اذا كنت تعيش في قطاع غزة المحاصر... هذا الجزء من الوطن المغلوب على أمره ... والمنقسم بحكم قرار فصائلي لا علاقة له بإرادة الشعب الفلسطيني ... ولا علاقة له بإرادة هذا الشباب المنتفض على الاحتلال ... والذي يحاول من خلال رسالته أن يؤكد ان فلسطين للفلسطينيين ... وان الاحتلال زائل ... وان الدولة والاستقلال قاب قوسين او ادني .
سكان القطاع بأغلبيتهم الصامتة ... الحائرة ... المترددة ... الناقمة ... الرافضة ... الطيبة والمتسامحة ... توجه لها كل الضربات... ويتلاعب بمصيرها الكثيرين ... لكنها الصابرة ... المحتسبة... المتعففة وليست الطامعة ... لكنها الراضية المرضية ... تنتظر دورها واجلها ... صابرة على صبرها ... وعاطلة عن اداء عملها ... فلا عمل ولا دخل ... ولا خدمات منتظمة ... ولا عنوان واضح بارز يمكن الذهاب اليه لأجل الانصاف وتحقيق العدل ... وايجاد الحلول ... فالعناوين متعددة ... وبأسماء أحزاب وحركات ... ولكل حزب أو حركة جماعته ... وجماعة جماعتها... وليس للمواطن العادي من عنوان... يمكن أن يذهب اليه لطرح مشاكله وتحقيق طلباته .
هل هذه هي الدولة التي نتمنى أن تحققها ؟!!وهل هذه هي العدالة .. الأمانة.. الشفافية وكل ما يخطر ببالنا من كلمات وشعارات منمقة وعالية المستوى؟!! والذي يتحدث فيها كبار قومنا .. وهم يدوسون عليها !
ما سوف أطرحه ليس ضد أحد ... ولست أنا مع احد ... ولكنني مع وطن... نحاول تجزئته ... تقطيعة ... تقسيمة ... دون ادراك ومعرفة ... ودون أدنى حساب ومسؤولية ... ودون قانون يمكن ان يحكم علاقاتنا وتصرفاتنا وقراراتنا... منذ الانقسام قالوا ... وقلنا ...كلها اسبوع زمان ... فمرت الأشهر... والسنوات ...وما زلنا على حالنا الأسوأ... وعلى انقسامنا الأسود ... في ظل مناكفات لا تتوقف... وفي واقع تجاذبات وحملات اعلانية تسود المشهد ... وتحبط المعنويات وتشتت الأحلام ... وتجعل من أهدافنا مجرد كلمات وشعارات نحاول البحث عنها... وايجاد اليات تنفيذها .
لا يمر علينا يوم ... الا وهناك الجديد... مما ينغص علينا حياتنا ... ويشتت شملنا ... ويبعدنا رويدا رويدا عن تحقيق اهدافنا .
كانت انتفاضة شبابنا وصرختهم العالية ... صرخة القدس...التي يحاولون من خلالها ان يوصلوا لعدونا المحتل والمجرم ... بأنه لا مجال لاستمرار احتلالكم... وغطرستكم ...وجرائمكم ... استخدم شبابنا ما امتلكت ايديهم... ليعبرون عن روحهم الوطنية والكفاحية ... وليرسلون برسالتهم لهذا العدو الجاثم على صدورنا ... والموغل بعذابنا ... والمتغطرس بقوته... التي أصبحت ضائعة بين شاب واخر... وما بين شاب وفتاة ... مما زرع الخوف بقلوبهم ... وجعل حياتهم جحيما ... ليست لشئ الا لانهم ظلموا ..وقتلوا.. وحرقوا .. ونهبوا الأرض ... ودنسوا المقدسات وارتكبوا من المجازر والجرائم ما لا يغفر لهم ... بل ما يجعلهم اليوم أو غدا.. في قفص الاتهام والمحاسبة.. ودفع الثمن .
هذا الشباب المنتفض له كافة الحقوق في ان يقول كلمته .. وان يطالب بوحدة الصف ... ورفض الانقسام والتقاسم .. حتى ان له الحق ان يقول كفى ... وكفى ... عليكم بهذا الانقسام وبهذه الاجراءات ... وبهذه القرارات ... وكأن لكل منكم عزبته الخاصة... التي يشغل فيها من يشاء ويطرد منها من يشاء ...ويكافئ من يشاء ... وكأن لكل عزبة مسؤول عنها... وأولي الأمر فيها يجب أن يطاعوا وان يفعلوا ما يريدون ... دون أن يقال لهم ... او يتعارض مع شأنهم .
بصراحة ... نحن نتناقض مع انفسنا... ونطالب برفع الظلم ... ولكننا للأسف نمارسه ... نطالب بالشفافية ونمارس المحسوبية ... كل شئ ونقيضه في حياتنا... ولا زلنا نحاول خداع انفسنا ... ويحاول كل منا باتجاه الاخر ان يغلب موقفه .. وكأنه الصواب .. ويمتلك ناصية الحقيقة .. وان ما تعدى ذلك على خطأ وخطيئة .
المشهد بظاهره وباطنه ... اصبح مليئا بالأخطاء والخطايا ... ولا اعرف كيف يمكن لنا ان نصبح على وطن يجمعنا... ويحن علينا ... وينصف بيننا ... فلك الله يا وطن .
بقلم/ وفيق زنداح