هي كلمة واحدة فقط تحمينا بأمر الله ،وتنقذنا من أمراض العصر الحديث كالسكر والضغط وغيره ...وتبعد عنا المهالك ..هي كلمة واحدة حقا لكنها ..سعادة لنا .. في الدارين في الدنيا ،وفي الآخرة ..لو ترسخت تلك الكلمة في قلوبنا ،قبل أن تنطق بها ألسنتنا لتغيرت كل أحوالنا ،ولكانت حياتنا خالية من الهموم ،والأحزان ،والصراعات ،والفتن .. هي باب الله الأعظم ،وجنة الله في الأرض ..إنها أعلى المقامات ..ولو تساءلنا عن سر الذين لا تنام أعينهم ،والذين قد سُلطت الدنيا عليهم ..أولئك الذين شاغلهم الوحيد هو مراقبة الناس وحسدهم ،والذين يركضون في الدنيا.. ركض الوحوش في البرية نجد أنهم جميعا ..مصابون بداء ضياع تلك الكلمة من قاموس حياتهم .. ولو تيقنوا بتلك الكلمة لعاشوا سعداء ،وفي راحة بال .. ولولا تلك الكلمة... لضل الناس طرائق حياتهم لأنهم لن يسلموا بما قسم الله سبحانه ،ولما اقتنع الرجل بالزواج من امرأة واحدة أو كما صرح الشرع من زواج النساء ..مثنى وثلاث ورباع .. ولا اكتفى بغيرها أبدا ،ولو تزوج نساء الأرض جميعا.. لأن العين وحدها تعشق كل ما لا يملكه الإنسان فإن ملكة أصبح الأمر عاديا يسئم منه الإنسان .. فيفتش عن امتلاك ٍ آخر جديد ولأن الشيطان وأعوانه من بني البشر يزينون لنا الرذائل على إنها فضائل.. فيحلون الحرام ،ويحرمون الحلال ،ولن تنتهي تلك الرغبات أو الشهوات إلا بدخول مثل أولئك الناس القبر.! ولا ننسى أن أول جريمة قتل حدثت في تاريخ البشرية ،هي عندما قتل قابيل هابيل ،وكان أحد الأسباب الرئيسية لتلك الجريمة هو نكران تلك الكلمة من قبل قابيل ،ولولاها لتحولت الدنيا إلى غابة يأكل فيها القوي الضعيف ،و لقتل كل فقير غني انتقاما وحقدا ،ولولاها لشوهت النساء اللائي لسن على قدر من الجمال الظاهري الأخريات اللائي تفوقهن جمالا وزينة لطالما أنهن لا يقتنعن بأن الجسد يبلى فيتغير ويتبدل كما قلوب البشر ،وأن حلاوة الروح لا تتأثر بزمن ٍ طال أو قصر ..ولولا تلك الكلمة ..لصار الناس على درب "نيرون"و لأحرق المساكين والمعذبين في الأرض والذين يسكنون الخيام أو.. يفترشون الأرض ويتلحفون بالسماء.. لولاها لحرقوا بيوت خلق الله ،وقصورهم التي أنعم الله عليهم بها ..ولعاثوا في الأرض الفساد ..هل يمكنكم أن تتصوروا معي ما هي تلك الكلمة السحرية التي قد أكون أطنبت كثيرا بها عبر مقالاتي ..إنها كلمة "الرضا" نعم الرضا ، وقبل أن أختم مقالتي حري بنا أن نتعرف على أحد مفاهيم تلك الكلمة الخطيرة والهامة ،والتي إما أن تنقلنا إلى جنة أو إلى الجحيم .! الرضا في اللغة يا إخواني وأخواتي الأعزاء : ضد السخط ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح
«اللهم إني أَعوذُ برضاكَ من سَخَطِكَ وبمُعافاتِكَ من عُقوبَتِكَ وأَعوذُ بك منك لا أُحْصي ثَناءً عليك أَنت كما أَثْنَيْتَ على نفسك»(2). اللهم اجعلنا من أهل الرضا ،وجميع عبادك المسلمين .
وفي الاصطلاح: الرضا هو طيب النفس بما يصيبه ويفوته مع عدم التغير.
وعند أهل التصوف: سرور القلب بمر القضاء.
وكل معاني الرضا ،التي كثرت ..ولم تضيق بمكنوناتها الأرض ،كلها تدور في فلك ٍ واحد ٍ كالالكترونات حول نواة ذرة واحدة ..وهي كلها تدور حول.. التسليم لأمر الله تعالى وطيب النفس بذلك..لذلك لا يسعني في نهاية المطاف سوى أن أدعو الله سبحانه أن نكون من أهل الرضا ،وجميع المسلمين .
بقلم /حامد أبو عمرة