ثمة قواعد للنجاح وقواعد للاخفاقات والحالة الجدلية بين الاطروحتين اطروحة النجاح وقواعدها واطروحة الفشل وقواعدها، والتي تحتم ان نقف امام الجدليتين بعزم واصرار ووعي ومثابرة وانضباطيات عالية في المسلكية والسلوك ولنستطيع التقدم للامام في ايضاح التباين واثاره على الوضع العام الحركي استراتيجة وتكتيك واليات .
منذ زمن اختلطت مفاهيم البناء ومفاهيم الهدم تحت شعار موحد "" غابة البنادق" وبالاصح "" ديموقراطية غابة البنادق"" وبدون وضع محددات فلسفية وسياسية وامنية لهذا الشعار، حالة جدلية اختلطت فيها الانضباطيات مع عوامل الفوضى ، والصراعات الداخلية ، ودخلت فتح فيما بعد بالعصف البرامجي والتناقضات وعدم الاستقرار في المسافات الموضوعية بين ما هو مرحلي وبين ماهو استراتيجي.
لم تحدد ماهية اي نجاحات لحركة فتح على قائمة دراسة الاخفاقات ومسبباتها ونتائجها على الايقونة الحركية والوطنية ، بل كان التاريخيون كل له مدرسته ونهجه في خليط من التضارب الفكري البعيد او الذي ابتعد مسافات عن النظام والادبيات الحركية، مما سبب احباطات وحدوية برمجية على النحو الاستراتيجي بل كان الموقف تحددة اليات الاتفاق والاختلاف الاني في مواجهة الحدث والمتغير.
ومن هنا قد نستطيع تحديد الازمة الفعلية التي مرت بها فتح على مدار عمرها الذي يتجاوز قليلا 50 عام ، وعلى كافة الاصعدة التخطيطية والمؤسساتية التنظيمية والسياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية ، مما احدث انهيارات في الثقافة الحركية والوطنية وعلاقة ذلك مع حاضنتها وجماهيرها في العمق الشعبي الذاتي والاقليمي .
قد واجهت حركة فتح اخفاقات في تحقيق برامجها النضالية التحررية التي انطلقت من اجلها، لمعطيات ذاتية سبق ذكرها ولمتغيرات اقليمية خضعت للرؤية الدولية للصراع مع الاحتلال والمشروع الصهيوني، وانساق الفشل والياته بدون حسم واضح للاجابة على السؤال : ما بعد الانطلاقة وما بعد المشروع المرحلي ، والذي اقرته القوى اوطنية املتحقة بمنظمة التحرير التي قاتلت من اجل الاعتراف بها اولا كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ومن ثم بعد ذلك مناقشة السؤال : ماذا نريد..؟؟ في تجاوز واضح للميثاق الوطني الذي اجمع عليه الكل الفلسطيني ، وتغييب عناصر رئيسية اللصراع كقضية اللاجئين ومستقبل الكيان الاسرائيلي على الارض الفلسطينية والذي حسمته اخيرا باعتراف متبادل لحل الدولتين بناء على المشروع الدولي دولة ما قبل خطوط الرابع من حزيران تمثل 18% من اراضي فلسطين التاريخية ودولة اسرائيلية التي ارتفع مطلبها للاعتراف بها كدولة يهودية على 82% من اراضي فلسطين .
بعد منعطفات عدة واجهتها حركة فتح بل الحركة الوطنية التي تاثرت بالمناخات السلبية التي اصابت فتح، والتي كرسها متغيرات في القوى الدولية وصولا للقطب الواحد، وبرامج وسياسات اقليمية كانت نتاج ما بعد معركة السادس من اكتوبر وتحرير القناة ، والتي لعبت فيها الدبلوماسية الدولية والعربية ولحقت بها الدبلوماسية الفلسطينية في صنع متغيرات جوهرية على نظرية الصراع مع المشروع الصهيوني لتفرز اتفاقية اوسلو وملحقاتها ومشروع الحكم الذاتي الانتقالي ليبلور الى دولة فلسطينية على ارض ما قبل الرابع من حزيران والمشروع العربي وخارطة الطريق، ومن ثم الحل البليري الاقتصادي الامني في الضفة الذي اتى نتيجة سيناريو الانقسام وظهور الاسلام السياسي كقوة مؤثرة ادت لتناقضات في اليات مشروع فاشل اتي بالويلات جميعا على المشروع الوطني والذي مازال الشعب الفلسطيني يعاني منه في الضفة وغزة.
في كل المراحل فشل التيار المحافظ وان صح التعبير الاصلاحي الوطني والديموقراطي في فتح ان يحقق نتائج حاسمة في صراعات الرؤيا والتكتيك استنادا الى شعائر الانطلاقة او المرحلية ايضا ، بل كانت الانسلاخات والانشقاقات هي السلوك والخيار الاخير لترك الملعب للاخفاقات ان تستمر وتشكل فريقها باريحية لتصنع الاهداف التي تريد وبدون عائق فتحاوي داخلي او وطني .
فتح والعبور الأمن نحو المستقبل كان هو المطلب للقوى الحية في فتح دائما وفي كل المراحل ، ومع الاستفادة من المراحل السابقة التي نجحت فيها تيارات الفشل والاخفاق من اقصاء القوى الحية بجهوية سياسية جغرافية ومسلكية ذاتية مصلحية قدمت نفسها ومصالحها عن المصلحة الوطنية الشاملة ومصلحة فتح قائدة الشعب الفلسطيني ، هذا العبث الذي يواجهه الان التيار الوطني الاصلاحي الديموقراطي في فتح والذي يجب ان يستفيد من التجارب الماضية ، وعلى قاعدة الانتشار الموضوعي النضالي بتدعيم الثقافة الوطنية الذاتية والثقافة الحركية المبنية على الادبيات والمسلكيات الحركية التي اسسها النظام الداخلي في حركة فتح وبدون انفصال عن الذات الحركية العامة وهو الامر الصعب ولكن لابد من العمل به مهما كانت الظروف، فصناعة المتغير عى الارض وعلى القاعدة ليس
بالامر الهين بل يحتاج لنخبة كادرية مقبولة على المستوى الشعبي وذات ثقافة حركية تلم بكل تاريخ فتح والحركة الوطنية والتجارب الاخرى ، والسير من جديد
وبدون استفزاز لاعادة هيكلة الاطر التظيمية لحركة الاطار بناء على اسس اوضحها النظام الداخلي والاساسي للحركة ، فحالة الانفلاش التاطيري والابتعاد عن النظام الاساسي هو من احد عوامل الفشل الهامة ، والتي اريد منها تهميش الاطار ليتوافق مع ظاهرة التسطيح تلبية لاغراض الخلل في الاطر القيادية وممثليها.
بقلم/ سميح خلف