أهو المستوطن الذي جاء من بلاد الغرب وافريقيا وأمريكا ليحتل أرضاً ليست بأرضه وليبني هيكله المزعوم أم صاحب الأرض الذي اغتصبت أرضه وهجر وشرد ودمر وحوصر وقُتل شعبه ؟؟؟
أمام هذه الصورة المعتمة التي يعيشها عالمنا العربي تقف “إسرائيل الدولة المصدرة للإرهاب بالعالم ” بعيدة نسبيًا عن المشهد ولكن هي العقل المدبر لهذا الدمار مستفيدة من الضخ الإعلامي الذي تستقطبه الحالات الإنسانية والمعارك التي أورثتنا اياها بالمنطقة ، هنا يصبح الاحتلال الاسرائيلي مستفيدًا من تحريف البوصله ومما يحدث فيعيث فسادًا ودماراً وقتلاً وتشريدا ً في مدينة القدس يحاصر المسجد الأقصى ويختار من يدخل إليه من أصحاب الأرض الأصليين وأصحاب الحق ويحمي مقتحميه من قطعان المستوطنين والجيش النازي ويطلق التصريحات الكاذبة التي يحاول اقناع المجتمع الدولي بها حول “معبده” المكذوب وعودته “القريبة”، وأذرعه الشيطانية تمتد لتهدم وتصادر وتطرد في سياق مخيف من التغيير القسري في مدينة " السلام التي لم ترى يوماً سلام " ، هنا صرخات وإستغاثات ابناء شعبنا الفلسطيني لم تلقى أذاناً صاغية من المجتمع الدولي والعربي وإن ذكرتنا تذكرنا بإستحياء في إعلامها كأن قضية فلسطين لم تعد من أولويات أمتنا العربية والإسلامية .
ولم تقف الأمور عند هذا الحد بل أخذت تأخذ منحى تصاعدي و أصبحت “إسرائيل” تقدم نفسها على أنها الواحة الديموقراطية الوحيدة في المنطقة، والدولة التي تتمتع بالحرية والأمان ودولة معادية للإرهاب تعمل على الحد من خطره مع العلم أنه مامن إرهاب في العالم العربي والإسلامي إلا من صنيعة الإحتلال الإسرائيلي المصدر للإرهاب .
وكلنا نعلم عن كيفية استخدام هذه الفزاعة من خلال الترويج لنتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في حملته الانتخابية الأخيرة ومشهد “الإرهابيين” الذين سيتوجهون للقدس إن لم يتم التصويت له كونه هو حامي الحمى وليس من إرتكب العديد من المجازر بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وحتى العربي في جنوب لبنان في عدة مجازر يشهد تاريخه الإجرامي لها، و رغم هذا الحشد حول الإرهاب وأن اسرائيل هي الدولة الأولى في محاربة الإرهاب ولنجد الناطق باسم جيش الاحتلال “أفيخاي أدرعي” ينمق مصطلحاته في مشهد تمثيلي يصور أنهم الضحية جراء هذا الإرهاب وليروج من خلاله أن الإرهابيين الذين يتمثلون بالمقاومة في غزة أو القدس أو في باقي المدن الفلسطينية وخارج الحدود حتى من حركات مقاومة وتحرر فلسطينية كانت أم عربية .
"ولكن بالطبع ليست“إسرائيل”.. " على حد زعمهم فهي الضحية نتيجة هذا الإرهاب المسمى مقاومة .
جريمة حرق منزل العائلة الفلسطينية دوابشة في مدينة نابلس يوم الجمعة الحادي والثلاثين من يوليو، واستشهاد الطفل “علي دوابشة” الذي لم يبلغ من العمر بعد منتصف عامه الثاني بحقد واجرام نيران أشعلتها قطعان النازيين الجدد من المستوطنين اوإصابة باقي أفراد الأسرة بحروق خطيرة، ومن ثم استشهاد والده متأثرًا بجراحه فالأم فباقي الأسرة ، هي صورة من الإرهاب السرطاني المزروع في وقلب وطننا العربي في هذا الكيان وممارساته بحق شعبنا وأهلنا الفلسطينين .
و هي ليست ردات فعل بل أسلوب إرهابي ممنهج تمارسه دولة راعية للإرهاب ومصدرة له منذ احتلال فلسطين إلى وقتنا هذا ..
جريمة حرق الطفل الرضيع وما تبقى من عائلته التي ترقد في المستشفى بين الموت والحياة ولم يبقى من تلك الأسرة سوى فرد واحد ينتظر مصيره كما عائلته ، مما دفع الاحتلال الإرهابي قاتل الأطفال للخروج بتصريحات لقادته أشبه بالسمرحية الهزلية التي لا يستطيع إنسان عاقل تصورها فكيف للقاتل أن يشجب جريمته وما ارتكبت يداه، وفي مقدمة هذه التصريحات التي أوردتها وسائل الإعلام استنكار رئيس الحكومة الإسرائيلة لهذا العمل بل ووصفه إياه بأنها “عملية إرهابية”، وتصريحات بعض الوزراء المتطرفين مثل “نفتالي بنت” وزير التربية والتعليم ورئيس حزب البيت اليهودي اليميني حيث وصف الجريمة بأنها عملية “قتل إرهابية” مطالبًا الأجهزة الأمنية بمعاقبة الفاعلين الذين دخلو وحرقو وقتلو برعايه هذا الجيش المجرم.
تبرز أمامنا مشكلة من نوع أخر ، هل أصبحت المنظومة التي مارست كل أنواع التنكيل والقتل والحرق والهدم والتهجير من سنة 1917 من وعد بلفور إلى تهجير شعبنا عام 1948 وعام 1967 واغتصاب فلسطين بالكامل بحق أبناء شعبنا الفلسطيني رافضةً لهذا الإجرام وأشكاله البشعة التي يمارسه قطعانها وجيشها ؟؟؟؟
وللإجابة على هذه المشكلة والمعضلة علينا العودة إللى الذاكرة الفلسطينية التي تحمل الكثير في طياتها ومنها مانواجهه هذه الايام عام 2014م عندما أحرق ثلاثة مستوطنين إسرائيليين الطفل المقدسي الشهيد الطفل محمد أبو خضير في جريمة أخرى لا تقل عنها وحشية وبشاعة وأخرى ضد الطفولة و الإنسانية تضاف إلى سجله الحافل بالإنجازات الإرهابية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني والعربي ، وقد ألقت شرطة الاحتلال القبض على القتله فكيف كانت محاكمتهم؟ وما هو الحكم الذي سيحصلون عليه؟ طبعاً
قتل ُإمرىءٍ في غابةٍ جريمةٌ لا تغتفر ...............وقتل شعب أمنٍ مسألةٌ فيها نظر
لم يخرج الحكم من أروقة القضاء الإسرائيلي حتى لحظات كتابة هذه المقال ، وبدأ الكلام عن الحالة العقلية للعقل المدبر للجريمة البشعة، وأن المستوطينين الإرهابيين الآخرين تحت السن القانونية ـ قاصرين فدعواهم باطلة حتى ولو كانو قاصرين
فهل هذه الجريمة تندرج تحت السلوك الإنساني أو في شريعة الغاب إنها مسألة تستحق النظر !!!!
صورة أخرى توضح صورة هذا الاحتلال الإرهابي، كيف يعامل الإحتلال الاسرائيلي أبناء شعبنا الفلسطيني المنتفضين ضد سياسات القتل والتهجير والتشريد و العمليات الفردية التي التي قامو بها وكل يوم يقومون بها في القدس وباقي مدن الوطن الفلسطيني المحتل ؟ فالاحتلال يقوم بمداهمة منزل الشهيد الفلسطيني وتحطيم محتوياته واعتقال كل الذكور من عائلته سواء كانو من أب وإخوة، وتوصلت العقلية الإسرائيلية لصب منزل بعض الشهداء بالباطون المسلح و تفجير منازل الشهداء ضمن سلسلة تنتهجا الحكومة الإسرائيلية من العقاب الجماعي الذي يطال أسر من يقوم بأعمال المقاومة والم يسلم الحي الذي يقطنه الشهيد من الأذى والضرر ، وغير ذلك من قتل هؤلاء المقاومين الأبطال من أبناء شعبنا المنتفضين في مسرح الأحداث وبعضهم من غير التثبت من التهمة كما حدث مع الشهداء والشهيدات من دون محاكمة أو دليل كأن العدالة قد أعطيت ووضعت في فوهة بندقية جندي الاحتلال والمستوطن والمستعرب من مسدساتهم ليكون القرار منها .
كما ذكر العديد من رجال الدين الإسرائيلي من الحاخامات قولهم: “إن شريعة اليهود تسمح بقتل أطفال الفلسطينيين لأنهم يشكلون خطرًا مستقبليا” (وهذا صحيح أننا نشكل خطراً مستقبليا وحاضرا لانكم أنتم تغتصبون أرضنا )، هذا التشريع الديني هو إيعاز رسمي لقطعان المستوطنين والجيش الإسرائيلي بقتل وحرق الأطفال والعائلات الفلسطينية وحرق الطفل علي ومن قبله حرق المئات من الأطفال في مدينة غزة بصواريخ وقذائف محرمة دوليًا استخدمت للقضاء عل شعبنا الفلسطيني ومقاومته .... وبدون جدوى .
وهو حرق المدن والقرى وفق الطرق والإبتكارات الحديثة والتقنية المبتكرة التي يظهر فيها إجرام المستوطنين المنفرد بلباس ملاحقة “المخربين” و”القضاء على الإرهاب.
شهداء غزة فاق عددهم الخمسمائة شهيد خلال خمسين يومًا من القصف والإبادة الجماعية في حرب تشنهها اسرائيل بأعتى أنواع الأسلحة وأشدها فتكا و كما أصيب أكثر من ألفين وثمانمائة طفل بجروح مختلفة، والآلاف باتو يعانون من أمراض نفسية محفورة في عقولهم وقلوبهم و ستظل ترافقهم حتى نهاية عمرهم ، وهذا ما خلفه الصمت الذي جعل من دمائهم تراق من غير محاسبة دولية وأممية أو وقفة جادة من أبناء شعبنا العربي .
لن نطلب العدالة ممن هجر شعبنا واغتصب أرضنا عام 1948 و برّأ قاتل المصلين في المسجد الإبراهيمي أو حتى من أحرق المسجد الأقصى المبارك أو حارق الأطفال في غزة، ومرتكب المجازر في لبنان ولكن المشكلة الأكبر أن يكون الإرهابي الأكبر نفسه في المنطقة يختبىء خلف ستار صنعه بنفسه من الأكاذيب ليغيب عن المجتمع الدولي حقيقته ووجهه الآخر الفاسد والإرهابي …
لعائلةأبو خضير والدوابشة وبافي عائلات شهداء شعبنا الفلسطيني لكم منا التحية والسلام فلن تعيد حقكم محاكم الاحتلال ولا حتى محاكم لاهاي … ومن سيعيد لك بعض حقكم المسلوب؟؟؟
و من يرابط في الأزقة وعلى الحواجز يختصر الكرامة وحقنا بالمقاومة في حجر ومقلاع وسكين ليلقن جنود الاحتلال نيران الغضب الفلسطيني وسوء الخاتمة والمنقلب !!!!
ومن يعيد لك حقك أيها المارد الثائر في نفوس الأعزاء، ومن يثأر لأطفالنا ,شهدائنا وأسرانا ؟
لأن المقاومة وإرادة المقاومة التي يتمتع بها شعبنا الفلسطيني هي الانتصار الأول في سلسلة من الانتصارات الكبرى وقودها أبطالنا ونساؤونا وشيوخنا وأطفالنا وآلاف المقاومين التي تزفهم فلسطين ..
فلتذهب محكاكم إلى الجحيم .........
ونحن الثائرين بكل أرضٍ ..................سنصهر باللظى نير الرقاب
بقلم الأستاذ وسيم وني