الحلم!!

بقلم: وفيق زنداح

يذهب كل منا لسرير نومه أملا برؤية حلم جميل ...وليس كابوسا مؤلما ...حلم تري فيه وتشاهد ما يسعد القلب ...وليس ما يكبت علي الانفاس... ويزيدنا خنقا واضطرابا ...في ظل واقع مؤلم ...لا يسرك ما تشاهده ..ولا يطربك بما تسمع ..كلمات مصفوفة بعيدا عن الاصطفاف ..ومواقف متتالية غير منسقة ..وتصريحات مكررة بشعارات ومفردات لا تحمل جديدا ...ولا تغير حالا ...برغم العلم أنها لا تساوي أثيرها ..كما أنها لا تسمع في ظل صم الاذان ...وليس لها من سوقا لكي تباع وتشتري .
وأمام ما يسئ لنا ..ولعلاقاتنا ..وما يهدد قضيتنا ..ويزيد من همومنا ومصاعب حياتنا ..وحزننا الشديد المتوغل بداخلنا ..وهروبا من واقع مؤلم ..وحتي لا نموت موتا سريريا ...ليس كرها بالحياة ...ولكن كراهية لتفاصيل حياتنا ...التي أصبحت لا تطاق وغير مفهومة بأهدافها ....حتي أنها لا تستوعب لكل ذي عقل وضمير ....مما يفرض الذهاب الي سرير النوم ..والحلم بما يريد كلا منا... وما يتمني ....فاذا لم تستطع أن تحلم بمفردك ...فلا مانع أن نحلم مجتمعين ....اذا كنا لا نستطيع أن نجتمع علي قلب رجل واحد في واقع الحال .
وأمام الحلم ....تخرج الاراضي الفلسطينية عن بكرة أبيها ...بكافة الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية.... والانتماءات السياسية ....رافعين اعلام فلسطين... ومرددين بهتافاتهم وشعاراتهم المؤيدة للوحدة الوطنية ...والوفاء للشهداء ....وعلي رأسهم رمز الشهداء ...وقائد المسيرة الوطنية والتحررية ..مفجر ثورة المستحيل.... القائد الشهيد ياسر عرفات بذكراه الحادي عشر ..حيث وقف الفتحاويون ....متوحدين ...ومصرين ...علي فتحاويتهم ....ووطنيتهم ...وخياراتهم الوطنية ...متمسكين بقسمهم وعهدهم ...عهد الثوار صانعي مجد الثورة ومفجريها ....الذين لن يتنازلوا عن هويتهم ....وقدسهم....وحريه أرضهم ...وشعبهم ...وقف الي جانبهم الجبهاويون بكل انتماءاتهم ومنطلقاتهم ومسيرتهم الكفاحية وقوافل شهدائهم ....كما يقف أخوة الجهاد الاسلامي بروحهم الوطنية الجهادية... وبحرصهم علي وحدة شعبهم ....ووفاءا لقادتهم وعلي راسهم الشهيد فتحي الشقاقي.... مؤكدين علي بوصلتهم ومسارهم الجهادي الوطني .... بما يحقق الحرية لشعبهم ....كما يقف الحمساويون رجال الشيخ الجليل الشهيد أحمد ياسين... بحرصهم علي الوحدة ...وقوة الفعل المشترك ...وتعزيز مقومات الصمود والوحدة.... بعيدا عن المصالح الانية ..ودعما للمصالح الوطنية ...يقف كافة قادة العمل الوطني والاسلامي ..وأياديهم متشابكة ..وقلوبهم مليئة بالمحبة والأخوة ....وفاءا لرمز الوفاء والصمود .... شهيد القدس والثورة ..الرئيس الشهيد ياسر عرفات .
هؤلاء القادة بكافة انتماءاتهم... ومنطلقاتهم الفكرية والايدلوجية ....يؤكدون لشعبهم أنهم الاوفياء للقادة العظماء ..ولقوافل الشهداء ....ويستمر الحشد الجماهيري ...ويلتقي الالاف عبر كافة الساحات ...حتي تتشكل الملايين.... الذين يملؤون الشوارع والميادين... وفاءا بذكري رمزنا وقائدنا الشهيد ياسر عرفات ...حشد جماهيري.... يطلق رسالة وطنية تاريخية ....بالغة الأهمية للعدو... والصديق ...وحتي الشقيق ....أما العدو فيجب أن يدرك أن شعب ثورة المستحيل...شعب انتفاضة القدس ...شعب الشهداء ....من المناضلين والمجاهدين مستمر بنضاله وكفاحه ....ولم يسلم بالأمر الواقع ...وسيسعي بكافة جهوده وطاقاته من أجل استمرار ديمومة ثورته ...حتي الوصول الي حرية شعبنا وأرضنا واقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس ....أما الأصدقاء فرسالتنا أن هذا المشهد المهيب ..مشهد الملايين ....الذين يخرجون بالشوارع والميادين والساحات ...وفاءا للذكري ....وتأكيدا للثوابت الوطنية التي استشهد من أجلها الشهيد ياسر عرفات ....والقول لكافة التأمريين الذين حاصروه بمكتبه بالمقاطعة ...والذين قطعوا الاتصالات عنه ...والذين حاولوا التهرب منه ..أن ياسر عرفات لم يمت ....بل انه ينظر الينا ...ينظر الي شعبه ....وهذه الملايين المصرة علي ثوابتها .... والمنتفضة في وجه هذا المحتل ...والمتطلعة الي قدسها وأقصاها .
بدأ المهرجان بآيات من الذكر الحكيم ...والوقوف دقيقة حداد علي أرواح الشهداء ...شهداء الثورة ...والانتفاضة ...شهدائنا الشباب الذين افتقدناهم بهبة القدس... وهم يرسمون ملامح مجد وطني ...كما ويرسمون بدمائهم ...عاصمة دولتهم قدس الاقداس ....التقت أرواح الشهداء ....مع شهداء انتفاضة القدس قائلين لهم أتينا اليكم ....بعد أن انتفضنا من أجل القدس والأقصي ومن أجل فلسطين ....انتفضنا كما كانت ثورتكم ...وعلي طريقها نسير ...وعلي دربها نستمر... بمسيرة الكفاح الوطني .
مشهد مفرح.... عندما تري قادة العمل الوطني والاسلامي يصطفون مع بعضهم البعض ..وتري في وجوههم وعيونهم ...ما يطمئن قلوبنا علي قضيتنا ..ويجعلنا نفخر بقوانا السياسية وقادتنا .
لقاء حميم... دافئ.... لقيادات العمل الوطني والاسلامي أمام الملايين من أبناء شعبنا الذين تجمعوا تاكيدا لوفائهم ومحبتهم لرمز نضالهم الشهيد ياسر عرفات ....وتأكيدا من هذا الجمع الكبير.... أن الاهداف التي استشهد من أجلها ياسر عرفات ...ستبقي هي ذات الأهداف التي يستشهد من أجلها كافة القادة من المناضلين والمجاهدين .....لقد فرحت الملايين المجتمعة بمهرجان الوفاء بذكري شهدينا الخالد ياسر عرفات.... فرحوا بهذا الوفاء المنقطع النظير ...كما فرحوا بهذه الوحدة وهذا التماسك وهذا الثبات ...فرحوا أن فصائلهم لا تخذلهم ...ولا تتراجع عن دورها ومسئولياتها ...بل تعمل بكل جد واجتهاد ....وحرص أكيد علي تعزيز الوحدة .
رسالة شعب فلسطين ...شعب الجبارين ..شعب ياسر عرفات وكافة قادتنا ...شعب شهداء انتفاضة القدس ....لا زالت تتجدد وتتجذر بقلوبنا وعقولنا ...وبذاكرتنا الوطنية... وفحواها أننا لا نكل.... ولا نمل... باستمرار نضالنا ...وباستمرار مطالبتنا بانهاء انقسامنا...وتعزيز وحدتنا ...وحتما فان الرسالة ستصل الي من يمتلك القرار ...وسيدو الصوت عاليا في ارجاء الوطن حيث يتواجد الفلسطيني المتطلع الي حريته وكرامته ودولته ...لنبدأ صفحة جديدة ....صفحة مجد وعزة وأنفة ....صفحة خالدة ..لشعب خالد... من أجل رمز خالد ...في قلوبنا وذاكرتنا وتاريخنا الوطني .
لن يكون بمقدور أحد منفردا التفرد أو الاستحواذ ...السيطرة أو التحكم ...فكل منا بحاجة الي الاخر... اذا كنا علي قناعة ثابته وراسخة ....أن الوطن للجميع ...فمن يهدف الي تحرير فلسطين وشعبها ....لابد وأن يتوحد مع نفسه ومع من حوله ....فالأوطان لا تتحرر بالانقسامات والمناكفات والتجاذبات ....بل كل تجارب التاريخ ...أكدت أن الاوطان تحررت بفعل قوة مؤحدة ...وارادة قوية ..أخلاق وطنية ...تحرص علي الوفاء للقادة والرموز ...حتي نعطي تقليدا ودرسا في موروثنا الثقافي والوطني ...وحتي نقدر من أطفالنا وشبابنا المنتفض ..ومن أمهاتنا وابائنا وأجدادنا ..حتي نحترم من أبناء عروبتنا ....وحتي نحترم من داخلنا ....استمر المهرجان ...والخطابات ..وقيل الكثير.... الذي يحتاج لالاف الصفحات ..حتي وجدت نفسي مستيقظا ...شعرت عندها أننا بحلم .

الكاتب : وفيق زنداح