ردت الصديقة والزميلة الصحفية نائلة خليل مديرة مكتب جريدة وموقع العربي الجديد على الاعتداء الذي جرى بحقها الشخصي والاعتداء على حرية الاعلام بنصر جديد لحرية الاعلام بفتح المكتب واستقبال الصحفيين المتضامنين مع حرية الاعلام ومع قضيتها في النضال للحرية هذه. هذا الامر كرس أمرا واقعا يمثل انتصار جديد للحرية في وجه تيارٍ سلطوي يُصر على خلق المعارك الجانبية لحرف الانظار عن جرائم الاحتلال بحق ابناء شعبنا، وتشويه ما تبقى لنا من حرية.
استدعاء الزميلة الصحفية نائلة خليل الى مركز الشرطة والتحقيق معها اعتداء سافر على جميع الصحفيين وحرية الاعلام، وهو غير مقبول ولا يمكن السكوت، حتى لا تتكرر هذه التجربة من جديد، فلا يمكن القبول ان يتم التعامل مع الصحفيين والصحفيات كالمجرمين يتم التحقيق معهم في مراكز الشرطة بأمر يتعلق بالعمل الصحفي.
يدرك كاتب هذه السطور انه تم الزج بجهاز الشرطة ووزارة الاعلام في تصفية حسابات سياسية، ليس للزميلة نائلة ناقة فيها ولا جمل، من قبل تيار سلطوي ما زال يعتقد أنه يمكنه استخدام مؤسسة السلطة الفلسطينية باعتبارها ادوات قهر أو ادوات سلطوية. هذا التيار لم يحتسب ولم يتعظ من تجاربه السابقة. كما انه يحرف الانظار عن المعارك الرئيسية الى معارك جانبية تُخَسْرُ السلطة أكثر مما هم يكسبون. هذا التيار بفعلته شوه سمعة جهاز السلطة الفلسطينية الذي حرص على مدار الثماني سنوات الاخيرة على الأقل النأي بنفسه في مثل هكذا قضايا، ودمر جهد وزارة الاعلام في مجال تكريس حرية الاعلام في معركتها ضد سياسات حكومة الاحتلال وجنودها، وكاد ان يقحم النيابة العامة في مخاطر خرق الحرية.
هذا التيار السلطوي يحتاج اليوم لمواجهة حاسمة من قبل الرئيس ورئيس الحكومة ووزير الداخلية؛ بدءاً من القصور "خرق" وزارة الاعلام في احترام قانون المطبوعات والنشر لسنة 1995 التي لم تقم بعملها اللازم والملزم التي تحتمه أحكام المادة 20 منه، مرورا بالذين قاموا بافتعال الازمة، وصولا للإجابة على الكيفية التي تم التعامل مع الزميلة الصحفية نائلة خليل باستدعائها من قبل جهاز الشرطة وحجزها وخروجها بكفالة حجز بطاقة تعريفها "الهوية" لدى الشرطة للعرض على النيابة في اليوم التالي وانتهاء هذا الملف في ساعات الليل وإعلامها بعدم وجود ملف من قبل نقيب الصحفيين أو اغلاقه بعد علم النيابة بوجود وقفة احتجاجية أمام مقرها أثناء التحقيق معها.
دون التحقيق واعلان النتائج على الملأ سيبقى كل صحفي وكل صاحب رأي ومواطن يخاف من تلفيق ملف له في اي لحظة لمجرد التعبير عن رأيه، وسيبقى الخوف مصدر تهديد للحكم مادام يعتمل في قلوب المواطنين، فقد جربتها انظمة حكم في العالم اقوى تمتلك كل ادوات الاحتكار للسلطة لكنها اندثرت بل لم يرحمها التاريخ. بكل تأكيد نريد الخير لبلادنا؛ وهذا لن يتحقق إلا بهزيمة التيار السلطوي.
انتصرت الصديقة والزميلة الصحفية نائلة خليل في معركتها، وانهزم التيار السلطوي، فيما تواصل الحرية "حرية التعبير وحرية الاعلام" حربها للقضاء على العبودية السلطوية والتسلط.
جهاد حرب
--
Jehad Harb