-الفرنسيون يقتلون الفرنسيين ...والعراقيون يقتلون العراقيين ...والسوريون يقتلون السوريين ...والاتراك يقتلون الاتراك ...واليمينيون يقتلون اليمنيين ...الليبيون يقتلون الليبيين ...والبريطانيون يقتلون البريطانيين ...والامريكيون يقتلون الامريكيين ...الخ ...من نماذج القتل اللامعقول ..والمرفوض ..والمدان ...والذي لا يمكن ان يصدق ...أن نري القتل ....التخريب ...اثارة الفزع والخوف للأمنيين .....لحسابات وهمية مرضية ....أو من أجل حفنه من المال .
أصبح القتل من أجل القتل ....والتخريب من أجل التخريب .... لإثارة مشاعر الخوف والفزع ...وزرع بذور الفتنه والكراهية ...وتخريب العلاقات الانسانية ...وفقدان الثقة ما بين المجتمعات والدول فهل هذا لمصلحة أحد !!!؟؟.....أم أن هذا يأتي في سياق ما تم تخطيطه وتدبيره ؟؟!!.
هل يعقل أن يكون هناك أربعين دولة تدعم داعش ..ومن بين هذه الدول شاركوا بقمة العشرين في اطلنطا بتركيا كما قال الرئيس الروسي بوتين ....هل يعقل أن العالم قد أصبح كفيفا .....لا يري ....وحتي لا يسمع ...ما تقوم به حكومة الكيان العنصري من جرائم ومجازر ....تدمير ونهب وسلب .....قتل بدوم بارد ....واعتقالات لا تتوقف ....وتدمير منازل ....في ظل احتلال جاثم ومستمر .....بجرائمه وارهابه ....دون رحمة ....ودون أدني عقاب ....أو حتي ادانة ....يمكن أن تؤدي الي المحاسبة ....فهل هناك أكثر من هذا ؟؟....لنري العجب العجاب ...ونسمع ما لا يصدق .....وما لا يحتمل ....وما لا يمكن القبول به .....حيث يصنع الارهاب والارهابيون ....ويضخمون بقوتهم ....وينتشرون ويتحركون ...وكأنهم كالسراب والخيال ....ويدعمون ويقتلون ....حتي ممن صنعهم وساعدهم ...بطريقة أو باخري ..وكأن الدول تقتل نفسها ...والانظمة تقتل مواطنيها ...بأموالهم وامكانياتهم ...لا زالنا نري العجب ....فالعالم باسره وقف علي قدم واحدة ....في أحداث 11 سبتمبر والتي قامت بها القاعدة بالولايات المتحدة ...بتفجير مركز التجارة العالمي .....كما وقف العالم قبل أيام متأثرا ومتضامنا ...منددا وساخطا ....علي هؤلاء الارهابيين ..وجرائمهم ...بعاصمة الجمال والنور باريس .....وفي ذات الوقت لم نري ...ولم نسمع ذات الموقف حول ما جري بسقوط الطائرة الروسية ...ومدينة السلام شرم الشيخ ...كما أننا لم نسمع... ولم نشاهد موقفا مرضيا ....حول ما حدث بالضاحية الجنوبية لبيروت .
فما بالنا ..وما يحدث بالقدس ....قدس الاقداس ....بتراثها الاسلامي المسيحي ....وبمقدساتها وأقصاها ....والعبث والتهديد والتخريب ...الذي تقوم به قوات الاحتلال العنصري الاسرائيلي وممارساته الارهابية ضد السكان اصحاب الأرض والمقدسات ...دون أن نسمع الادانات الشافية والكاملة ...والتي تؤكد الحقوق ....وتدين ارهاب الاحتلال المنظم .
بعد كل أحداث ارهابية ....من حق كل دولة ...ان تأخذ اجراءاتها وتدابيرها وقراراتها ..بما يحفظ امنها ....ويوفر الاستقرار بداخلها ....وهذا ما قامت به باريس ...عندما اعلن عن حالة الطوارئ ..واتخذ من الاجراءات العديدة ...كالمنع ...وسحب الجنسيات... والترحيل ....كما جري من مداهمات واعتقالات....وذات الشي في بروكسل ...وحتي المانيا ...اجراءات وتدابير أمنية ....تتخذها الدول للمحافظة علي امنها القومي ....وهذا حق طبيعي ومبرر ...لكن الامر غير الطبيعي ...وغير المبرر ....أن نسمع صوت مؤسسات حقوق الانسان ...والمؤسسات الدولية حول الانتهاكات ...وبذات الظروف والملابسات في دول أخري ...أليس هذا من العجب... العجاب ؟؟!!.
مشاعر العرب جياشة ....وانسانيتهم عالية ....ويحكم تصرفاتهم منظومة دينيه ثقافية أخلاقية ..يحافظون علي تاريخهم وعراقتهم وحضارتهم ...ويحاولون علي مدار اللحظة ان يرسلوا برسائلهم لطمئنة الجميع ...أن هنا شعوب حضارية.... ترغب بنسج علاقات انسانية .. ثقافية ...واقتصادية ....مع كافة الشعوب ...علي أرضية الاحترام المتبادل ..واحترام خصوصية كلا منا للأخر....وعدم التدخل بشئوننا الداخلية ...واحترام ارادتنا...وخصوصية واقعنا ....تلك الرسائل المتعددة التي ترسل علي مدار اللحظة ....والتي لا يلتقط منها الكثير ....علي أرضية الفوقية ...والتعالي والقوة ..استغلالا لحالة الضعف العربي ...والاسلامي ...وهذا ما يثير الكثير من المرارة بالنفوس .....ويحزننا ان لا نلمس ....بقدر رسائلنا المرسلة ...بل تأتي الرسائل ...علي عكس ما نرسل... وعلي عكس مضمون ما نتحدث ....من هنا ....يأتي العجب ...في هذا الزمن ...الذي افتقد الكثير من القيم والاخلاقيات ...وحتي أصول العلاقات الانسانية ...والسياسية ما بين الدول والشعوب.
زمن المصالح الغالبة ....حتي علي حساب الحقوق والأصول ....فهل كل شيء ينهار ؟؟!!....وهل المنظومات تسقط أمام اعيننا ؟؟!!....ولا نعرف كيف لنا أن نعمل ....أو نتصرف ....أو حتي ما يمكن أن نقول ....وحتي لا نصل الي مرحلة دفع ثمن الكلام ....فكيف بالنا بالأفعال ....وقد ماتت دون رجعة ....ومنذ زمن العجب ...الذي طال أمده !!.
الكاتب : وفيق زنداح