تحية وفاء لقناة الميادين

بقلم: عباس الجمعة

استطاعت قناة الميادين، قناة الاعلام الصادق ، قناة فلسطين ، بما تعني فلسطين للعرب باعتبارها القضية المركزية أن تحقق معادلة الفعل ورد الفعل عند المشاهد العربي، من خلال عدة أمور أولها: أن الجميع يعلم أن قناة الميادين هي صوت فلسطين وهي قناة الرأي والرأي الاخر، حيث حققت المعادلة التي يصعب على أي إعلام أن يحققه،أي أن تكون هي قناة فلسطين باعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للامة العربية ، وأن تكون هي بحدِ ذاتها إعلام الرأي والرأي الاخر، ولطالما اعتبرت هذه القناة القدوة التي يجب ان يقتدي بها الإعلام العربي، والاعلام المحايد، تفاجأنا بقرار إدارة عربسات على حجب قناة الميادين بما تمثل من رؤية اعلامية شفافة وصادقة ، لذلك نرى بأن هذا التوجه يعتبر خطوة غير مبررة أخلاقيا أو مهنيا أو سياسيا وهو جريمة اعلامية تندرج في إطار سياسات ممنهجة خدمة للمشروع الامبريالي الصهيوني في المنطقة.
لذلك وامام هذا الوضع نرى ان على كل القوى الحية من احزاب وقوى سياسية عربية وقنوات ومؤسسات اعلامية ان تعلن بصراحة واضحة تضامنها مع قناة الميادين بأعتبار جرأة ومواقف هذه القناة بالنسبة للشعب الفلسطيني أقوى سلاح وأوفر وسيلة قتالية متاحة تستخدم بانتشار واسع في ساحات الصراع العالمية، باعتبارها تمثل سلاح الإعلام في الصراع العربي الصهيوني، فالعدو في الماضي نجح في استخدام أدواته الإعلامية المحلية والعالمية وسخرها لخدمة مخططاته ونواياه العدوانية على الشعب الفلسطيني، وتمادى به الحال لاستخدام نفس الوسيلة لتضليل الرأي العام العالمي وطرح وجهات النظر التي تخدم عدوانيته وتطمس دمويته، وفي الوقت ذاته تشوه صورة نضالنا الوطني والقومي كعرب وتشوه صورة المقاومة، ومن هنا كان لابد من ظهور قناة الميادين ليضع حدا لتطاولات وأكاذيب الاحتلال الصهيوني، وكان الشرف لـ "الميادين" أن افتتحت الباب أمام الشرفاء والغيورين على أمتهم لتتسع دائرة الإعلام العربي لكل اصحاب الرأي والرأي الاخر .
ومن هنا نرى اهمية الإعلام بمواجهة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني ، وخاصة ما قامت به قناة الميادين من نقل مباشر لاحداث الانتفاضة الشعبية لشباب وشابات فلسطين ، وفضح الجرائم الصهيونية التي ترتكب على مرآى ومسمع العالم ، فأن على ادراة عربسات التوقف عن قرارها في إسكات صوت الميادين ،التي تكشف الصورة المُشرّفة لانتفاضة الشعب الفلسطيني في ظل هذا الصمت المطبق والظلام الدامس لما يجري في فلسطين ، حيث أعادت قناة الميادين إحياء تراثنا وفكرنا وروحنا وهويتنا، أعادت لنا الأمل بقضية كادت تندثر، ودماء آلاف الشهداء الذين سقطوا على طريق فلسطين كادت تجف.
لقد أصبحت قناة الميادين هي وسيلةَ الاتصال الأكثر انتشارا، والأوسع مدى، والأكثر جذبا ، لجمعها بين الصَّوت والصورة، حيث نقلت المعلومات والأفكار من خلال المساهمة الفعلية في تكوين الحياة في أبعادها السياسية، والثَّقافيَّة، والاجتماعيَّة، والاقتصاديَّة، لِمَا لها من قُدرة على التَّأثير في الاتِّجاهات .
امام كل ذلك فألف تحية الى قناة الميادين، قناة الكلمة الحرة والصوت الهادر في زمن الخنوع والخضوع، تحية خاصة الى مراسلي قناة الميادين في فلسطين المحتلة، المقاومين بحق في الخطوط الأمامية، المجازفين لا بل المغامرين بحياتهم من أجل كل طفل وأم وشاب وشابة يتطلعون الى الحياة بعزة وكرامة، ونحن نضم صوتنا الى جانب قناة الميادين لانها نبض الشعب الفلسطيني وصوت فلسطين، ومهما كان حجم الضغوطات على قناة الميادين فستبقى تزهر في كل الميادين، كيف لا وأصلها ثابت مع الحق وفرعها في سماء شباب فلسطين الثائر المتطلع الى غد مشرق عله يأتي في القريب وتشرق عندها الميادين، فأقل الواجب على كل الوسائل الاعلامية وشعوبنا واحزابنا التقدمية والقومية ان تتضامن مع قناة الميادين التي كانت ولا تزال في قلب الحدث تحمل قضية فلسطين ولهذا نقدر عاليا طبيعة تغطية الأنشطة والفعاليات لقناة الميادين من خلال تقديم صورة جديدة للمشاهد والحفاظ على الوعي العربي والمحافظ على الهوية المقاومة والتراث العربي الأصيل ودورها وجرأة وشجاعة مراسليها على ارض فلسطين ، ونحن الى تظاهرة إعلامية ـ ثقافية لدعم قناة الميادين، بهدف توحيد الخطاب الإعلامي ، لهذا قدمت قناة الميادين بكل جدارة الصورة المشرقة للشعب الفلسطيني في نضاله
ختاما : ستبقى قناة الميادين صوت فلسطين بأسلوبها الذي يعتمد على دراسة الواقع والحقائق تفرض نفسها إنصافا ، وهذا يفترض استنهاض الطاقات الإعلامية والتركيز على نقل الوقائع والتفاصيل المتعلقة بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان صهيوني استيطاني استئصالي، وبما تتعرض له الشعوب العربية من هجمة امبريالية وصهيونية وارهاب العصابات الإرهابية ، وبالتالي يجب ان تبقى القنوات الفضائية الإعلامية تقدم صورة صحيحة وسليمة وتغطي الاحداث وتعطي الشعب الفلسكيني بما يستحقه بانتفاضته الباسلة.

بقلم / عباس الجمعة
كاتب سياسي