصداقيتها ...خارج اطار الخداع والتجميل .
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبكل مصريته... وعروبته ومنطلقاته العروبية ..وحرصه علي وطنه وشعبه ...تحدث من القلب الي القلب بكلمات طيبة ...وبدماثة خلق كعادته ... دون أن يهاجم أحد ..وانفتاحه علي كافة القضايا والتحديات .
تحدث الرئيس السيسي مستلهما روح أكتوبر وانتصاراتها.... لمواجهة كافة التحديات التي تواجهها مصر في مرحلة تاريخية تعتبر الأشد خطورة.... في ظل ما يجري داخل المنطقة العربية .
حاول الرئيس السيسي أن يكون واضحا وشفافا ...وأن يربط الامن والاستقرار بالتنمية... مؤكدا أن الاستثمارات تزداد ..وأن المشاريع الاستراتيجية والمتوسطة والصغيرة يجري تنفيذها والعمل بها برغم احتياجها لرأس مال كبير .
تحدث الرئيس السيسي في العديد من القضايا ومن بينها بعض ما يصدر عن قلة من الاعلاميين الذين يحاولون استخدام لغة الاثارة والتشويق ....وافساح المجال للمزيد من الجدل خارج مضمون القضايا وحساسيتها ....وكيفية معالجتها .
الاعلام بكافة وسائله ومنابره عليه دورا ومهاما لزيادة الوعي المجتمعي... وكشف الحقائق ..وتعزيز الامال ....اعلام يعزز وحدة وتكاتف المجتمع ..ولا يسمح لأصحاب المصالح والمتربصين من طرح سمومهم ودسائسهم ....فالاعلام هو أحد السلطات الرئيسة للدولة ...ولن يكون الاعلام ذات رسالة وطنية هادفة اذا كان مفتتا ومحبطا .
جاء خطاب الرئيس السيسي هاما بتوقيته ... بعد ما يقرب من 17 شهرا كانت مليئه بالانجازات والتطور علي صعيد المشروعات والاستثمارات ...والأهم محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه ومحاصرته وتوجيه الضربات الاستباقية لأوكاره... وهذا ما أصبح ملموسا وواضحا علي الساحه المصرية ....كما كان هناك العديد من الانجازات في قطاع الكهرباء والغاز وشبكات الطرق والمدن الجديدة واستصلاح الأراضي ...أي أن هناك جهدا كبيرا يبذل من قبل الحكومة المصرية والرئيس السيسي الذي يختار الطريق الصعب وليس السهل كما قال .
الرئيس عبد الفتاح السيسي أراد أن يوصل الرسائل التالية :
أولا : أن مصر شعب ودولة ومؤسسات فوق كل اعتبار ..ولا مكانة للاعتبارات الشخصية
ثانيا : التحديات المتعددة سواء كانت أمنية اقتصادية اجتماعية يجري العمل علي ايجاد الحلول لها من خلال الخطط والدراسات الاستراتيجية ..وليس الحلول الجزئية والارتجالية .
ثالثا : الارهاب وقد تم تدمير الغالبية العظمي من خلاياه وبؤره ..وأن المعالجة الامنية قد حققت الكثير من النجاح ...لكن المطلوب أن تتم المعالجات بوسائل وطرق فكرية ثقافية واعلامية ودينية ..اضافة للمعالجة الامنيه .
رابعا : معالجة الازمات والتحديات يأتي في اطار العمل المخطط ...وبفعل الاداء المؤسساتي وبالتعامل مع كافة الفعاليات وفي اطار اعلام هادف ومستنير ...وليس اعلام توتيري وكتابات عرجاء لا تفيد في ايجاد الحلول ..ولكنها تزيد من حالات الاحباط .
خامسا : المحافظة علي الحالة المعنوية والدفع بها من خلال العمل والانجاز ...ومن خلال مصداقية الاعلام الهادف ...بعيدا عن التجميل والخداع وادخال الناس في مربعات الخيال والوهم سادسا : الاعلام الصادق والامين يساعد الدولة ويزيد من وعي الشعب ...ويسهل علي الناس صبرهم وتحملهم في ظل صدق التوجهات ..والفعل المستمر ..والنتائج المتحققة ...حتي ولو كانت بدرجات قليلة .
سابعا: الجميع يتحمل المسئولية ازاء مواجهة التحديات وليس من الانصاف والعدل تحميل المسئولية لجهة دون أخري
ثامنا : القيم والمبادئ والأخلاق يجب أن تحكم المواقف والاراء وحتي السياسات الداخلية والخارجية .
تاسعا : قالها الرئيس السيسي وباختصار شديد لا تختلفوا ....لا تختلفوا ..تحيا مصر .
الكاتب : وفيق زنداح