إدانة الرئيس الأمريكي اوباما فيما سماه العنف الفلسطيني تجاه المحتل الإسرائيلي هو قمة النفاق الأمريكي الذي يعبر عن حقيقة الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل . وهو الموقف الأمريكي الذي يكيل الكيل بمكيالين في مسار القضية الفلسطينية والقضايا العربية .
إدانة الرئيس الأمريكي للشعب الفلسطيني في مقاومته المشروعة للاحتلال الإسرائيلي وتجاهل الرئيس الأمريكي لجرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني دليل على الانخراط الأمريكي في المشروع التصفوي للقضية الفلسطينية وتحلل إدارة الرئيس الأمريكي اوباما من تعهداته لإقامة ألدوله الفلسطينية الذي تعهد الرئيس الأمريكي تحقيقها في فترة ولايته الأولى وتضمنه خطابه في جامعة اسطنبول الموجه للعالم الإسلامي وخطابه الموجه للعالم العربي في جامعة القاهرة .
وها هو الرئيس الأمريكي يتحلل من كافة العهود التي قطعها على نفسه بشان مسيرة السلام وتحقيق رؤيا الدولتين ويستسلم أمام نتنياهو ليدعم أعمال القتل للأطفال الفلسطينيين والمشروع الاستيطاني وتهويد القدس ويتعهد اوباما لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو بضمان امن إسرائيل وتفوقها .
اشتراطات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء دويلة فلسطينيه منزوعة السلاح في ظل الاستيطان والتهويد والاعتراف بيهودية ألدوله هو تهرب إسرائيلي من استحقاقات العملية السلمية ومن مرجعية السلام المستندة لقرارات الأمم المتحدة وقراري مجلس الأمن رقم 242 و338 .
بحسب ما أفادت به مصادر الإعلام العبري أن سقف المطالب الاسرائيليه فاق التوقعات حيث نقل عن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي طلبه من الرئيس الأمريكي اوباما أن ألدوله العبرية شريكة في المفاوضات على مستقبل سوريه بهدف الحفاظ على أمنها القومي بحسب ما يتردد ،
كما أن نتنياهو طالب بضرورة التنسيق الأمريكي الإسرائيلي لمراقبة تطبيق الاتفاق النووي بين إيران والدول الست علما أن إسرائيل أبدت معارضتها لهذا الاتفاق في حينه وان نتنياهو شن حمله ضد إدارة الرئيس الأمريكي اوباما وألقى خطابا في الكونغرس الأمريكي في محاولة من نتنياهو لإفشال تمرير الاتفاق النووي في الكونغرس ومجلس النواب .
واللافت أن الدعم الأمني والسياسي والاستراتيجي الأمريكي لإسرائيل يجري بوتيرة متصاعدة وكأنه لا خلاف بينهما .
لم يقدم اوباما جديدا عندما اعلن عن التزام الاداره الامريكيه بامن اسرائيل كاولويه للولايات المتحده الامريكيه وان ما يهم اسرائيل بالدرجة الاولى هو في كيفية المحافظة على نوعية التفوق التكنولوجي في المنطقه وذلك بحسب تعبير نتنياهو للتمكن من دفاع اسرائيل عن نفسها . وقد اشار اوباما توافقه مع تطلعات نتنياهو حين اشار ان الوضع الامني في الشرق الاوسط يتدهور وان امن اسرائيل على سلم اولوياتي مضيفا ما يهمنا ضمان ان اسرائيل تستطيع الدفاع عن نفسها ،
وذكَّر اوباما بالخلاف بينه وبين نتنياهو حول الاتفاق النووي مع إيران، لكن لا يوجد بيننا عدم اتفاق على ضرورة منع إيران من صناعة أسلحة نووية. أما عن الهبّة الشعبية الفلسطينية، فرأى أوباما أنّ لإسرائيل الحقّ وواجب الدفاع عن نفسها من الإرهاب الفلسطيني، لافتًا إلى أنّه يرغب بالتحدّث مع نتنياهو كيف يمكن العودة إلى مسار عملية السلام؟
نتنياهو كان قد أوضح للجنة الخارجية والأمن، التابعة للكنيست، أنّ هدفه من الزيارة لواشنطن والاجتماع بالرئيس الأمريكي اوباما التوصل إلى تفاهمات مع الاداره الامريكيه لزيادة المساعدة الأمنية الأمريكيّة لاسرائيل من 3,1 مليارات دولار في السنة إلى ما يزيد على أربعة مليارات دولار، مُضيفًا أنّه لا يعلم هل سينجح في الحصول على موافقة أمريكيّة أو لا.
مراسل الشؤون السياسيّة في صحيفة (هآرتس)، باراك راغفيد، الذي يُرافق نتنياهو في زيارته إلى واشنطن، تناول رزمة التعويضات التي طلبها نتنياهو من أوباما، وأوضح أنّ لإدارة الأمريكيّة الحاليّة منطلقات عديدة، مثل الدين الأخلاقيّ لإسرائيل، الرغبة في المحافظة على الحلف الإستراتيجيّ بين واشنطن وتل أبيب وخشية الديمقراطيين من خسارة أصوات اليهود ودعمهم الماليّ لحملتهم الانتخابيّة في الانتخابات الرئاسيّة بعد سنةٍ بالضبط، هذه العوامل وأخرى، أضاف رافيد، تؤكّد عمق التعهّد الأمريكيّ بزيادة أموال المعونات الأمريكيّة لإسرائيل التي تصل اليوم إلى 3.1 مليار دولار في السنة.
وشدّدّ الصحافيّ رافيد، نقلاً عن مصادر رفيعة المستوى في حاشية نتنياهو، شدّدّ على أنّ الرئيس أوباما ومنذ استلامه منصبه يُشدّد على التفريق بين المعونات العسكريّة الكبيرة لإسرائيل وبين الخلافات السياسيّة بينهما. علاوة على ذلك، قال رافيد إنّ أوباما أبدى استعداده عند بداية الاجتماع مع نتنياهو للتنازل عن “معاقبة” رئيس الوزراء الإسرائيليّ الذي حاول المسّ به في عقر داره في السنتين الماضيتين، وتحديدًا خطابه في الكونغرس الأمريكيّ في شهر آذار (مارس) الماضي، ضدّ الاتفاق النوويّ مع إيران، دون أنْ يحصل على ضوءٍ أخضرٍ للزيارة، كما هو متبّع في البروتوكول، بكلمات أخرى ابتلع أوباما الإهانة التي تلقّاها من نتنياهو في بيته، وقرّرّ تفضيل الإستراتيجيّة على الخلافات الشخصيّة.
لقد تمكن نتنياهو وبنجاح من ابعاد الضغوطات الامريكيه عن حكومته ونجح في تجميد عملية السلام واطلاق يد حكومة اسرائيل في استعمال القوه المفرطه بحق الفلسطينيين لمواجهة الهبة الجماهيريه الفلسطينيه وان الاداره الامريكيه لم يعد بمقدورها لتلعب دور الوسيط في مفاوضات السلام وهي طرف وحليف استراتيجي مع اسرائيل وهذا يتطلب موقف فلسطيني يقلب الاوراق ويحرج ادارة الرئيس الامريكي اوباما وهو اعادة النظر بمجمل الاتفاقات التي تربط الفلسطينيين باسرائيل ضمن عملية خلط الاوراق ردا على الموقف الامريكي المتخاذل وتنصل الاداره الامريكيه عن تعهداتها
المحامي علي ابوحبله