هكذا نحن في بلاد العرب أوطاني نغرق على رأي المثل في شبر ميه ..! وبدلا من أن نستمتع بلحظات هطول الأمطار التي تشعرنا بالأمل ،والعطاء ،والتفاؤل ..إلا أننا ندعو الله أن تتوقف تلك الأمطار بأسرع حال ..أليس تلك مفارقة غريبة ..عندما تجف الأرض ، ،وتتشقق حبيباتها وتذبل الخضرة من نباتات وحشائش وأشجار فتميل بلونها إلى اللون الأصفر الشاحب ..حينها نهب جميعا لنصلي صلاة الاستسقاء ..حتى ينزل الغيث من السماء.. فتعود الروح للحياة تدب أغوارنا من جديد ..نحلم بزخات المطر التي تنعش أجواءنا الكئيبة ..فنكتب قصائد شعر رقيقة حروفها ..كالنسيم ..أو نسجل خاطرة جميلة في دفاتر قلوبنا ..عن أحلى لحظات العمر ..لكن اليوم وسط الأجواء الممطرة بكل عنف وبكل قسوة أصبحنا نخاف غزارة تساقط حباته ..نخاف ونرقب بحذر ٍشديد خطورة ازدحام تلك الحبات ،وتدافعها.. والتي باتت تنزل كالصخور فوق رؤوسنا ،فتهدد بيوتنا التي تأوينا ، وتهدد حياة أبناءنا ونساءنا وشيوخنا ..وبرأيي المتواضع جدا أن المسئول عن غرق بعض المحافظات في مصر كالإسكندرية أو البحيرة أوغيرها في بقية المحافظات الأخرى ..بل ومن المسئول عن حالات الغرق في بلداننا العربية ..بكل واقعية أقول .. ليس المسئول فقط محافظ تلك المنطقة أو غيرها ..ولا سياسة الدولة العليا ،و التي تسعى جاهدة .. لخلق حالة من التوتر ..والإزعاج ..والفوضى في نفوس الذين ءامنوا .. حتى تشغل بال وفكر البسطاء ، والبسطاء فقط أولئك الذين يغرقون في الوحل.. بعيدا عن تهديد مصالحها كما تتصور .. لذلك تتعمد تلك السياسات القبيحة لتحويل أولئك الفقراء من البشر أكرمكم الله إلى أبقار معصوبة العينين تدور حول سواقي خربة ..كما يدور الحمار حول الرحى.. .. فالاستقرار الكامل يعني الاهتمام ليس فقط بعمل بشبكة صرف للأمطار ، واستغلال تلك المياه بعد تجميعها في خزانات كبيرة لتروي الأرض والزرع ، ولكن الاستقرار الكامل هو تأمين حياة وأرواح الناس قبل كل شيء ..من خلال تأسيس بنية تحتية قوية للمياه، والكهرباء وأسلاك التليفون وغيرها ..وأخذ كافة الاحتياجات ، والاحتياطات الخاصة بالطوارئ من خلال الجاهزية التامة ، وتقدير الموقف لمثل تلك الأحوال الطارئة ..وكذلك السبب الرئيسي لنزول مثل تلك الابتلاءات.. هو البعد عن الله سبحانه وتعالى ، وعدم مخافته ،وبذلك نكون قد خالفنا قول الحق سبحانه وهو أصدق القائلين "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا "..والعلاج الوحيد برأيي لخروجنا من كل تلك الكوارث التي تحل بنا تتلخص عند الوقوف عند هذه الآية الكريمة من قول الله تعالى "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" لو استشعرنا وأحيينا ذاك الإيمان في قلوبنا لتغيرت أمورٌ كثيرة في حياتنا ،ولما تحولت البركة إلى كوارث أبدا ..أسأل الله سبحانه أن يعيدنا إلى ديننا وعزنا وفجرنا من جديد ..!!
بقلم /حامد أبو عمرة