نتابع الصور الآتية إلينا من فلسطين بكل تسمياتها التي صنعها الإحتلال وباركها الغرب (الضفة والقطاع وأراضي الـ 48) فنجد ما يبعث في النفس ضوءً، وبعض الضياء وسط هذا الضبابية السوداء المسيطرة على المنطقة من محيطها إلى خليجها.
كم كنت أتمنى ان اكون إلى جانب ذلك المسن اسانده واشدد أزره، وكم رغبت في تقديم فروض الاحترام لذلك المسن الذي وقف أمام جنود الاحتلال الصهيوني يمنعهم من إطلاق النار على الشبان الفلسطينيين المتظاهرين بشتى الوسائل المتاحة لمنع وقوع كارثة تودي بشاب أو فتاة من أهلنا.
ظهر الرجل المسن وكأنه تأريخ فلسطين المجيد والمعاصر للنكبة الفلسطينية ، يجسّد ثورة 1936 وما قبلها وما بعدها من نكبات عصفت بشعبنا الفلسطيني .
وتحضرني من الذاكرة معركة الكرامة والمعارك التي قضى بها شهدائنا الابطال للعمل على تحرير الأرض بالدم والنفس وتقديم كل شيء فدائاً لفلسطين وتراب فلسطين .
لا أدري كيف ولماذا مرَّ هذا المشهد في الإعلام العربي مرور الكرام، لأنه ليس بمشهد تمثيلي انما مشهد يمثل معاني البطولة والكرامة التي يتحلى بها أبناء شعبنا الفلسطيني .
هذا الفلسطيني الطاعن في السن، هو من قام باشعال انتفاضة الطعن التي تغطي ارضنا فلسطين الآن في أسلوب جديد من أساليب المقاومة لم يعرف من قبل يسمى حرب السكين .
هذا التطوّر في مقاومة العدو الصهيوني المغتصب للأرض من الحجر إلى السكين، هو تطوّر إستراتيجي يجب التوقف عنده مليّاً كيف لهذه الانتفاضة أن تقلب الطاولة وتغير قواعد اللعبة التي صنعها العدو الصهيوني من حرق للأطفال وقتل النساء وهدم البيوت ناشراً في ذلك سياسة الرعب التي صنعها أبطالنا التي بثت الرعب لدى الجنود الإسرائليين وقطعان المستوطنين .
فالشعب الفلسطيني الذي وجد نفسه وحيداً و"لطالما كان وحيداً لا مغيث له سوى الله " في مجابهة محتل مدجج بأعتى أنواع الأسلحة التي ما دأب يفرغها في صدور شعبنا الفلسطيني عله يكسر إرادة هذا الشعب ، و قام بما هو أقوى منها، بصرف النظر العربي بالمعارك والحروب المتنوّعة على الأرض العربية التي قد تهدف إلى إبعاد النظر عن فلسطين وما يجري هناك من تنفيذ لمخططات تطال أهم مقدّساتنا وأسس عقيدتنا والقيام بتهجير أبناء شعبنا الفلسطيني في الشتات بركوب قوارب الموت للوصول إلى أوربا ونسيان الوطن الحنون فلسطين.
"وهذا محتمل.. ولكن لسنا نحن من ننسى فلسطين "
وكأني بالشعب الفلسطيني قد أدرك هذا كله فأعاد ابرة البوصلة إلى حيث يجب أن تؤشر وحيث يجب أن تكون في مقدمة قضايانا وهي فلسطين والقدس وكل فلسطين من النهر إلى البحر .
فلسطين هي قلب الأمة، هي المحور الأساسي الذي يدور حوله كل ما يجري في المنطقة وكل مايجري في المنطقة من هو من أفكار المصنع للإرهاب العالمي وهي اسرائيل وهي المستفيدة من هذا التشرذم العربي لتغطي على جرائمها بحق أرضنا وعرضنا .
بإشراف من خلق وأوجد وعد بلفور ومن قسم وخطط لسايكس بيكو ومن اعترف أول اعتراف علني بالكيان الصهيوني على أرض فلسطين.
الفلسطيني الذي استل سكينه اليوم، ليس للدفاع فقط عن تهويد القدس، قتل وحرق الأطفال ومنع الضرر وانتهاك الأقصى..
إنما هو يدافع عن الأمة المختبئة في مكان ما، والملتهية والتي تذكرنا باستحياء في إعلامها هذا ما جعل الفلسطيني المنتفض يحمل عبء الأمة بكاملها دون كلل أوملل وبكل عزيمة وإصرار .
وإذا كان الرصاص غائباً الآن.. وإن كان المدفع صدئاً ... وإن كانت بلادنا نائمةً.
فالسكين قد تؤدّي مهمة أكثر فعالية خصوصاً في إلقاء الرعب في القلوب وهزيمة المحتل وفرض سياسية الرعب والخوف في كل مكان من أرضنا التي دنسها أعداء الله قتلة الأنبياء وشذاذ الآفاق الذين يحتلون الأرض المقدّسة..
إنها سكينة مباركة .... اضرب فنحن معك
بقلم الأستاذ وسيم وني