منفذ رفح البري ....يعتبر بوابة قطاع غزة للخارج ..ومن خلاله يتمكن سكان القطاع من التحرك والتواصل مع العالم الخارجي ...لتعزيز روابط العلاقات الانسانية ....الاجتماعية... والاقتصادية ..وخدمة ملحة للمواطنين من أجل التعليم ....والعلاج ...وزيارة الاقارب ...وغيره من المتطلبات الانسانية .
أهمية معبر رفح ...تفوق كل تصور ....وكل ما يمكن أن يقال من خلال مقالة ...علي اعتبار أنه المعبر الوحيد والمتاح لأهالي القطاع.... في ظل أوضاع استثنائية ...وواقع احتلالي لا زال يماطل ويسوف ...لإمكانية تحقيق التسوية السياسية ...والتي يمكن من خلالها الربط الجغرافي والسياسي ....ما بين المحافظات الجنوبية ...مع المحافظات الشمالية .....علي اعتبار أن المحافظات الشمالية يتحرك المواطنون بها بحرية أكبر ....كما السياسيون الذين يتحركون دون أدني مشكلة .
نحن سكان القطاع نعاني في ظل اغلاق المعبر ....وفي ذات الوقت نقدر كافة الظروف التي تعيشها مصر الشقيقة .
علت اصوات الجميع منا ...لأجل فتح معبر رفح ....حتي نتواصل ونتحرك ...وحتي نتنفس الهواء ....وحتي نشعر بأدميتنا بأننا بشر.... ولا يجوز أن نسجن في سجن كبير... بسبب انقسام أسود...فرض علينا واقع مؤلم ...لا يمكن تحمله ...ولا جدوي اصلا من تحمله...او الصبر عليه ...لأنه لا علاقة له بالوطن وحريته ...ولا بالنضال التحرري ومتطلباته .
سعدنا بتصريحات الأخ عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ...الذي أكد علي التوصل الي اتفاق مع الاشقاء المصريين ....ومنذ لحظة التصريح بدأت ردود الفعل ....ما بين طلب التوضيح ....وطلب المشاركة ....في واقع المماحكة ...وكأننا لا نتعلم ....وكأن العالم فاضي لنا ....يا عالم محدش فاضي لحد ....وبالأصح ....محدش فاضي يدلع حد .
كل دولة لها ظروفها ...وخصوصية واقعها ..وأولوياتها ...كما لكل دولة متطلبات أمنها واستقرارها ....ونحن من هنا لا نفرض انفسنا علي أحد .....ولا نقبل ...ولا يجوز لنا أن نصدر خلافاتنا لأحد ....فالكل فيه ما يكفيه .
وحتي أكون في صلب الموضوع المطروح ..حول معبر رفح ...ووحدة الموقف الفلسطيني ازاء تشغيله ..وتسهيل امور المواطنين ...كمبدأ عام ملزم للجميع ...دون استثناء .
يجب بداية ...أن نشير ..بل نؤكد ..وهذا ما قولناه لمرات عديدة ...وعبر مقالات متعددة ..أننا نكن لمصر الشقيقة ..كل محبة واحترام ....وللشعب المصري كل وفاء ....وللقيادة المصرية كل اعتزاز واحترام ومحبة ....ولمصر بما لها من حقوق وضرورات ومتطلبات ....لها الحق فيها ...بل لها الحق بالمحافظة علي أمنها واستقراراها ....ونحن نقدر لمصر حقها ودورها ....ولا نتدخل بشئونها الداخلية ....لأن مصر القوية ...قوة لفلسطين ....خاصة ونحن سكان القطاع ...والروابط التاريخية والعلاقات الاجتماعية والانسانية ....التي تربط الاسر الفلسطينية بالأسر المصرية ....وما قدم لنا عبر عقود طويلة من مميزات نقدرها حتي اليوم ....فلقد تعلمنا ...كما أشقائنا المصريين ...وعولجنا كما الاشقاء المصريين ..وامتلكنا الوثائق للسفر والتحرك والتسهيلات الممكنة .....لم تبخل علينا مصر في يوم من الايام ....بل قدمت لنا كل ما نطلبه ...وحتي ما لا نطلبه .
مصر الشقيقة وعبر عقود طويلة ...لم تبخل ..ولم تقصر ..ولم تتهاون بأي طلب أو حق فلسطيني ...بل عملت بكل ما تستطيع من أجل تقديم كافة عوامل الاسناد والدعم ...حتي يرفع الظلم عنا ...وحتي يزول الاحتلال عن أرضنا ...وحتي نتمكن من تحقيق حريتنا واستقلالنا .
مصر العربية الشقيقة ....ولقد استشهد من جنودها البواسل الالاف ...من أجل فلسطين ...ودخلت حروب عديدة من أجل فلسطين ...وتحملت ما لا تتحمله أي دولة ...من أجل فلسطين ....ولا زالت علي دعمها ووقوفها بجانبنا ....وتسهل علينا أمورنا ...وتدعمنا بكافة المحافل والمؤسسات العربية والدولية .
من هنا فالموقف المصري يتجدد... ويستمر ....منذ عقود طويلة ..وفق رؤية مصر العربية القومية ودورها... ومكانتها ..وهذا سيبقي محل فخر... واعتزاز ...ووفاء ..من كافة ابناء شعبنا الفلسطيني ..وبكافة فصائله ..وقيادته الشرعية .
اليوم والاخبار المتداولة حول معبر رفح ....والاليات الجديدة لسفر المواطنين ...والتي ستبدأ حسب تصريحات الاخ عزام الاحمد بالحالات الانسانية ....كالطلبة ..وحملة التأشيرات بالخارج ...والمرضي ...وفي ذات الوقت التسهيل علي المواطنين ...وفق الاعتبارات المصرية ....وما جاء في تصريحات سابقة حول امكانية منح تأشيرات الدخول من السفارة المصرية برام الله .....وهذا جيد ...ويوفر عن كاهل المواطنين الكثير من المتاعب ...والمصروفات ...التي كانت قائمة في التسجيل... والانتظار... للسفر لعدة مرات ...في ظل مشقة لا توصف ...للنساء وكبار السن ...والاطفال .
أيا كانت الالية المتفق عليها بين الجانب المصري ...والفلسطيني ...فإنها بالتأكيد ستكون ملبية لمتطلبات سكان القطاع ..بكافة شرائحهم ..ومتطلبات سفرهم .
الا أننا كفلسطينيين....نقدر عاليا مواقف مصر الشقيقة ....والداعمة لنا ....وفي ذات الوقت نشد علي ايدي مصر الشقيقة ...... ووقوفها في وجه الارهاب الأسود... والجماعات التكفيرية ....والمرتبطة بقوي خارجية مشبوهة....وما تقوم به القوات المسلحة ...من اجتثاث... واستئصال أوكار هؤلاء الارهابيين ....وهذا ما يتطلب ضربات استباقية ...وعمليات عسكرية ...في المنطقة الحدودية...وحتي مدينة العريش ...وهذا ما يستوجب اغلاق المعبر وعدم فتحه بصورة منتظمة .
من هنا ...نحن الفلسطينيون يجب ان نرتب أنفسنا ....وأن نوحد موقفنا ..وأن لا نترك مجالا للخلاف الفصائلي ....وانعكاساته وهذا ما أكده الاخ عزام الاحمد في اتصال اذاعة القدس معه ...أنه كان علي اتصال مع أحد قيادات حركة حماس.... وأنهم اتفقوا علي استبعاد الفصائلية واشكالياتها ...عن موضوع معبر رفح ....وأن ما تم الاتفاق عليه ...بين مصر كدولة ...والسلطة الوطنية.
نحن بأمس الحاجة الي توفير المناخ ..والمتطلبات اللازمة لفتح معبر رفح ...وتسهيل حركة المواطنين ...وانهاء هذه المعاناة المستعصية ...لأننا لم نعد نحتمل المزيد من المناقشات ..والمناكفات ...والحوارات ...والتفاهمات ....والتباينات ...والتصريحات ....فكفي بالله عليكم ... ارحمونا.... يرحمكم الله .
وفيق زنداح