ﺩﻳﻐﻮﻝ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ !!!

بقلم: رامي الغف

ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍلحادية عشر ﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﻓﻘﻴﺪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ والاسلامية، ﻭﻣﺠﺎﻫﺪﻫﺎ ﻭﻋﺎﻟﻤﻬﺎ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻳﺎﺳﺮ ﻋﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ"ﺍﺑﺎ ﻋﻤﺎﺭ" ﺗﻌﺠﺰ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﺗﻨﺴﺞ ﻣﻦ اﻻﺣﺮﻑ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺗﺼﺎﻍ ﻓﻲ ﺟﻤﻞ، ﻭﺍﻟﺠﻤﻞ ﺗﺴﻄﺮ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﺗﺘﻮﺣﺪ ﻛﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﺘﺐ، ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﺗﻔﻬﺮﺱ ﻛﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺠﻠﺪﺍﺕ، ﻭﺍﻟﻤﺠﻠﺪﺍﺕ ﺗﺴﻄﺮ ﻭﺗﻨﻈﺮ ﻛﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻜﺘﺒﺎﺕ، ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﺗﺘﻮﺣﺪ ﻛﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﺑﺤﺮ ﻭﺍﻻﺑﺤﺮ ﺗﺘﻼﻗﻲ ﻛﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﻴﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﺗﺨﺮﺝ ﻟﻨﺎ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺭﺛﺎﺀ ﻋﻦ ﻋﺮﻓﺎﺗﻨﺎ
ﻭﻳﺎﺳﺮﻧﺎ ﻭﺭﻣﺰﻧﺎ ﻭﺭﺋﻴﺴﻨﺎ ﻭﻗﺎﺋﺪﻧﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﺍﻥ ﺗﻨﺠﺢ ﺍﻻﺣﺮﻑ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﻭﺍﻻﺑﺤﺮ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﻓﻲ ﺭﺛﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﻗﺪﺭﻩ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻣﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪﺭ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﻛﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ.

ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﻗﺎﺋﺪﻱ ﻭﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﻳﺎﺳﺮ ﻋﺮﻓﺎﺕ، ﻓﺎﻥ ﻓﺮﺍﻗﻚ ﻭﻓﺮﺍﻕ ﻛﻞ ﻗﺎﺩﺗﻨﺎ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻳﻌﺰ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﺍﻥ ﻓﺮﺍﻗﻜﻤﺎ ﺛﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭآﻩ ﻳﺎ ﺍﺑﺎ ﻋﻤﺎﺭ ﻟﻮ ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻢ ﺍﺑﻜﻴﺖ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻓﺮﺣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺟﻌﺖ ﺍﻟﻴﻨﺎ ﻣﻨﺘﺼﺮﺍ ﻣﺰﻫﻮﺍ ﺭﺍﻓﻌﺎ ﺭﺃﺳﻚ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻬﺪﻙ ﺍﺑﺪﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﻭﻃﻨﻚ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻓﻲ 1 ﺗﻤﻮﺯ 1994 ﻭﺍﻧﺖ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺑﻔﺼﺎﺋﻠﻬﺎ ﻭﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻭﻧﺴﺎﺋﻬﺎ ﻭﺷﻴﻮﺧﻬﺎ ﻭﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻻ ﺣﺎﺷﺪﺍ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻉ ﻏﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﺧﻠﻚ ﺇﻟﻰ ﻭﻃﻨﻚ ﻭﻭﻃﻦ ﺍﺟﺪﺍﺩﻙ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺗﺪﻭﻱ ﺩﻭﻳﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺩﺩ ‏(ﺍﺑﻮ ﻋﻤﺎﺭ ﺳﻴﺮ ﺳﻴﺮ ﻭﺍﺣﻨﺎ ﻭﺭﺍﺀ
ﻟﻠﺘﺤﺮﻳﺮ ‏) ﻭﺭﺃﻯ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻟﻚ ﻳﺎ ﻗﺎﺋﺪﻱ ﻭﺳﻴﺪﻱ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ ﻣﺪﻥ ﻭﺑﻠﺪﺍﺕ ﻭﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﻭﻗﺮﻯ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺭﺕّ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻚ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻮﻟﻚ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺰﺓ ﻓﻲ ﺑﺎﺣﺔ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ، ﻭﻛﻴﻒ ﻧﻨﺴﻰ ﺳﻴﺪﻱ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻙ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺍﻓﻘﻚ ﻭﺗﺴﺎﻧﺪﻙ ﻭﺗﺸﺪ ﻣﻦ ﻋﻀﺪﻙ ﻭﺃﺯﺭﻙ، ﻭﻭﺍﻧﺖ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺍﻟﺴﺪﻳﺪ ﺑﺮﺃﻳﻚ ﻭﺟﻬﺎﺩﻙ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻚ ﻟﻠﻤﺤﺘﻠﻴﻦ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ، ﻭﻛﻞ ﻋﺰﺍﺋﻨﺎ إﻧﺎ ﻧﺮﻯ ﺻﻮﺭﺗﻚ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻛﻞ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻩ ﻭﺷﺨﻮﺹ اﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻄﻼﺋﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ.

ﻭﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭﺑﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻭﺑﻬﻤﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﺇﻛﺘﺸﻔﻨﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﻗﺎﺋﺪﻱ ﻳﺎﺳﺮ ﻋﺮﻓﺎﺕ إﻧﻚ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﺃﻣﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺭﺳﺎﻻﺗﻚ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺳﻼﻡ ﻭﺷﻌﺎﺭﻙ ﻛﺎﻥ ﺷﻌﺎﺭ ﺟﻬﺎﺩ
ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺍﺻﺮﺍﺭ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﺮﻑ ﺿﻌﻒ ﻭﻻ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ، ﻛﻨﺖ ﺻﻌﺐ اﻟﻤﺮﺍﺱ، ﻭﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﻻﺻﻌﺐ، ﺻﻠﺐ ﻻ ﻳﻨﻜﺴﺮ، ﻣﺮﻥ ﻟﻢ ﺗﻠﻮﻩ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺤﻦِ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻌﺎﺗﻴﺎﺕ، ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻬﺎ ﺑﺼﺪﺭﻙ ﻓﻜﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺗﻠﻘﻰ اﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﻋﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀﻙ ﻭﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻙ ﻭﻋﻦ ﻛﻞ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺻﺨﺮﺓ ﺗﻜﺴﺮﺕ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎﻙ ﺿﺪ ﻣﺼﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﺔ ﻭﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ، ﻣﺜﻞ ﻣﺼﺪﺍً ﻭﺣﺎﺟﺰﺍً ﻭﺟﺪﺍﺭﺍً ﻭﺣﺼﻨﺎً ﻣﻨﻴﻌﺎً ﺃﻣﺎﻡ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻀﺮ ﻭﻃﻨﻚ ﻭﺷﻌﺒﻚ ﻭﻗﻀﻴﺘﻚ ﻭﻣﻘﺪﺳﺎﺗﻚ.

ﻟﻘﺪ ﺃﺭﺧﻴﺖ ﺑﺒﺰﺗﻚ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻇﻠﻠﺖ ﺑﻜﻮﻓﻴﺘﻚ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، فتحديت ﺍﻋﺪﺍﺀﻙ ﻭﻧﺼﺤﺖ ﻣﻨﺎﻭﺋﻴﻚ، ﻭﺗﻮﺍﺿﻌﺖ ﻟﻤﺤﺒﻴﻚ، ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖِ ﺷﻲﺀ ﺍﻻ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﻭﻃﻨﻚ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺷﻌﺒﻬﺎ، ﻓﺒﻔﻘﺪﻙ ﻓﻘﺪﺕ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ اﻟﻤﻘﺎﺗﻞ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﺤﺎﻣﻲ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺳﻲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻭﺍﻧﺎﺻﺢ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺼﻠﺐ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺨﻔﺎﻳﺎ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﻤﺪﺑﺮ ﺑﻔﻘﺪﻙ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﻗﺎﺋﺪﻱ ﻳﺎﺳﺮ ﻋﺮﻓﺎﺕ ﻓﻘﺪﻧﺎ ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﻗﺪﻭﺓ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻌﻄﻮﻑ ﻭﺧﺴﺮﻧﺎ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻲ ﺑﻼ ﺣﺴﺎﺏ، ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﻧﻢ ﻓﺎﻟﺸﺨﺼﻨﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻨﻚ ﻷﻥ ﻧﻜﺮﺍﻥ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻧﻬﺠﻚ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﻲ ﻋﻦ اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻷﺳﻤﻰ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﻣﺴﺎﺭﻙ، ﺭﺣﻠﺖ وﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﺻﻴﺘﻚ ﻭﻟﻢ ﺍﻟﺸﻤﻞ ﻏﺎﻳﺘﻚ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻟﻸﺧﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻄﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺤﺰﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﺠﺎﻭﺯ، أﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻃﻨﻚ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ في مصاف الدول، ﻟﻢ ﺗﻌﺠﺰﻙ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻭﻟﻢ ﺗﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪ ﺻﻮﺭﺗﻚ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻚ ﺻﻮﺗﻚ ﺍﻟﺸﺠﻲ ﺍﻟﻤﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﺤﺰﻥ، ﻟﻢ ﻳﻮﻗﻔﻚ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻧﺖ ﺗﺼﺎﺭﻋﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺒﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺔ، ﻛﻨﺖ ﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻦ، ﺗﻮﻛﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﺼﺮﺕ
ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﺗﺤﻤﻠﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﻜﺴﺒﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻛﺴﺒﺖ ﺣﺐ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻜﻴﻚ ﻟﺤﺘﻰ ﺍﻻﻥ، ﻭﺍﺧﺬﺕ ﺍﺟﻤﻞ ﺻﻔﺔ ﻭﺍﻏﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺍﻧﺴﺎﻥ، ﻓﺼﺮﺕ ﺣﺒﻴﺐ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﻋﺸﻴﻘﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﻛﺴﺐ ﺣﺐ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻧﺎﻝ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ.

ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﻗﺎﺋﺪﻱ ﻳﺎﺳﺮ ﻋﺮﻓﺎﺕ ﻭﺍﻧﺖ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺩﻭﻝ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺷﻌﺒﻚ ﻭﺍﻫﻠﻚ ﻟﻢ ﺗﻤﻞ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻞ ﻭﻛﻨﺖ ﻧﺪﺍ ﻗﻮﻳﺎ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ﻭﻟﻦ ﺗﺤﻴﺪ ﺷﻌﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻨﻴﻞ ﺣﻘﻮﻕ ﺷﻌﺒﻚ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ، فلم ﻳﻘﻌﺪﻙ ﺍلكبر ﻋﻦ ﻣﺰﺍﻭﻟﺔ ﺍﻋﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ﻭﻛﻨﺖ ﻣﺘﺎﺑﻌﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎ ﻟﻜﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﻬﻢ ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺣﺮﻛﺔ ﻓﺘﺢ ﺧﺎﺻﺔ.

اﺳﺘﻄﻌﺖ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻻﻻﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﻌﻴﺪ ﺣﻘﻮﻕ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﻠﻮﺑﺔ ﺍﺯﻣﺎﻥ ﻭﺍﺯﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻭﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ، فمهما ﻛﺘﺒﻨﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﻗﺎﺋﺪﻱ ﺍﺑﻮ ﻋﻤﺎﺭ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻋﻨﻚ ﻧﺒﻘﻰ ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻟﻚ ﻭﻟﺠﻬﺎﺩﻙ ﻭﻛﻔﺎﺣﻚ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺪﻯ ﺍﺧﻼﺻﻚ ﻭﺣﺒﻚ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻮﻃﻨﻚ.

ﻛﻨﺖ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺒﺎﻫﻮﻥ ﺑﺎﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻭﺍﻧﺖ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻟﻢ ﺗﻤﺪﺡ ﻧﻔﺴﻚ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﺍﺑﺪﺍ، ﺑﻞ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻣﻨﻚ ﻛﻼﻣﺎ ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻻﻣﺎ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ
ﺻﺪﺭﻙ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺷﻌﺒﻚ ﻭﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻙ ﻭﻗﻀﻴﺘﻚ . ﻓﻠﻢ ﺗﻨﻜﺴﺮ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ
ﻭﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺎﻭﻡ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﺃﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻲ ﻭﺑﻌﺾ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.

ﺳﻴﺪﻱ ﻭﻗﺎﺋﺪﻱ ﻳﺎﺳﺮ ﻋﺮﻓﺎﺕ ﻓﺎﻧﺖ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺎﻣﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻨﻜﺴﺮ ﺍﻣﺎﻡ ﻛﻞ
ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﺑﺸﻌﺒﻚ ﻛﻨﺖ ﻣﺠﺎﻫﺪﺍ ﻻﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﻠﻞ ﻭﻻ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﺗﺤﺪﻳﺖ
ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻭﻛﺴّﺮﺕ ﺍﻧﻮﻓﻬﻢ ﺑﻘﺪﻣﻴﻚ، ﻓﻜﻨﺖ ﺭﺟﻼ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﻻ
ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺗﺠﺎﻫﺪ ﻭﺗﻜﺎﻓﺢ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺷﻌﺒﻚ ﻭﺭﺳﺎﻟﺘﻚ، ﺍﻓﻨﻴﺖ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺑﺮﺍ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ ﺍﺧﻮﺍﻧﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﺘﺢ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ.

ﺳﻴﺪﻱ ﻭﻗﺎﺋﺪﻱ ﻳﺎﺳﺮ ﻋﺮﻓﺎﺕ، ﻭﺳﻴﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺑﺄﺣﺮﻑ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ، ﻓﻨﻢ ﻗﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻓﺎﻻﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺩﻋﺘﻬﺎ ﻗﺪ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﺭﺟﺎﻝ ُ ﻻ ﺗﺄﺧﺬﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮﻣﺔ ﻻﺋﻢ، ﻧﻢ ﻗﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻓﻨﺤﻦ ﺃﺑﻨﺎﺅﻙ ﻭﺃﺧﻮﺗﻚ ﻭﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻙ ﺳﺎﻫﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻠﻤﻚ ﻓﻲ ﻭﻃﻦ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻻﻣﻦ ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻩ ﻭﺍﻹﺯﺩﻫﺎﺭ ﻭﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ، ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻟﻘﺪ ﻋﺠَّﻠﺖ ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ ﻷﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺃﺣﺒﺎﺑﻚ ﻭﺭﻓﺎﻕ ﺩﺭﺑﻚ" ﺧﻠﻴﻞ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ وصلاح خلف ﻭﺍﺣﻤﺪ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﻭﻓﺘﺤﻲ ﺍﻟﺸﻘﺎﻗﻲ ﻭﺍﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻭﺣﻴﺪﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻲ ﻭﻋﻤﺮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻭﻋﻄﺎﻳﺎ ﺍﺑﻮ ﺳﻤﻬﺪﺍﻧﺔ ﻭﺍﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭﻓﻴﺼﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﻭﺳﻤﻴﺮ ﻏﻮﺷﺔ وسليمان النجاب" ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺣﺒﺒﺘﻬﻢ ﻭﺃﺣﺒﻮﻙ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﺭﺣﻠﺖ ﻋﻦ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻙ، ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻭﺇﻥ ﻋﺰَّ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﺮﺍﻗﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺧﺘﺎﺭ ﻟﻚ ﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻴﻢ ﺑﻬﺎ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺍﻷﻃﻬﺎﺭ، ﻓﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﺪﺕ ﻭﻳﻮﻡ ﻧﻬﻠﺖ ﻣﻦ ﻧﻤﻴﺮ ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﺴﺎﻡ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﻭﺍﺣﻤﺪ ﺍﻟﺸﻘﻴﺮﻱ والحاج امين الحسيني، ﺭﺣﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻮﻡ ﻋﺸﺖ ﻣﻨﺎﺿﻼ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺎ ً ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻭﻃﻨﻚ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺸﻘﺘﻪ ﻭﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﻮﻡ ﻭﻃﺌﺖ ﻗﺪﻣﺎﻙ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻳﻮﻡ ﺭﺣﻠﺖ ﺍﻟﻰ ﺧﺎﻟﻘﻚ ﻭﻳﻮﻡ ﺗﺒﻌﺚ ﺣﻴﺎ، ﻓﺮﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﻜﻨﻚ ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﻧﻪ.

ﺑﻘﻠﻢ / ﺭﺍﻣﻲ ﺍﻟﻐﻒ*

*اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ