شهر مضى على هبة الانتفاضة الشعبية في فلسطين المحتلة ، وحتى الآن لم تصل الفصائل إلى صيغة عمل من أجل تشكيل قيادة وطنية موحدة لقيادة الانتفاضة وصوغ رؤية موحدة حول الأهداف المطلوبة منها ، دونما الذهاب بعيداً إلى تحميلها أكثر مما تحتمل ، وبالتالي كيفية تثمير منجزات وتضحيات أبنائها ، وعدم تبديدها من خلال انتاج خطوات سياسية تؤدي إلى استئناف مفاوضات مع العدو الصهيوني ، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت .
مشهد الفصائل وتلكؤها يقابله ، ما يتم تداوله في وسائل الإعلام من أن رئيس السلطة يسير بخطوات توحي أن هناك جهود من شأنها أن تؤدي إلى إجهاض الانتفاضة التي بلغ عدد شهدائها حتى كتابة سطور هذه المقالة 65 شهيداً عدا عن الجرحى والمعتقلين . وجديد ما نُسب على لسان السيد محمود عباس رئيس السلطة ، خلال اجتماعه مع أعضاء من مركز المعلومات والتوثيق حول " إسرائيل "( CIDI ) ، وهو منظمة يهودية هولندية داعمة ل" إسرائيل " وتعمل على رصد حالات معاداة السامية ، حيث قال أنه " لا ينوي الإصرار على استيعاب ملايين اللاجئين الفلسطينيين داخل إسرائيل ، ولا نعتزم أن نلغي اتفاق أوسلو ، ما دامت إسرائيل تحترم التزاماتها " ، مضيفاً أنه " لم يُطالب بمقاطعة إسرائيل ، بل منتجات المستوطنات فقط " .
رسائل التطمين هذه في ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة من هبة لانتفاضة شعبية تتدحرج لتكون شاملة ، يقابلها سياسة إجرامية تعسفية قمعية من قبل سلطات الاحتلال ، مع استمرار عملية الاقتحامات لباحات المسجد الأقصى ، وإقرار خطط جديدة للاستيطان ، لا تعني غير شيء واحد وإن عن غير عمد رئيس السلطة ، وهو الإيجاز للكيان الصهيوني وأجهزته البوليسية القمعية أن تستمر في إيغالها عميقاً بالدماء الفلسطينية . وعلى المقلب الآخر ، بأن من يخوضون المواجهات من الشبان الفلسطينيين ، عليهم ألاّ يمنونون أنفسهم كثيراً ، فغضبتهم أو هبتهم أو انتفاضتهم لن تدوم طويلاً .
رامز مصطفى