نميمة البلد: اوقفوا عمليات الطعن

بقلم: جهاد حرب

عمليات الطعن التي جرت منذ بداية موجة المواجهة الحالية أنجزت مهمتها بإرعاب جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه، وأبرزت للقاصي والداني ضعف المجتمع الاسرائيلي  وعنصريته. أجزم أن عمليات الطعن هذه، على أهميتها، أنها استنفذت مهمتها. هذا الامر عبرت عنه بالكلمات نفسها يوم السبت الفائت عبر  شاشات التلفزة "تلفزيون فلسطين وتلفزيون القدس" عله يجد صدى لدى القيادة السياسية أو قادة الفصائل الفلسطينية، وإن كان على سبيل الاستثمار السياسي، لحماية الشباب الفلسطيني الذي يُعدموا على حواجز الاحتلال دون ذنب أو  ثمن.
أغلب الذين قاموا بهذه العمليات أو المحاولات أو الذين استشهدوا بحجة الطعن أعمارهم أقل من ثمانية عشر عاما أي هم غير قادرين على مواجهة جنودٍ مدربين متخندقين ومدججين بالسلاح. كما أصبحت عمليات الطعن هذه ذريعة لقتل شبابنا وصبايانا على حواجزه المنتشرة في طول البلاد وعرضها وخاصة في مدن القدس والخليل وجنين .  
دعوة القيادة السياسية وقادة الفصائل، على الرغم انهم غير منخرطين في قيادة هذا الحراك، في هذا الوقت لوقف عمليات الطعن هو بكل تأكيد لحماية اطفالنا وحرصا على حياة شبابنا وبناتنا التي تحتاجهم فلسطين لمستقبل أفضل. وهي أيضا ليست دعوة للتهدئة بقدر اعادة توجيه العمل وتطوير الأساليب ووسائل المقاومة الشعبية.
على الرغم من أهمية هذه الوسيلة إلا أن المقاومة الشعبية فيها طيف واسع من الاشكال والوسائل لمواجهة الاستعمار الاستيطاني الاسرائيلي يمكن ابداعها وتعلمها وتجربنها وفقا لمتطلبات كل مرحلة بل لكل منطقة أو قرية، ولمقارعة المستوطنين وجنود الاحتلال، ومقاومة جدار الفصل العنصري، وحماية المقدسات في القدس، وتعزيز صمود الفلاحين ومساندهم للذود عن مزروعاتهم، وزراعة الارض، وتعكير حياة المستوطنين، وتوسيع المقاطعة الاقتصادية، وتعزيز المنتج الوطني وتدعيمه.
بكل تأكيد فان استخدام أي شكل من اشكال المقاومة يخضع، أو  يجب ان يخضع، لتلبية ثلاثة معايير  أساسية هي: أولا: تقليل التكلفة على الفلسطينيين ما يمنح مشاركة جماهيرية أوسع في هذه الوسيلة. وثانيا: القدرة على الحاق الخسائر بالاحتلال. وثالثا: تعظيم التأييد الدولي وزيادة المتضامنين معه. هذه المعايير الثلاثة هي متزامنة وليست على حساب بعضها البعض.
القيادة ليست فقط من تتحكم بالشعب وطريقة عيشه بقرارات من عليّ "فوقية"، بل هي من يتلمس حاجات الناس، ويصنع من الامكانيات البسيطة أدوات قوة، وتتمتع بالبصر والبصيرة، وهي مَنْ يبادر ويتخذ القرار في الوقت المناسب للحفاظ على حياة المواطنين وضمان عدم انحراف المسيرة أو حرفها، وهي تستخلص العبر من التجارب السابقة قبل غيرها أي هي المبتدأ والخبر، وهي بكل تأكيد طليعية في المقدمة لا في المـؤخرة.
جهاد حرب