مؤتمر الأمن القومي الإسرائيلي الخامس عشر الذي نظمه مركز هرتسيليا تناول في مستجدات الأوضاع العربية والاقليميه لكنه لم يؤخذ في توصياته مخاطر دخول روسيا على خط الصراع الذي تشهده سوريه ولم يتناول أبعاد التدخل الروسي ، ومع ذلك فان المؤتمر خلص إلى قائمة توصيات تهدف إلى تحسين قدرة إسرائيل على مواجهة المخاطر الناجمة عن التحولات التي طرأت على بيئتها الاقليميه ، وتضمنت التوصيات المخاطر ألاستراتجيه التي تواجه الكيان الإسرائيلي .
وقد تركزت النقاشات والأوراق البحثية برصد التطورات المتلاحقة في العالم العربي واستشراف تداعياتها على إسرائيل ، ولا سيما التطورات في كل من سوريا والعراق ، ورصدت الدراسات تأثير الحركات الاسلاميه على المشهد الإقليمي والثورات المضادة إلى جانب تعاظم دائرة فعل حركة ألمقاطعه الدولية لإسرائيل بنتيجة استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة وإمعانها في مشروعها الاستيطاني واستمرار عدوانيتها على الشعب الفلسطيني وخرقها للاتفاقات الدولية ورفضها لتطبيق قرارات الأمم المتحدة .
من خلال مداولات المؤتمر 2015 التي شارك فيه كبار قادة الكيان الصهيوني ، بدءا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومرورا بكبار وزرائه وقادة الجيش وانتهاء بكبار الباحثين في الشؤون الإستراتيجية، يمكن الإشارة إلى عدة تحولات إقليمية تم التعاطي معها على أنها "فرص" يتوجب استغلالها واستخراج الطاقة الكامنة فيها.
فقد أجمع المتحدثون في المؤتمر على أن عام 2015 شهد تواصل التحول الذي طرأ مع اندلاع ثورات الربيع العربي، والمتمثل في انهيار الدولة العربية القطرية وتفكك الجيوش التقليدية، وهو ما أفضى إلى تحسن مكانة إسرائيل في ميزان القوى الإستراتيجي بشكل جذري. فقد تراجع التهديد العسكري التقليدي العربي بسبب التفكك الفعلي للجيشين السوري والعراقي، وانكفاء الجيش المصري على ذاته واهتمامه بالشأن الداخلي.
وخلص هؤلاء إلى أنه لم يعد هناك خطر يتهدد إسرائيل من الجبهة الشرقية، علما بأنها ظلت مصر التهديد الرئيسي بالنسبة لإسرائيل منذ التوقيع على اتفاقية كامب ديفد عام 1979. وأكدوا أن هذا التطور مكّن إسرائيل من إعادة بناء جيشها بشكل يقلص من الاستثمار المادي التقني في مجال تطوير القدرات التقليدية التي كانت تصلح لمواجهة الجيوش التقليدية، مع كل ما يعنيه الأمر من تقليص النفقات الأمنية.
وحرص المتحدثون على الإشارة إلى أن انهيار الدولة القطرية أفضى إلى ولادة كيانات مريحة لإسرائيل، كما تجلى ذلك في تعزيز مكانة إقليم كردستان العراق واقترابه من إعلان الاستقلال، علما بأن هذا الكيان يحتفظ بعلاقات خاصة مع إسرائيل.
تم تحديد ثلاثة تطورات ضمنت تحسين البيئة الإقليمية والمكانة الإستراتيجية في نظر المتحدثين في المؤتمر، وهي: التقاء المصالح بين تل أبيب وعدد من الدول العربية بسبب الخوف المشترك من نتائج الاتفاق النووي مع طهران لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح إسرائيل وهذه الدول، إلى جانب غياب مصلحة لدى كل من حزب الله وحركة حماس في إشعال الجبهتين الشمالية الجنوبية
رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الجنرال عاموس جلعاد عني بإبراز العوائد الإستراتيجية التي حصلت عليها إسرائيل بفعل التغيرات في العالم العربي ".
جلعاد اعتبر أن ترسيخ الشراكة بين مصر وإسرائيل في الحرب على المقاومة الفلسطينية أهم التحولات التي شهدها العام المنصرم، حيث أشار إلى أن التغييرات في مصر لعبت دورا رئيسيا في تجفيف منابع هذه المقاومة عبر إغلاق الإنفاق ومنع تدفق السلاح إلى قطاع غزة. ولم يكن ثمة خلاف خلال المؤتمر على أن إسرائيل تستفيد بشكل كبير من الحرب التي يشنها النظام في مصر على جماعة الإخوان المسلمين والجهاديين في سيناء.
وقد حث بعض المتحدثين على استغلال نقاط التقاء المصالح بين إسرائيل والدول العربية في بناء تحالفات إقليمية تمكّن الكيان الصهيوني من تحقيق مصالحه بتوظيف أقل قدر من الإمكانات. وأكدوا أنه لا يوجد ميل لدى حزب الله لإشعال الجبهة الشمالية بفعل تورطه في القتال بسوريا وبسبب نجاح حرب 2006 في ردع الحزب، بينما أشارت المداولات إلى أن إعادة إعمار قطاع غزة تقع على رأس أولويات حركة حماس في المرحلة الحالية، مما يقلص من رغبة الحركة في إشعال الجبهة الجنوبية.
التغيرات الكاسرة للتوازن في سوريا بفعل الدخول الروسي على خط الصراع بالتدخل العسكري دفع قادة الكيان الإسرائيلي للتأكيد على أن إسقاط النظام في سوريا هو المفتاح لإضعاف المحور الراديكالي .
وفق الأبحاث والدراسات التحليلية والمؤتمرات التي تعقدها حكومة الكيان الإسرائيلي فان اسرائيل تخوض حربا نفسيه ضد ألامه العربية وان اسرائيل تستغل حالة الانقسام العربي والتشتت الفكري وغياب الوعي العربي لتقسيم وتفتيت المجتمعات العربيه وتمزيقها وفق ما يخدم اهدافها واجندتها لتثبيت وترسيخ وجودها على حساب الامه العربيه .
وفي هذا السياق فان الجنرال الاسرائيلي عاموس يادلين رئيس شعبة الاستخبارات العسكريه السابق ويراس مركز ابحاث الامن القومي الاسرائيلي ، وفي دراسه مستجده في مستجدات الصراع على سوريا بالتدخل العسكري الروسي ، حيث تضمنت الدراسه فرص تهديدات التدخل الروسي في سوريه على اسرائيل وسيناريوهات التدخل ونتائجه ومحاذيره .
وخلصت الدراسه لنتائج تفضي بالضرورة الاستراتجيه لاسقاط النظام السوري وبالتالي اضعاف حلفائه ، لكونهم يشكلون التهديد الاعظم على اسرائيل في الساحة السوريه بحسب مضمون الدراسه لعاموس يادلين .
وتابعت الدراسة إنّه يجب النظر إلى تهديد النظام في سوريا بشخص الرئيس السوري بشار الاسد دون الاقتصار على حجم التهديد المباشر الذي يُشكلّه على إسرائيل، بل إلى كون النظام يسمح لحزب الله ولإيران بالتعاظم في سوريّة، واقتلاع هذا النظام هو المفتاح لإضعاف المحور الراديكاليّ. كما شدّدّت الدراسة على أنّ التدّخل الروسيّ يضع إسرائيل أمام واقع يفرض عليها إعادة دراسة كيفية مواجهة التحديات، إضافة إلى دراسة الفرص الكامنة فيه. وأشار يدلين إلى أنّ إنقاذ الأسد ليس إلا ذريعة لهدفٍ استراتيجيّ أكبر، يقوم على أساس سعي روسي للتموضع كدولةٍ عظمى عالميّة، وأنّ موسكو معنية بالتحّول إلى لاعبٍ مفتاح وأساسيّ في الشرق الأوسط، انطلاقًا من فرضية الضعف المتواصل لأمريكا. وخلُصت الدراسة الإستراتيجيّة الإسرائيليّة إلى القول إنّ التدّخل الروسي خلق لإسرائيل فرصتين، الأولى، تعزيز الشراكة الإسرائيليّة مع الدول السُنيّة في المنطقة، وفي مُقدّمتها السعودية وتركيُا، بشراكةٍ وقيادةٍ أمريكيّة، ذلك لأنّ الغضب والإحباط لدى هذه الدول يُمكن أنْ يُظهّر إسرائيل كثروة إستراتيجيّة لديها. والفرصة الثانية، بحسب الدراسة، تقول إنّه في حال عدم نجاح الائتلاف الغربيّ ضدّ الرئيس الأسد و”داعش”، يتوجّب على الدولة العبريّة السعي إلى تنفيذ السيناريو القاضي بإيجاد سوريّة من دون الأسد، مع اتفاق شراكة مع روسيا. في كل الأحوال، على إسرائيل الانخراط في الجهود الفعالة لإسقاط نظام الأسد، لأنّ إسقاطه يدفع المكانة الإستراتيجية لإيران وحزب الله إلى الحضيض، وإلى مستوى متدنٍ جدًا، على حدّ تعبير يدلين.
في السياق عينه، قال وزير الأمن الإسرائيليّ، موشيه يعلون، إنّ إسرائيل لم تعد تتخذ موقفًا علنيًا بشأن الساحة السوريّة واحتمالات بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، لافتًا إلى أنّ الدولة العبريّة لن تتحدث عن مصالحها في هذا البلد، في ظل الأهداف المتناقضة للولايات المتحدة وروسيا، اللتين تتدخلان في الحرب الأهلية السوريّة. وتابع يعلون في كلمة ألقاها، في مؤتمر الكيبوتسات في مستوطنة “معاليه هاحاميشا” بالقرب من القدس: ردًا على سؤال ما هي سياستنا في سوريّة؟ أجيب بأننا لا نتدخل. لدينا رأي في ما يتعلق بما نودّ أن يحدث هناك. لكن لأسباب ذات حساسية، لسنا في موقف ولا في وضع يسمح بأن نقول إننا نؤيد الأسد أو إننا ضدّه. وحول المحادثات في فيينا التي جمعت الكثير من الدول الرئيسية ذات الصلة بالحرب في سوريّة، أشار يعلون إنّ الروس يؤيدون الأسد والأمريكيين ضدّه والأتراك ضدّه والسعوديين ضدّه والإيرانيين يؤيدونه، أما لجهة موقف إسرائيل فلسنا على هذا المستوى، فنحن نتعامل مع مصالحنا الخاصّة.
وقال إن إسرائيل لم تسّلح أي طرف في سوريّة، فنحن لا نُقدّم أسلحة، بل مساعدات إنسانيّة بشرطين، هما عدم السماح للجهاديين بالوصول إلى الحدود في الجولان، وعدم الإضرار بالدروز الذين يمثلون قضية حساسة بالنسبة إلينا. وهذه الاتفاقات المؤقتة ناجحة، وتقوم على أساس المصالح المشتركة بين إسرائيل والجماعات المسلحة في سوريّة. وأضاف أنّ المساعدات الإنسانية المقدمة إلى السوريين تتعلّق بتوفير احتياجات القرويين هناك من بطانيات وأدوية ووقود، وأيّ مساعدات إنسانية إضافية مطلوبة. وشدد على الخطوط الإسرائيلية الحمراء بالنسبة إلى الساحة السورية، لافتًا إلى أنّ إسرائيل ستُسدّد ضربة ولن تتسامح مع أي جهة تستخدم المدفعية ضد الإسرائيليين، أوْ تنقل أسلحة إلى تنظيم إرهابيّ، سواء أسلحة تقليدية أوْ غير تقليديّة.
إلى ذلك، حذّرت صحيفة “إسرائيل اليوم”، التي تُعدّ مقرّبة جداً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، من التدّخل الروسيّ المتزايد في سوريّة، الذي يُظهر تصميم موسكو على تحقيق أهدافها مهما كان الثمن، وفي مقدمة هذه الأهداف ضمان بقاء الرئيس السوري بشار الأسد. وبحسب الصحيفة، الروس يصرّون على هذه النتيجة، ولذلك يستخدمون القوة ومزيدًا من القوة، وهم يُوجّهون رسالة تأكيد بأنّهم ينوون الذهاب حتى النهاية من أجل الأسد حتى لو كان الثمن احتكاكًا ممكنًا في الجنوب السوريّ، مع الأردن ومع إسرائيل، على حدّ تعبير المصادر التي تحدثت للصحيفة العبريّة.
ورغم إقرار الصحيفة بأن هزيمة الروس في سوريا هي مسألة نظرية، لكن لا يمكن استبعادها. وقالت إن ذلك يشكّل مشكلة، لأنه في المقابل خسارة الروس لا تعني أن الأمريكيين سيكونون هم المنتصرين، بل الجهاديون الراديكاليون، تماماً كما حدث في أفغانستان بعد هزيمة الروس فيها.
وفي تعليق على لقاءات فيينا، أشارت الصحيفة إلى أن تأثير إسرائيل محدود في ما يتعلق بالحل السياسي الذي يمكن أن ينتج من مساعي القوى العظمى حول الأسد، «لكنّ اتفاقاً يثبّت استقرار سوريا بشار الأسد كدولة تحت تأثير إيران وحزب الله، وبمباركة من واشنطن، مسألة تُلزم إسرائيل بالقيام بالاستعداد المناسب» لمواجهة ذلك.
وفق الدراسات الاسرائيليه التي جميعها تؤكد أن لإسرائيل مصلحه في الأحداث والصراعات العربية ، وان الدراسات الاسرائيليه جميعها تؤكد أن لإسرائيل يد في تلك ألإحداث وفق المشاريع التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية وتثبيت وترسيخ امن إسرائيل على حساب الوجود والأمن العربي .
إسرائيل تهدف إلى أن تكون جزء من التحالفات الاقليميه في المنطقة وهي تسعى لترسيخ علاقاتها مع السعودية وتركيا وتعمل لمد جسور مع مصر ضمن أهداف إسرائيل لمحاربة قوى المقاومة ولضمان حرية ألملاحه في باب المندب والبحر الأحمر وهي في سبيل ذلك تدعم التحالف السعودي في حربها على اليمن وفي صراعها على سوريا وتعتبر إسرائيل نفسها جزء من هذه الصراعات التي تخدم أهدافها ألاستراتجيه وان إسرائيل قد استغلت الربيع العربي وفق ما يخدم تطلعاتها التوسعية ومشروعها الاستيطاني والتهويدي ضمن مسعى يقود الى تكريس يهودية ألدوله .
هناك مصلحه لإسرائيل في الصراع على سوريا ومصلحة إسرائيل في إسقاط النظام في سوريا وتفكيك منظومة الجيش العربي السوري وتقسيم سوريا بما يخدم تحقيق الأمن لإسرائيل على الجبهة الشمالية وان دخول روسيا في الصراع على سوريا اخل بموازين القوى الذي يميل لصالح ألدوله السورية وهو ما أثار حفيظة المسئولين الإسرائيليين وأثار غيضهم وان الدراسات التي ينهمك المسئولين الإسرائيليين بإعدادها هي ضمن رؤيا استراتجيه تحكم إسرائيل وفق ما يحقق أهداف إسرائيل في ظل غياب موقف عربي موحد ودراسات استراتجيه عربيه وخضوع النظام العربي في صراعه لخدمة أجندات وأهداف إسرائيل لتحقيق أمنها على حساب الأمن القومي العربي والحقوق الوطنية الفلسطينية والقضية الفلسطينية.
بقلم/ علي ابوحبله